الإثنين 8 مارس 2021 / 13:57

مدريد... "واحة حفلات" للسائحين المنهكين من إجراءات الإغلاق

استغرقت "جولي" ساعة و15 دقيقة فقط، للوصول إلى ما تعتبره "جنة". إنها المدة التي استغرقتها رحلة الطيران من مسقط رأسها في مدينة تولوز بجنوب غرب فرنسا إلى العاصمة الاسبانية، مدريد.

تقول الشابة (23 عاماً) بينما تجلس في إحدى الحانات بمنطقة شامبيري في مدريد، بابتسامة عريضة: "يمكننا هنا أخيراً أن نعيش بالفعل من جديد، وأن نشعر بالسعادة - إنها الجنة". وتهز صديقتها آن رأسها لتأييد كلامها.

الهرب من القيود في بلادهم
في هذه الأيام، يمكن للمرء أن يرى ويسمع نفس الشيء من أشخاص آخرين مثلهما، حيث أن الأوروبيين الذين أنهكهم تفشي جائحة كورونا وما ترتب عليها من فرض إجراءات الإغلاق- ومن بينهم الكثير من المسافرين الفرنسيين مثل الطالبتين جولي وآن - يتوجهون إلى مدريد بالآلاف، هرباً من كآبة القيود المفروضة داخل بلادهم.

وفي الوقت الذي قد يكون هناك فيه درجة من إجراءات الإغلاق المفروضة في باريس وتولوز وتقريباً في كل مكان بأوروبا، يُسمح للمطاعم والحانات في مدريد بفتح أبوابها، بالاضافة إلى دور العرض السينمائي والمتاحف والمنشآت الترفيهية الأخرى.

جزيرة في بحر قيود
وكانت صحيفة "الباييس" الاسبانية كتبت أن مدريد صارت "واحة للحفلات"، وأنها أصبحت "جزيرة في بحر قيود الاغلاق المفروضة في العواصم الأوروبية". ويعتبر الفرنسيون أكثر المواطنين الذين تجذبهم تلك الإغراءات بصورة رئيسية.

ويرحب وسط مدريد بهم بصدر رحب، ولاسيما بعد أن صارت جميع المطاعم والحانات هناك تعتمد على السائحين من الدولة المجاورة، بشكل خاص، في مثل هذه الأوقات.

ويقول خوسيه، وهو نادل يعمل في "بلازا مايور" (أو /الساحة الكبرى/ في مدريد، وهي من أهم الأماكن السياحية في إسبانيا وأكبر الساحات في البلاد)، إن "الفرنسيين يشكلون حالياً نصف مصدر دخلنا".

ويشار إلى أن مدريد كانت قد شهدت وصول أكثر من 117 ألف سائح فرنسي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وما لا يزيد عن حوالي 51 ألف سائح ألماني و23 ألف سائح بريطاني، بحسب تقديرات المعهد الوطني للاحصاء. وينظم الكثير من الأصدقاء رحلات جماعية سويا مقابل أقل من 150 يورو.

مخاطر كبيرة
ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه يحمل معه مخاطر كبيرة، حيث ذكرت شرطة مدريد أنه قد تم فض 442 من الحفلات التي أقيمت بصورة غير قانونية في مطلع الأسبوع، وهو ما يعد رقماً قياسياً.

ولا يبحث الفرنسيون الذين يتوجهون إلى مدريد عن كأس من النبيذ أو الجعة في مكان مفتوح فحسب، ولكنهم يبحثون أيضاً عن التواصل الاجتماعي والرغبة في التعرف على ثقافة البلاد. وبينما تفرض فرنسا حظر التجول من الساعة السادسة مساء، لا يضطر المرء في مدريد إلى أن يعود إلى المنزل حتى الساعة الحادية عشر مساء.

وبينما تجرى مناقشات في أماكن أخرى من أجل تمديد وتشديد القيود المفروضة، فإنهم يفكرون حالياً في مدريد، في رفع حظر التجول المفروض ليلاً.

ومع تسجيل 120 حالة إصابة جديدة بين كل 100 ألف مواطن كل سبعة أيام، تعد مدريد في الواقع أسوأ حالاً من أي مجتمع آخر من المجتمعات الإسبانية ذات الحكم الذاتي البالغ عددها 17.