الرئيس  الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الإثنين 8 مارس 2021 / 14:47

بايدن لم يحسم أمره بعد مع إيران والاتفاق النووي

عندما يتعلق الأمر بسياسة الرئيس الامريكي جو بايدن، تجاه إيران، فإن أسلم ما يمكن قوله هو إنه "عمل جارٍ" حسب الكاتب الامريكي، إيلي ليك، حيث تحاول إدارة بايدن حث إيران بهدوء على العودة من جديد للمفاوضات حول الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب، في 2018.

من ناحية أخرى، سمحت الإدارة الامريكية في الأسبوع الماضي بشن ضربات جوية في سوريا، ضد منشآت قالت إنها لميليشيا تدعمها إيران شنت في الشهر الماضي هجمات صاروخية استهدفت قاعدة أمريكية في شمال العراق.

ويرى الكاتب الامريكي في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، أن إحدى الطرق للتكهن بنوايا بايدن الحقيقية، هي فحص سجلات مرشحي إدارته للسياسة الخارجية، خاصةً، كولن كال، وويندي شيرمان، الذين شغلا مناصب مهمة في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ولعبا دوراً كبيراً في التفاوض حول الاتفاق النووي. وبمجرد خروجهما من الحكومة، توقع كلاهما أن الانسحاب من الاتفاق النووي سيثبت أنه كان كارثياً.

ويرى ليك أن ذلك هو السبب في التنويه بأن كال وشيرمان، رشح الأول لشغل منصب وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية، والثانية لمنصب نائب وزير الخارجية،  بذلا جهدا أثناء جلسات الاستماع لهما، لتهدئة مخاوف الجمهوريين والديمقراطيين الوسطيين من الاتفاق النووي. وقالا إن بايدن يعتزم معالجة الأخطاء العديدة في الاتفاق، وليس مجرد إعادته.

تأخير
وقال ليك إنه عندما ضغط السيناتور الامريكي ميت رومني، على شيرمان في الأسبوع الماضي بسبب الاتفاق الذي ساعدت في التفاوض عليه، كانت شيرمان أكثر تصالحية مما كانت عليه قبل ستة أعوام.

وقال رومني إنه بما أن القيود التي يفرضها الاتفاق النووي على تخصيب اليورانيوم تنتهي بمرور الوقت، فإن الاتفاق لا يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي بقدر ما يعمل على تأخيره فحسب.

وبصفتها من الأعضاء السابقين في إدارة أوباما، قد تكون شيرمان تجاهلت ببساطة ذلك الانتقاد. وقالت في الأسبوع الماضي إنها ترى أن الهدف من الاتفاق هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي، "فأنا أتفهم تماماً" سبب تفهم وعدم تفهم الكثير من أعضاء الكونغرس لذلك.

وأوضحت "إذا استمرت إيران في إنتاج المواد الانشطارية، التي تدخل في تصنيع الأسلحة النووية، فإن التمتع بتلك القدرة يمنحها الخيار إذا اختارت تصنيع الاسلحة النووية".

وكانت شيرمان نفسها قد أكدت مراراً منذ أن تركت الحكومة، أنه ليس هناك فرصة حقيقية للحصول على اتفاق أفضل من ذلك الذي ساعدت في التفاوض حوله. ووعدت لآن بالعمل مع الكونغرس على تعزيز هذا الاتفاق في النهاية.

تنبؤات
من ناحية أخرى، يرى ليك أن جلسة الاستماع لكال كانت مفيدة وإرشادية أيضاً. ويشار إلى أن كال خارج سياق الحكومة، يعد من المستخدمين النشيطين لموقع تويتر. وذكره الكثير من الجمهوريين من أعضاء مجلس الشيوخ، بتغريدات سابقة، بداية من التنبؤ بأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيجعل التعاون بين إسرائيل والعرب أصعب بكثير، وصولا إلى تحذيره الذي قال فيه إن الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، ستؤدي إلى حرب إقليمية.

وفي وقت لاحق أثناء الجلسة، أشاد كال بالتعاون الأمريكي الإسرائيلي، وقال إنه لا يحبذ نقل السفارة الأمريكية من القدس.

وفي الوقت نفسه، بدأت الجماعات المعنية بالسياسة الخارجية التقدمية، استشعار القلق من نوايا بايدن الخاصة بإيران. وكتبت 32 منظمة تقدمية إلى بايدن هذا الاسبوع وحثته على العدول عن مساره والتراجع عن مطلبه بعودة إيران وامتثالها للاتفاق النووي قبل رفع العقوبات النووية، حسب ما ورد في تقرير ليك الذي نشرته وكالة بلومبرغ.

ويتساءل ليك عن مدى استعداد بايدن للدفاع عن الاتفاق النووي المبرم في 2015، بينما تسعى إدارته لردع إيران عن تصعيد أنشطتها الإقليمية، وإغراء طهران للعودة إلى المفاوضات النووية؟

ويرى ليك أن الامر سيكون عبارة عن عمل موازنة دقيقة، تمت مناقشتها الأسبوع الماضي أثناء جلسات الاستماع لكال وشيرمان.