السفنية العملاقة "إيفر غيفن" في قناة السويس (تويتر)
السفنية العملاقة "إيفر غيفن" في قناة السويس (تويتر)
الجمعة 26 مارس 2021 / 13:22

توقف قناة السويس يرفع تكاليف الشحن البحري

تسبب توقف قناة السويس في ارتفاع تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية إلى المثلين تقريباً هذا الأسبوع، وتحويل عدة سفن مسارها بعيداً عن المجرى المائي الحيوي، بسبب سفينة حاويات عملاقة عالقة بين ضفتيه.

ويبلغ طول السفينة إيفرغيفن 400 متراً وجنحت في القناة منذ الثلاثاء الماضي، وتستمر جهود تعويمها بيد أن العملية ربما تستغرق أسابيع في ظل الطقس السيء.

وأدى توقف الملاحة عبر القناة الواصلة بين أوروبا وآسيا، إلى تعميق مشاكل خطوط النقل البحري التي تواجه بالفعل اضطراباً وتأخيراً في توريد سلع التجزئة إلى المستهلكين، ويتوقع محللون تأثيراً أكبراً على الناقلات الأصغر والمنتجات البترولية، خاصةً النفتا، وزيت الوقود، من أوروبا إلى آسيا، إذا ظلت القناة متوقفة لأسابيع.

وتظهر بيانات ملاحية من رفينيتيف أن أكثر من 30 ناقلة نفط تنتظر في شمال وجنوب القناة للمرور منذ الثلاثاء الماضي.

وقالت بريمار إيه.سي.إم شيببروكينغ للوساطة في الشحن البحري "أسعار شحن الناقلات من فئتي أفراماكس، وسويسماكس في البحر المتوسط تحركت أولاً أيضاً، إذ بدأت السوق تضع في الاعتبار توفر عدد أقل من السفن في المنطقة".

وأضافت أن 4 ناقلات على الأقل من فئة لونغ-رينغ 2 ربما كانت تتجه صوب السويس من حوض الأطلسي، تقيم على الأرجح الآن مساراً حول رأس الرجاء الصالح، وبإمكان الناقلة من تلك الفئة حمل نحو 75 ألف طن من النفط، موضحة أن ارتفاع الطلب على خام حوض الأطلسي في أوروبا سيزيد أيضاً استخدام تلك الناقلات الأصغر، حجماً ويدعم أسعار الشحن.

وزادت كلفة شحن المنتجات الأقل تلويثاً للبيئة، مثل البنزين، والديزل، من ميناء توابس الروسي على البحر الأسود إلى جنوب فرنسا من 1.49 دولار للبرميل في 22 مارس(آذار) الجاري إلى 2.58 دولار للبرميل في 25 مارس(آذار) الجاري، بزيادة 73% حسب رفينيتيف.

وقال أنوب غاياراج سمسار شحن ناقلات لدى فيرنليس سنغافورة إن "مؤشراً قياسياً للشحن البحري للسفن من فئة (لونغ-رينغ 2) من الشرق الأوسط إلى اليابان، المعروف باسم تي.سي 1، ارتفع إلى 137.5 نقطة في وقت مبكر من اليوم الجمعة مقارنة مع 100 نقطة في الأسبوع الماضي".

وعلى نحو مماثل، سجل مؤشر تكاليف الشحن للسفن من فئة لونغ-رينغ 1 على نفس المسار، المعروف باسم تي.سي 5، 130 نقطة، ارتفاعاً من 125 في نهاية الأسبوع الماضي.

وقال محللون إن تأثير تأخيرات الشحن البحري على أسواق الطاقة سيخف في موسم يتسم بانخفاض الطلب على النفط الخام والغاز الطبيعي المسال.

وقالت شركة كبلر لمعلومات البيانات: "الطبيعة الموسمية لهذه التدفقات تعني أن من المستبعد أن نشهد  ضغوطاً على شركات شحن الغاز الطبيعي المسال التي تنقل شحنات إلى الشرق، إذ أن مسارات رأس الرجاء الصالح الأطول والأقل كلفة تحظى بتفضيلها".

وقال سمسار شحن بحري يعمل من سنغافورة، إن عدة ناقلات غاز مسال حولت مسارها، مضيفاً أن المعنويات أمام أسعار الشحن لناقلات الغاز المسال أكثر إيجابية بعد الحادث، مشيراً إلى أن بعض المشترين الأوروبيين الذين يترقبون تأخيراً في إمدادات الغاز المسال من قطر، ربما يدرسون خيارات أخرى مثل الشراء في السوق الفورية، لكن محللين يقولون إنه في ظل انخفاض الطلب الموسمي على الغاز المسال، فإن التأثير ربما يكون ضئيلاً.

وقال كارلوس توريس دياز رئيس أسواق الغاز والكهرباء لدى ريستاد إنرجي، في مذكرة أمس الخميس، إنه إذا استمر توقف قناة السويس لأسبوعين، قد يتأجل تسليم نحو مليون طن من الغاز المسال إلى أوروبا، وأضاف "هذا الرقم قد يتضاعف إلى ما يزيد عن مليوني طن من الشحنات مؤجلة التسليم في ظل أسوأ تصور إذا ظلت القناة متوقفة لأربعة أسابيع".