الأربعاء 7 أبريل 2021 / 12:23

فورين بوليسي: التصعيد في أوكرانيا اختبار روسي مبكر لبايدن

24-زياد الأشقر

عن الهدف من الحشود العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا والتحديات التي تشكلها هذه الخطوة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كتبت جاك داتش، وروبي غرامر زإيمي كينون في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن روسيا تحشد عدداً غير اعتيادي من الجنود على حدود أوكرانيا، ما يشكل اختباراً مبكراً لإدارة بايدن في الوقت الذي تتطلع فيه إلى إصلاح العلاقات مع الحلفاء في الناتو، وأن تبتعد عن المقاربة المثيرة للجدل التي تبناها الرئيس السابق دونالد ترامب مع موسكو.

هذه التحركات من الأرجح أن يكون الهدف منها منع أوكرانيا من شن مزيد من الهجمات في المنطقة

وقال الكتاب إن حشد القوات على حدود أوكرانيا، علاوة على مئات الخروقات لوقف النار في شرق البلاد الذي يسيطر عليه الإنفصاليون المدعومون من روسيا، استنفرت الناتو وأدت إلى سلسلة من المحادثات الهاتفية بين مسؤولين بارزين في إدارة بايدن ونظرائهم الأوكرانيين والروس.


وقال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشؤون أوروبا والناتو حتى 2017 جيم تاونسند: "إنهم يستكشفون، يحاولون أن يروا ما يمكنهم فعله، وماذا سيفعل الناتو، وماذا سيفعل الأوكرانيون...هل هذه إدارة عصبية، أو هل هي إدارة ستتصرف بحزم؟ إنهم يفعلون كل ذلك لتقييم موقف الإدارة الجديدة".

وتحدث بايدن هاتفياً الجمعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أول محادثة بين زعيمي البلدين منذ مكالمة ترامب المشهورة في يوليو (تموز) 2019 مع زيلينسكي، والتي تسببت في أول إجراءات عزل ضد الرئيس السابق.

وغرد زيلينسكي عقب المكالمة التي استمرت 50 دقيقة مع بايدن، قائلاً: "نقف جنباً إلى جنب عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن ديموقراطياتنا".

قلق في الناتو
واجتمع مبعوثون من حلف الناتو الذي يضم 30 دولة لمناقشة الأمر وأعربوا عن القلق من المناورات الروسية واسعة النطاق، ومن الخروقات لوقف النار وفق ما صرح مسؤول في الحلف.

وأضاف أن "أفعال روسيا المزعزعة للإستقرار تقوض جهود خفض التصعيد"، وأن "الناتو يواصل دعم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. إننا متيقظون ونراقب الوضع عن كثب".

والجمعة، قال الكرملين إن أي نشر لقوات الناتو في أوكرانيا سيؤدي إلى تصعيد التوترات، ويجبر روسيا على اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية نفسها.

ويشار إلى أن النزاع في شرق أوكرانيا بين كييف والإنفصاليين المدعومين من روسيا، يشهد اشتباكات متقطعة منذ 2015، تاريخ توقيع اتفاق سلام وضع حداً للقتال الأسوأ في المنطقة. ويقول مراقبون إن التصعيد الحالي مختلف في نوعيته عن خروقات سابقة.

ويرى مسؤولون أمريكيون سابقون، أن الأمر عبارة عن جهد روسي واضح لاختبار إدارة بايدن الجديدة، التي لا تزال تراجع كيفية صياغة استراتيجية جديدة مع روسيا في ضوء تصعيدات أخرى، بينها هجوم سيبراني واسع على وكالات حكومية أمريكية، نسبتها واشنطن إلى الكرملين.

اختبار الرد
وقال مسؤول بارز سابق في إدارة ترامب لـ"فورين بوليسي": "يمكن أن تكون مناورة للقوات الروسية لاختبار كيف سنرد، قد يكون شيئاً عسكرياً، أو قد يكون حشداً على الحدود، ويتعين، على إدارة بايدن، أن تقول علناً ما هي سياستها. إن مزيداً من الخروقات الروسية غير مقبول".

ويقول روبرت لي، الخبير في القوات المسلحة الروسية، إن هدف هذه التحركات على الأرجح، منع أوكرانيا من شن مزيد من الهجمات في المنطقة. وأضاف أن "روسيا تحاول إظهار تحكمها في التصعيد".

ومع تزايد التوتر في الأيام الماضية، يرى مسؤولون أمريكيون سابقون أن كييف قلقة من تصعيد أي نزاع، ومن احتمال أن تستغل موسكو ذلك لتعزيز مكاسب القوات التي تدعمها في الشرق.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين السابقين، إنه عوض ذلك، فإن زيلينسكي قد يعتمد على الغرب.