الأربعاء 7 أبريل 2021 / 13:59

تقرير أمريكي: محادثات فيينا... إيران تملي الاستسلام على بايدن

أطلق رئيس مركز من أجل السياسة الأمنية فْرَد فليتز، نداءً إلى الكونغرس وحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، للضغط على مسؤولي الإدارة الأمريكية حتى لا يعودوا إلى الاتفاق النووي المعيب، ويعتمدون مقاربة ديبلوماسية نووية بطريقة مسؤولة أكثر لا تسترضي، أو تعزز إيران

هدف اجتماعات فيينا هو العودة إلى الاتفاق النووي من دون الدعوة إلى تعزيزه

ويرى فليتز أن الوقت لا يزال متاحاً أمام هذه القوى. لكنه أعرب في شبكة "فوكس نيوز" عن خشيته من حجم هوس بايدن وفريقه السياسي بتحقيق انتصار مضحك، بإحياء اتفاق أوباما، الهوس الذي سيمنعهما من الإصغاء للمنطق.

إملاء الهزيمة
يدعي فريق بايدن أن المحادثات النووية في فيينا، هي خطوة أولى مهمة على طريق تحقيق وعد بايدن خلال حملته الانتخابية بإعادة بلاده إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. والحقيقة حسب فليتز، أن إيران سيطرت على هذه المسألة، وستستخدم المحادثات لإملاء هزيمته في البرنامج النووي الإيراني.

لقد انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018 واصفاً إياه بالأسوأ على الإطلاق.

كان ترامب محقاً بسبب الغش الإيراني السري، وبنود التفتيش الضعيفة، إضافة إلى خلو الاتفاق من رعاية إيران للإرهاب، وبرنامجها الصاروخي البالستي.

ما يعنيه كلام فريق بايدن
أصبحت قضية انسحاب ترامب من الاتفاق النووي أقوى في العامين الماضيين بسبب عدم امتثال طهران لواجباتها، وهو ما أكدته وثائق إيرانية سرقتها الاستخبارات الإسرائيلية.

في منتصف 2019، بدأت إيران تنتهك علناً الاتفاق بزيادة نقاء اليورانيوم المخصب والاقتراب من تخصيصه للاستخدام العسكري. وفعّلت إيران أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً لتخصيب اليورانيوم وإنتاج معدنه، وهو جزء من مسار تصنيع وقود للقنبلة النووية.

قال مسؤولو الإدارة سابقاً إنهم سيطلبون من إيران الامتثال للاتفاق قبل عودة واشنطن، إليه وإسقاط العقوبات. ولكن الشرط المسبق للإدارة يتعلق فقط بانتهاكات إيران العلنية للاتفاق أي تلك التي بدأت في 2019 ،ولا يشمل الانتهاكات السابقة، ولا الموافقة على إصلاح العيوب الأخرى.

رفض القادة الإيرانيون الشرط المسبق وأصروا على أن إيران لن تتراجع عن انتهاكاتها العلنية قبل رفع واشنطن العقوبات عنها.

لا تخطئوا
تزامن اجتماع فيينا مع اقتراب إدارة بايدن من الاستسلام لمطالب إيران، وتقديم عروض لرفع بعض العقوبات إذا أوقفت طهران جزئياً خروقاتها للاتفاق النووي.

رفض المسؤولون الإيرانيون جميع هذه المطالب وأصروا على رفع جميع العقوبات قبل أي خطوة من جانبهم.

وفي 2 أبريل (نيسان) الجاري، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تغريدة جاء فيها أن هدف اجتماع فيينا "وضع اللمسات الأخيرة بسرعة على رفع العقوبات والإجراءات النووية لإزالة منسقة لجميع العقوبات، متبوعة بإيقاف إيران تدابيرها العلاجية".

وطلب فليتز من قرائه ألا يخطئوا، فإيران تملي على بايدن شروط استسلامه. لن توقف إيران انتهاكاتها العلنية قبل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، وإنهاء كل العقوبات، ولن تُصلاح العيوب الخطيرة في الاتفاق النووي ولن تتخذ واشنطن أي إجراءات رداً على الغش الإيراني، الذي كشفته إسرائيل.

تجاهل مهين
شعرت إيران بضعف سياسة بايدن الخارجية. لذلك تجاهلت، للمرة الثانية على التوالي، الرئيس الجديد بشكل مهين برفض لقاء مسؤوليه في فيينا حيث كانت تجري مفاوضات غير مباشرة، بوساطة أوروبية. وحصل التجاهل الأول في أوائل مارس (آذار) حين رفضت إيران الانضمام إلى اجتماع حضرته الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي، بسبب حضور الأمريكيين فيه.

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإثنين أن مسؤولين إسرائيليين بارزين قلقون للغاية من بيان الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الإيرانية، روبرت مالي عن اجتماعات فيينا، التي تهدف للعودة إلى الاتفاق النووي دون الدعوة إلى تعزيزه.

ودعا أعضاء الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ إلى إصلاح الاتفاق لا إلى الانضمام إليه وحسب، وسيشعرون بالقلق أيضاً من ملاحظات مالي.

إيران تدرك يأس بايدن
ويضيف فليتز أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي تحدث عن مخاوف من انتهاكات إيران للاتفاق النووي، وقال في الشهر الماضي إن على طهران أن تكون شفافة عند تبرير ما وجده مفتشو الوكالة من آثار يورانيوم غير معلن، لإحياء الاتفاق النووي.

ويشرح الكاتب أن إيران لن تكون شفافة لإدراكها أنها في موقع القيادة، فهي تعلم أن بايدن وفريقه يائسان من قلب سياسة ترامب، ولهذا السبب، يبدو أن إدارة بايدن مصممة على ارتكاب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها إدارة أوباما في 2015، إعطاء إيران كل ما تريد ثم إعلان النصر.

ونصح فليتز ختاماً القوى العقلانية بالتحرك سريعاً إذا أرادت تفادي هذه النتيجة الخطيرة.