الخميس 8 أبريل 2021 / 13:27

ذا هيل: بايدن يكاد يتسبب في كارثة بيئية باليمن

يبدو أن مقاربة بايدن الخاطئة للملف اليمني، قد لا تنتج مأزقاً سياسياً فقط. فاليمن على أبواب كارثة بيئية حسب مراقبين كثر ومن بينهم الأكاديمية المساعدة في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، مورغان فينيا والأكاديمية البارزة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط، سيمون ليدين.

على الولايات المتحدة أن تطور خطة طوارئ بالتعاون مع المجتمع الدولي تهدف إلى اتخاذ إجراءات تنظيف وتسليم للمساعدات الإنسانية لو تسرب النفط من صافر

منذ أكثر من 5 أعوام ترسو "صافر"، ناقلة النفط المعطلة، شمالي مدينة الحديدة الساحلية. وتعد المدينة المركز الأساسي لإيصال المساعدات الإنسانية في اليمن.

والسفينة في وضع سيئ، وذكرت المنظمة البحرية الدولية في يناير(كانون الثاني) أن السلامة الهيكلية للسفينة تنهار مع خطر تسرب 48 مليون غالون من النفط في البحر الأحمر.

الوقت ينفد
وقالت فينيا وليدين في صحيفة "ذا هيل" إن التسرب سيغلق المسار التجاري البارز الذي يغذي قناة السويس.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن الوقت ينفد أمام المجتمع الدولي ليتحرك بطريقة منسقة لتفادي كارثة إنسانية واقتصادية وبيئية تلوح في الأفق.

ومنذ يوليو (تموز) الماضي، كانت الأمم المتحدة تحاول إرسال بعثة تقنية لتقييم وضع السفينة، لكن دون جدوى.

كررت إدارة دونالد ترامب دعوتها للحوثيين ليسمحوا للفريق الأممي بالوصول إلى السفينة دون شروط. لكن الحوثيين المدعومين إيرانياً والمسيطرين على ميناء الحديدة، يواصلون منع المفتشين من ذلك. ورداً على تلك الخطوة، أصدر مجلس الأمن قراراً دعا الحوثيين إلى إفساح المجال أمام البعثة الدولية لتنجز مهمتها. لكن الحوثيين لم يلتزموا بالقرار.

الفرق بين أوباما وترامب
مع تدهور وضع صافر، تعزز إدارة بايدن تمرد الحوثيين بالتخلي عن النفوذ الأمريكي دون انتزاع أي تنازل. خلال ولاية ترامب، دعمت واشنطن التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين، الذين يطلقون هجمات عابرة للحدود ضد المملكة.

وشمل الدعم تقاسم المعلومات الاستخبارية، واللوجستيات، ومبيعات الأسلحة، وحتى 2018، إعادة التزويد بالوقود جواً. وعمل الأمريكيون على مواجهة تنظيمي داعش والقاعدة في شبه الجزيرة العربية.

تذكر الباحثتان أن هذه السياسة لم تكن جديدة، إذ أطلقتها إدارة أوباما ودافع عنها وزير الخارجية الحالي حين كان نائباً لوزير الخارجية في تلك الإدارة، أنطوني بلينكن. وقال حينها إن السعودية توجه رسالة قوية إلى الحوثيين وحلفائهم، عنوانها أنه لا يمكنهم اجتياح اليمن.

هدفت إدارتا أوباما وترامب بذلك إلى تقليص عدد الضحايا المدنيين بتأمين الاستخبارات التي تحتاجها الرياض. ولكن إدارة ترامب ذهبت خطوة أبعد إذ وضع وزير الخارجية مايك بومبيو الحوثيين على لائحة الإرهاب.

أسوأ توقيت
بعد يوم التنصيب بفترة قصيرة، عكست إدارة بايدن المسار. وفي 4 فبراير (شباط)، أعلن الرئيس الأمريكي إنهاء الدعم للسعودية وتعيين الديبلوماسي تيم ليندركينغ موفداً خاصاً له إلى اليمن.

وبذلك، فتح بايدن مساراً ديبلوماسياً لم يحقق أي نجاح ملحوظ طيلة سنوات. وبعد أقل من أسبوعين، رفعت الإدارة الحوثيين عن لائحة الإرهاب مضحية بالنفوذ الذي كان بإمكانها تأمينه لموفدها الديبلوماسي. لم يكن بمقدور السياسة المتهورة لبايدن أن تأتي في توقيت أسوأ.

قبل يومين، أعلنت الأمم المتحدة أنها لم تحصل على رد من الحوثيين على صلاحيات البعثة التقنية. وتأجلت المهمة أكثر بسبب مطالب جديدة من الحوثيين. وفي الوقت نفسه، استمرت الهجمات الحوثية على السعودية.

في 3 مارس (آذار)، تبنت الميليشيات نفسها المسؤولية عن هجوم على مطار أبها السعودي، وهو اليوم نفسه الذي قابل فيه ليندركينغ للمرة الأولى ممثلين عن الحوثيين.

مصلحة إيران في السلام... صفر
ترى الأكاديميتان في مقالهما، أن سحب واشنطن دعمها للسعودية صعّب ظروف التفاوض أكثر. لقد شهد العالم مراراً، أن مصلحة إيران والحوثيين في السلام هي صفر. لا يأبه النظام لمصير ملايين اليمنيين المتضورين جوعاً، والمرغمين على تحمل النزاع، كما لا يأبه للكارثة البيئية المحدقة والتي ستفاقم أزمة إنسانية متردية في الأصل، وعوض ذلك، يصب النظام تركيزه على مواصلة توسيع هيمنته الإقليمية.

قوض هدفه 
أثناء محاولة إدارة بايدن البحث عن حل سياسي، عليها التأكد أن يشمل وصول البعثة الأممية إلى صافر وإصلاحها.

إذا تسرب النفط إلى الساحل اليمني، ستنهار صناعة صيد السمك في اليمن، وسيتدهور معه الاقتصاد أكثر. وستعطل هذه الكارثة ميناء الحديدة، ما يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

وتحض الكاتبتان، السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد على استخدام منصتها الدولية للدفع لإيجاد حل للسفينة المعطلة. وعلى الولايات المتحدة بناء حملة ضغط عالمية تشمل الدول الواقعة على البحر الأحمر لإيقاف الحوثيين عن مماطلتهم.

ويتعين أيضاً على الولايات المتحدة أن تطور خطة طوارئ بالتعاون مع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات تنظيف، وتسليم للمساعدات الإنسانية لو تسرب النفط من صافر.

ودعت الكاتبتان إدارة بايدن إلى التراجع عن سياستها. فمع اتخاذها إجراءات لنشر السلام كما تقول، قوضت الإدارة الحالية هدفها، وساهمت في زيادة احتمال وقوع كارثة بيئية.