(أرشيف)
(أرشيف)
الخميس 8 أبريل 2021 / 21:06

داخل مواقع العدو.. استراتيجية إسرائيلية لتدمير خطوط حزب الله

نقل المعركة إلى داخل مواقع العدو، خطوة استباقية هي الأنجح بالنسبة للخطط الاستراتيجية العسكرية في العالم. وهي صعبة وتحتاج لتنفيذها إلى معلومات استخبارية دقيقة، وقليل من الجيوش قادر على القيام بها، أو أقله في منطقة الشرق الأوسط، حيث يبرز الجيش الإسرائيلي باستخدامها في مواقع مختلفة ضمن الصراع مع "الحرس الثوري الإيراني" والميليشيات المتحالفة معه في سوريا ولبنان والعراق.

وقبل ساعات دمرت صواريخ إسرائيلية، قرب دمشق، مستودع أسلحة وذخائر لميليشيات حزب الله والحرس الثوري، وهي من خطوط إمداد الميليشيات في سوريا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة، فضلاً عن خسائر ضخمة سببها انفجار المستودعات.

والصواريخ انطلقت من فوق مواقع ميليشيات حزب الله في الأراضي اللبنانية، وهي من التجارب التي يصر الجيش الإسرائيلي على استخدامها لاكتشاف مدى رد فعل الميليشيات وتقدم أجهزتها التقنية، وخصوصا لمعرفة إذا ما كانت تملك رادارات يمتلكها "الحرس" في العادة. وكما اتضح منذ سنوات إلى اليوم بالنسبة للإسرائيليين، فإن التطور التقني الحقيقي ما زال حكراً على "الحرس" في إيران، حيث لا يثق بالميليشيات لتسليمها ما يشتريه من تقنيات حديثة من الصين وكوريا الشمالية.

والمرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن الضربات الإسرائيلية استهدفت مواقع عدة قرب دمشق، ودمرت مستودع أسلحة وذخائر وخلال الغارات "البعيدة المدى" أطلق الإسرائيليون صواريخ متفرقة لإلهاء الدفاعات الجوية التي يديرها الحرس الثوري.

وقواعد "الحرس" أطلقت صواريخ أرض جو لاستهداف الصواريخ وهي تتجه إلى مواقع الميليشيات، وبدلاً من أن تصيب هذه الصواريخ أهدافها بالجو، استكملت طريقها وانفجرت قرب مواقع حزب الله في الأراضي اللبنانية، وسببت توتراً بين عناصرها، وهو ما تعتبره الاستخبارات الإسرائيلية دليلا جديدا على ضعف التقنيات الحديثة لـ"الحرس" والميليشيات.

حدود لبنان.. قطع الطريق
وتحذر مراكز الدراسات الإسرائيلية دوماً من الانتشار الإيراني في سوريا، وتدعو الحكومة إلى خطوات ميدانية لمنع سيطرة إيران ووكلائها على سوريا.

وتدعو دراسة وزعت على نطاق ضيق قبل شهر، إلى تنظيم الردع على الحدود الشمالية قرب الحدود اللبنانية، فهذه المنطقة، التي يسيطر عليها حزب الله، تمكنه، بمساعدة إيرانية، من الحفاظ على نشر الأسلحة لاستخدامها.

وتنبه الدراسة أيضاً من سيطرة حزب الله على الحدود بين سوريا ولبنان، معتبرة أنه يؤدي إلى ضعف إستراتيجي على المدى الطويل، بعدما تمكنت الميليشيات من بناء قواتها منتهكة قرارات مجلس الأمن الدولي وتحديدا القرار 1701.

وترى أن ترك قواعد حزب الله في جنوب لبنان هو بمثابة رافعة لتأبيد سيطرتها وممارسة النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي في سوريا، كما هو الحال في لبنان.

كما توصي الدراسة بأن تكثف إسرائيل نشاطها العملياتي في المنطقة بالتنسيق مع القوات الروسية، في إطار الحملة بين الحروب، وفي الوقت نفسه تشجيع التدخل الدولي لعرقلة العبور غير الشرعي عبر الحدود بين سوريا ولبنان، بناءً على التقدير بأن هذا الإجراء ضروري. من أجل إعادة الإعمار في لبنان وإضعاف للجماعات الراديكالية في المنطقة بأسرها.