صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 9 أبريل 2021 / 11:09

صحف عربية: ديكتاتور في أنقرة ونووي في طهران

بعد الرئيس الأمريكي جو بايدن في العام الماضي، صعق رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوصفه صراحةً وبعيداً عن القوالب الدبلوماسية التقليدية في أوروبا، بـ "ديكتاتور"، في معرض تعليقه على ما أصبح يعرف في الغرب، بـ Sofa Gate، أو فضيحة الكنبة، أو الكرسي، بعد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في قصر الرئيس التركي.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، تأمل دول المنطقة أن تفضي محادثات فيينا إلى ضغط دولي فعال على إيران لمنعها من الاستمرار في مغامراتها النووية والصاروخية، وصولاً إلى الدعوة إلى الاستعداد للنووي العسكري الإيراني.


الديكتاتور
شكلت تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، قطيعة مع الدبلوماسية التقليدية الإيطالية التي حاولت على عكس بعض الدول الأخرى الحفاظ على علاقات ودية مع تركيا، رغم الأزمات الكثيرة التي تسببت فيها تركيا مع عدد من الدول الأوروبية الأخرى.

وفي السياق نقل موقع ميدل إيست أونلاين، عن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي "لا أؤيد أبداً سلوك الرئيس التركي مع رئيسة المفوضية، هذا لم يكن سلوكاً ملائماً"، وتابع "على المرء أن يكون المرء صريحاً للتعبير عن اختلاف آرائه وسلوكياته وكيفية رؤيته للمجتمع، وعليه أن يكون مستعداً أيضاً ليس للتنسيق بل للتعاون من أجل مصلحة بلاده".

ويأتي حديث دراغي، عن أردوغان في إطار رسالة أكبر من "الخطأ" البروتوكولي الذي تصر عليه أنقرة، رداً على اتهامه بإهانة رئيسة المفوضية الأوروبية، باعتماد أسلوب صريح وقاسٍ مع أردوغان في هذا التوقيت الذي تسعى فيه تركيا، إلى إصلاح ما أفسدته مع الاتحاد الأوروبي.

وعليه نقل الموقع استبعاد مصادره، عودة الرئيس التركي "لنهجه العداء خشية التعرض لعقوبات غربية، بينما يواجه وضعاً اقتصادياً صعباً ويحتاج لتنشيط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي لتنفيس أزمته الاقتصادية".

تحول أوروبي
وفي سياق متصل قالت صحيفة الشرق الأوسط، إن تركيا نددت بشدة بتصريحات رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي "المهينة" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

واشتركت في التنديد الرئاسة التركية، ووزارة الخارجية ممثلة في شخص الوزير، الذي استدعى السفير الإيطالي في وقت قياسي، بعد تصريحات دراغي، الذي اتهمه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بـ"الشعبوية" و"المُعين" في محاولة للتقليل من شأن المسؤول الذي لم يصل إلى منصبه بعد انتخابات ولكن بعد اختياره من قبل الأحزاب الحاكمة في البلاد.

وفي الوقت الذي كان فيه دراغي يتحدث عن مواقف سياسية، سلطت تركيا الاهتمام على الجانب البروتوكولي، واتهام الجانب الأوروبي بالمسؤولية عن الأمر، والحال أن رئيس الوزراء الإيطالي كان يتحدث في سياق أوسع عندما قال: "«شعرت بغضب كبير من الإذلال الذي تعرضت له رئيسة المفوضية من جانب هؤلاء، ولنُسمهم كما هم، الديكتاتوريين". 



النووي الإيراني
على صعيد آخر وفي إطار المفاوضات الجديدة والاتصالات الدولية لاستئناف العمل بالاتفاق النووي الإيراني، وعودة الولايات المتحدة إليه ورفع العقوبات عن طهران، قال رئيس المخابرات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، إن على العالم والمنطقة الاستعداد، لامتلاك إيران للسلاح النووي.

ونقلت القبس الكويتية، عن الأمير في لقاء افتراضي في منتدى صحيفة البلاد البحرينية، قال الأمير تركي، أن إيران "إيران ابتزت الدول الغربية ببرنامجها النووي، إلى أن دفعت إدارة أوباما إلى توقيع الاتفاق، وفق شروطها، وخلال عهد ترامب زادت انتهاكاتها، وفي عهد بايدن منعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش مواقعها وبرنامجها النووي، وزادت تخصيب اليورانيوم لتقوية موقفها التفاوضي والضغط قبيل محادثات فيينا. أرجو من دول الاتفاق النووي أن تعي ألاعييب إيران. لست متفائلاً بقدرة إدارة بايدن على عدم الرضوخ لابتزازات إيران، لكن ما أعلنته فرنسا من ضرورة بحث برنامج إيران الصاروخي مهم، وأرجو أن تكون فرنسا نسقت في ذلك مع بريطانيا وألمانيا".

واعتبر المسؤول السعودي السابق، أن "أمن منطقة الخليج قضية دولية وليست إقليمية فقط، لما تحمله المنطقة من أهمية استراتيجية ومالية" مشدداً على أن قبول "بقاء الاتفاق على حاله سيؤجج النزاعات، ويدفع دول المنطقة إلى البحث عن بدائل، بما في ذلك الاستعداد لليوم الذي تملك فيه إيران القنبلة النووية. نحن نريد منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، لكن الحذر مطلوب، وعلى دول الخليج الاستعداد لكل السيناريوات".

النووي الخليجي
وفي السياق ذاته قال فريد أحمد حسن في صحيفة الوطن البحرينية: "على النظام الإيراني أن يستوعبها جيداً تلك التصريحات التي سبق أن أدلى بها العديد من المسؤولين في الأمانة العامة لمجلس التعاون، وملخصها أن دول المجلس لن تقبل العيش في ظل أو على هامش المجال النووي".

وأضاف  حسن"ساعة العمل قد حانت لإقامة تعاون نووي عربي مشترك، حتى يتمكن الوطن العربي من التصدي لهذا التحدي العلمي، أي أن من حقها والدول العربية إجمالاً أن تدخل في هذا المجال وأن تتفوق فيه، ومن حقها وحق شعوبها عليها أن تفعل كل ما ينبغي فعله لتمنع النظام الإيراني من التفوق في هذا المجال بل في أي مجال عسكري".

وأشار الكاتب إلى أن الأحداث التي شهدتها المنطقة في العقود الأربعة الماضية، أكدت أن النظام الإيراني "لن يتأخر عن استخدام كل ما بيده من أدوات ومنها السلاح النووي ضد دول المجلس والدول العربية، لو أن أمراً صدر من المرشد الإيراني وإن بطريق الخطأ للسيطرة عليها أو على قرارها".