الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال (أرشيف)
الجمعة 9 أبريل 2021 / 15:43

لوبوان: يوم أذل أردوغان فون ديرلاين

قال الكاتب الفرنسي ايمانويل بيريتا إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أهان رئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية أورسولا فون ديرلاين، في زيارتها الرسمية مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال لأنقرة، مكرساً التمييز الجندري الذي ينتهجه.

عندما استقبل أردوغان، في الماضي، دونالد تاسك الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، وجان كلود يونكر الرئيس السابق للمفوضية، كانت الكراسي الثلاثة على نفس المستوى ودون تسلسل هرمي

وأوضح بيريتا، في مجلة "لوبوان" الفرنسية، أن أي زيارة لمسؤول أوروبي لدولة "معادية" هي ذريعة لإذلال الاتحاد الأوروبي وقيمه، وممثليه. وأظهر أردوغان قلة اهتمامه بقيم أوروبا، خاصةً المساواة بين الجنسين، بعد أن انسحب للتو من اتفاقية اسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة.

ويبدي أردوغان اهتمامه بالتسلسل الهرمي، الرجال مهمون، والنساء ثانويات. وهكذا، عند دخول القاعة الكبرى، مرت أورسولا فون ديرلاين بلحظة من العزلة، عندما لاحظت وجود كرسيين فقط، أحدهما لأردوغان والآخر لميشال. باختصار، كرس أردوغان مبدأه بأن الرجال متساوون، أما حضور المرأة فهامشي.

شكوك في تصرّف ميشال
هذه ليست مصادفة ولا "سلوكاً صحياً". عندما استقبل أردوغان، في الماضي، دونالد تاسك الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، وجان كلود يونكر الرئيس السابق للمفوضية، كانت الكراسي الثلاثة على نفس المستوى ودون تسلسل هرمي.

وأبدى الكاتب شكوكه في موقف شارل ميشال، معتبراً أنه بفرض التسلسل الهرمي الجندري من الرئيس التركي على مضيفيه، كان بإمكانه، ميشال رفض هذا التمييز أو عرض كرسيه على أورسولا فون دير لاين.

الزيارة كانت مخصصة لاختبار دفء العلاقات التركية الأوروبية، لكن الحادثة قضت على القيم الأوروبية.

عضوية الاتحاد الأوروبي 

لم ينضم أردوغان إلى المؤتمر الصحافي للمسؤولين الأوروبيين، وأصدر تعليمات للمتحدث باسمه إبراهيم كالين لإعلام الرأي العام بأن الاجتماع عقد في جو إيجابي بشكل عام، مذكراً بأن الهدف النهائي يظل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

ونفى أيضاً أن يؤدي الانسحاب من اتفاقية اسطنبول إلى إضعاف مكافحة العنف ضد المرأة، وأكد العكس، وأن التشريع التركي في هذا المجال سيكون أكثر فعالية وقوة. كما أشار إلى محاربة الإرهاب وداعش، وحزب العمال الكردستاني، وحركة غولن.

لم يحظ المؤتمر الصحافي للممثلين الأوروبيين بالاهتمام اللازم. أكدت أورسولا فون ديرلاين أن "حقوق الإنسان غير قابلة للتفاوض"، رغم انتهاك حقوقها للتو.

وأكد المسؤولان الأوروبيان أن على تركيا تهدئة علاقاتها مع اليونانيين والقبارصة، وأن المفوضية الأوروبية ستعمل على "أجندة إيجابية"، تكثيف العلاقات الاقتصادية، التي تهم بشكل خاص الشركات الألمانية، والتي تعد كثيرة جداً في تركيا، والتي تنطوي على "تحديث" اتفاقية الاتحاد الجمركي المنصوص عليها في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة منذ 1963، والتعاون في التحول الرقمي والبيئي.

سياسة اليد الممدودة؟
بطبيعة الحال، فإن أكثر ما كان يتوقعه الاتحاد الأوروبي من أردوغان، هو إدارة شؤون اللاجئين والهجرة، فجددت أورسولا فون ديرلاين ترحيبها باتفاقية  2016.

أما بالنسبة لرئيس المفوضية الأوروبية، فإن الأموال الأوروبية لإدارة شؤون اللاجئين في تركيا هي "علامة تضامن" و "استثمار مشترك من أجل الاستقرار الإقليمي".

"فرونتكس" الغائبة 
لم تتخل تركيا عن استراتيجية التوتر، كما مع وكالة "فرونتكس" الأوروبية للحدود وخفر السواحل. في 31 مارس (آذار)، دعا وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أوروبا إلى التخلي عن "فرونتكس"، ووصفها بـ "غير إنسانية".

ولكن أورسولا فون ديرلاين، وشارل ميشال لم يدافعا عن "فرونتكس" في أنقرة، علماً أنه عندما تريد أوروبا استعادة السيطرة على حدودها، فمن الطبيعي أن تزعج أردوغان، لأنها وعلى المدى الطويل، تحرمه من وسيلة للضغط على الاتحاد الأوروبي.

وخلص بيريتا إلى أنه إذا كانت المفوضية، التي تصف نفسها بـ "جيوسياسية"، تريد أن ترقى إلى مستوى هذه المهمة، فلا يمكنها أن تغض البصر عن قضية "فرونتكس" أو أن تغمض عينيها، وإلا، فسينتهي بها الأمر مثل أورسولا فون دير لاين، على الأريكة فيما يتابع "السادة المهمون" الآخرون أحاديثهم.