مفاعلات نووية إيرانية (أرشيف)
مفاعلات نووية إيرانية (أرشيف)
الأحد 11 أبريل 2021 / 21:16

النووي الإيراني.. حوادث أم مشاكل مقصودة

المشكلة الكهربائية التي وقعت خلال الساعات الأخيرة بموقع نطنز النووي الإيراني كادت تفجره، إن كانت عملاً مقصوداً أم حادثاً بالصدفة، هي لا تستدعي إلا فتح المخيلة على الرعب القادم من إصرار طهران على دخول معترك مكلف إنسانياً ومادياً.

ويعتبر السببان قاتلان، أي الحادث إن كان صدفة أو مقصوداً، ويدعوان للتخوف فعلياً من مأساة ستسببها المفاعلات النووية الإيرانية، بعد سلسلة طويلة من المشاكل المتتالية والتي أدى أحدها لتدمير أجزاء من أحد المواقع بالكامل خلال العام الماضي.

وهذه المشاكل تتحمل تتحمل مسؤوليتها السلطات في طهران بالكامل لأنها تتعاطى باستخفاف مع مواد تعتبر الأخطر في العالم، ولا يمكن العمل بها من دون خبرات طويلة وحقيقية، تعرف كيف تحمي المنشآت ومحيطها.

وما وقع في منشأة نطنز النووية يتعلق بشبكة توزيع الكهرباء الخاصة بها، عقب ساعات فقط من بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة تعمل على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع.

والمسؤولون الإيرانيون، كالعادة بدأوا بالتهرب من المسؤولية الإنسانية عن حادثة نطنز، فقال مالك شريعتي المتحدث باسم لجنة الطاقة في مجلس الشورى الإيراني إن "الحادث الجديد بمنشأة نطنز النووية، يشتبه أن يكون عملاً تخريبياً واختراقاً"، حيث حاول رمي المسؤولية على الآخرين بدول المجتمع الدولي بدلاً من توجيه أصابع الاتهام للتقصير الإيراني وخصوصاً أن التحذيرات مستمرة منذ أعوام لطهران، التي تدعوها للانصياع للقرارات الدولية قبل الدخول بمعترك المجال النووي وصولاً إلى أسلحته الفتاكة.

وأكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيراني، بهروز كمالوندي، وقوع حادث في قسم توزيع الكهرباء بمجمع نطنز، وأوضح أن التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات الحادث، كما سمى "المصيبة" التي يمكن أن تتحول في يوم من الأيام إلى مأساة تطال الإيرانيين ودولاً مجاورة لهم.

وتعتمد دولاً عديدة على إنتاج الطاقة النووية للاستعمالات السلمية مثل إنتاج التيار الكهربائي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتابع بناء المفاعلات من لحظة حفر الأرض ونوعية الإسمنت المستعمل، ومدى الأمان فيها، وطرق العزل التي تتضمن منع تسرب المواد الخطرة إلى الأرض أو في الهواء.

واللافت أيضاً تصريح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، وقوله إن حادثة منشأة "نطنز" هي عملية إرهابية نووية، حيث يحاول التهرب من مسؤولية منظمته عن وقوع هذه الحوادث، وعدم وجود أمان بها يمنع وقع الحوادث.

هجوم.. وهم أم واقع
وتذكر الحوادث في المواقع النووية الإيرانية بما حصل قبل 35 عاماً في موقع تشيرنوبيل الروسي، حيث أدى إلى خسائر بشرية ومادية ضخمة ما زالت نتائجها مستمرة إلى اليوم.

ويشير المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية يوسي يهوشع، نقلاً عن مسؤولين غربيين أن الحادث الذي تسبب بأضرار جسيمة لمنشأة نطنز، هو هجوم قام به جهاز الموساد، لمنع إيران من صناعة سلاح نووي.

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية بأن الواقعة الجديدة في نطنز لم تكن "حادثاً" عادياً، بل هي أخطر بكثير مما تقوله طهران.