صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الإثنين 12 أبريل 2021 / 10:37

صحف عربية: نطنز الإيراني في مرمى الاستهداف مجدداً

تعرضت إيران إلى صدمة جديدة بعد استهداف منشأة نطنز النووية بهجوم جديد وصفته طهران بإرهاب النووي، معلنة احتفاظها بحق الرد لكن دون اتهام أي طرف بالمسؤولية عنه، في حين ذهبت مصادر إعلامية مختلفة بينها الإذاعة العامة الإسرائيلية، إلى تأكيد مسؤولية الموساد عن التخريب.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن المفاعلات النووية الإيرانية "قنبلة موقوتة" لأنها تقع في منطقة معرضة للزلازل بكثرة، إضافة إلى تدني إجراءات السلامة في تلك المفاعلات.

هجوم جديد
وفي هذا السياق نقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن حادث نطنز، أمس الأحد، نتيجة عمل "إرهابي"، مضيفاً في بيان أن على المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية التعامل مع ما وصفه بالإرهاب النووي، مؤكداً أن "إيران تحتفظ بحقها في الرد على مرتكبي هذا العمل". 

ولم يتهم صالحي أي جماعة أو دولة بتنفيذ الاعتداء، كما أنه لم يعطِ أي تفاصيل عن وضع المنشآت المستهدفة.

وفي إسرائيل، أفادت "القناة 13" الإسرائيلية، عن مصادر استخباراتية غربية لم تحددها، بأن "الموساد يقف وراء الهجوم على منشأة نطنز النووية"، وأن "الهجوم تسبب في أضرار جسيمة لقلب مشروع التخصيب في إيران".

ونقلت الصحيفة عن "جيروزاليم بوست" أن الواقعة لم تكن "حادثاً"، وأن الضرر أكبر بكثير مما كشفته إيران تعرضه للجمهور في البداية. وأفادت عن مصادر غربية بأن "المنشأة تعرضت لهجوم إلكتروني".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الإثنين، عن مسؤول شرق أوسطي، أن إسرائيل زرعت قنبلة قوية أدت إلى انفجار في نطنز. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الحرس الثوري أيضاً، أن "الحادثة" كانت باستخدام مواد متفجرة، لكنه لم يستبعد في فرضيتي إصابة المنشأة بصاروخ كروز، أو بطائرة دون طيار.

تلميح إسرائيلي 
من جهتها ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، بتزامن الاستهداف الجديد لمنشأة نطنز النووية يأتي مع استئناف طهران في فيينا التفاوض لإحياء الاتفاق النووي بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، ومع زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لتل أبيب لمناقشة خطة إدارته لإحياء الاتفاق النووي، ما يحقق لإسرائيل أهدافاً استراتيجية ثابتة، تترافق مع رسائل إلى طهران وواشنطن أيضاً.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عقب لقاء جمعه بأوستن، إن "طهران تشكل تهديداً استراتيجياً للأمن الدولي وللشرق الأوسط ودولة إسرائيل"، مضيفاً "سنعمل جاهدين مع حلفائنا الأمريكيين لضمان تأمين المصالح الحيوية للعالم وللولايات المتحدة في أي اتفاقية جديدة مع إيران، تمنع سباق تسلح خطير في منطقتنا، وتحمي دولة إسرائيل".

وتعارض إسرائيل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتانياهو الأسبوع الماضي إن إسرائيل لن تلتزم به.

ويأتي تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت تعكف فيه وزارة دفاعه على تحديث خططها العسكرية، ما يزيد من احتمال توجيه تل أبيب ضربة عسكرية لطهران، إذا عاد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الاتفاق النووي دون الرجوع إليها وأخذ مخاوفها بعين الاعتبار، ما يعني أن الاستهداف الأخير يحمل في طياته رسائل واضحة للولايات المتحدة وإلى إيران، محورها المفاوضات النووية.

وعلى هذا الأساس لا يستبعد مراقبون، بناء على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، أن تبادر تل أبيب بهجوم جوي وصاروخي، تستهدف من خلاله أهدافاً محددة داخل إيران لمواقع ومنشآت نووية تشترك أو اشتركت سابقا مع الولايات المتحدة في كشفها، فتدمر بها المنشآت الإيرانية الأكثر قدرة على تصنيع قنبلة نووية، فتكون عودة واشنطن بعدها إلى الاتفاق النووي أقل إزعاجاً، على الأقل في المدى المنظور.

قنبلة موقوتة
ومن جهة أخرى قالت صحيفة "عكاظ" السعودية، إن المفاعلات النووية الإيرانية قنبلة موقوتة قد تنفجر وتدمر المنطقة والعالم لأنها لا تلتزم بالمعايير الدولية والانضباط بمستلزمات السلامة الأمنية النووية.

وقالت الصحيفة: "على المجتمع الدولي الضغط على إيران لإخضاع جميع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية" في ظل افتقارها لمعايير الأمن والسلامة النووية.

وأضافت الصحيفة، إن استتباب الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لن يتأتى إلا بإنهاء وتحجيم السلاح النووي الإيراني الذي يعتبر قنبلة موقوتة ستأكل الأخضر واليابس، وعلى العالم الغربي أن ينتبه لخطر القنبلة الموقوتة في إيران.

وأضافت أنه إذا تعرض مفاعل نووي إيراني مطل على الخليج العربي، إلى زلزال مدمر، فإنه سيهدد بتسرب نووي وبكارثة بيئية تؤثر على المنطقة بأكملها.

ويرى خبراء غربيون أن طهران تحتاج إلى سنتين قبل أن تتمكن من إجراء اختبار نووي ومن ثم فإن الخطوة القادمة التي على الغرب اتخاذها هي تشديد العقوبات على طهران وإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي.

خطوط حمراء
من جهته نقل موقع "عرب مباشر" عن كبير الباحثين في معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي، يوئيل جوزانسكي قوله لوكالة أسوشيتيد برس: "يصعب أن أصدق أن هذا مجرد صدفة، وإذا لم يكن هذا الحادث صدفة، وهناك شكوك قوية في هذا الشأن، فإنه يعني أن أحداً يسعى إلى توجيه رسالة مفادها، بإمكاننا الحد من تطور إيران ولدينا خطوط حمراء".

ويأتي الاستهداف حسب الموقع بعد "تدشين الرئيس دشن الرئيس الإيراني حسن روحاني رسمياً، السبت، سلسلة من 164 جهازاً للطرد المركزي من نوع آي آر-6" المتطورة في نطنز، في خطوة جديدة من طهران لخرق بنود الاتفاق النووي، بالسعي إلى تسريع التخصيب في منشأتها المتطورة.

وذكر الموقع بتعرض نطنز، إلى عدد من الحوادث المماثلة ومتفاوتة الخطورة في الفترة الماضية، ونقل عن معهد العلوم والأمن الدولي، بعد التفجير الذي تعرض له الموقع في العام الماضي، أن المنشأة المستهدفة "عبارة عن مصنع ضخم لإنتاج وتطوير أنواع مختلفة من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم".