الإثنين 12 أبريل 2021 / 12:49

هل يُشعل الغرب الشرق الأوسط بتفاوضه مع إيران؟

حذر مؤسس ورئيس مركز "الخدمات الاستخبارية الجيوسياسية" الأمير مايكل دوليختنشتاين الدول الغربية من مغبة المساهمة في صب الزيت على نار الشرق الأوسط، خلال تفاوضها مع إيران.

نادراً ما تكون العقوبات هي الاستراتيجية الفضلى لكن بالنظر إلى غياب البدائل، يمكن أن تشكل العقوبات الطريق الأفضل للتعامل مع طهران التي لا تملك نية السماح للسلام بأن يعم المنطقة

يتوسط الأوروبيون في المفاوضات بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي الموقع خلال ولاية باراك أوباما قبل أن ينسحب منه خلفه دونالد ترامب، لأنه لم يطلب من إيران وقف دعم الإرهاب في الخارج، ووقف إثارة الاضطرابات في دول مثل اليمن، والعراق، ولبنان. ولم يضع اتفاق 2015 حداً لتطوير برنامج إيران للأسلحة النووية، لكنه بالكاد أجله.

تغض الطرف عن وحشيتها

وأضاف الأمير، أن القوى الأوروبية غضت النظر عن وحشية إيران وتخريبها لأسباب عدة من بينها مصالح تجارية قصيرة المدى. وكانت إدارة بايدن حريصة أيضاً على استئناف المحادثات مع إيران.

رفضت الأخيرة التفاوض بطريقة مباشرة مع الأمريكيين، مفترضة على الأرجح أن تلكؤها سيعزز قوتها التفاوضية. وقد تكون طهران محقة، إذ يتبين من تقرير لوكالة رويترز، كما قال مسؤول أوروبي ينسق المحادثات، إنه يجب التوصل إلى الاتفاق خلال الشهرين المقبلين.

أوروبا وأمريكا تضغطان على نفسيهما
يوضح الأمير أن التفاوض تحت الضغط هو دائماً غير مؤات للطرف الذي يحدد فترة زمنية للالتزام بها لتحقيق الهدف، وهو في هذه الحالة، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وفي 4 أبريل (نيسان)، أطلق صاروخان على قاعدة تؤوي جنوداً أمريكيين في العراق. لم يسقط ضحايا في الحادث، لكن الهجوم كان الاعتداء الرابع عشر الذي شنه إرهابيون مدعومون من إيران على منشآت أمريكية منذ تسلم جو بايدن البيت الأبيض في يناير(كانون الثاني) الماضي.

يبيّن هذا الأمر أن طهران لا تريد وضع حد لنشاطاتها التخريبية. ورغم  ذلك، قال متحدث باسم الإدارة الأمريكية إن المحادثات "خطوة صحية إلى الأمام".

تنشر البؤس والكوارث
يذكر الأمير أن المفاوضات إيجابية دوماً طالما كانت الأهداف واضحة. لكن الاتفاق النووي لم يضم أياً من الأطراف المعنية في الشرق الأوسط، بل تجاهل مصالحها المشروعة.

لقد سمح لطهران بمواصلة مسعاها الكارثي للهيمنة الإقليمية الأمر الذي أدى إلى كارثة إنسانية في اليمن، وإلى أزمات سياسية واقتصادية تسببت في بؤس شديد في لبنان وفي استمرار الهجمات الإرهابية في العراق. 

مستحيل
إن اتفاقاً مثالياً سيفرض على طهران وقف نشاطاتها التخريبية والإرهابية، ونبذ تطوير الأسلحة النووية بشكل كامل. لكن هذا الأمر مستحيل في المدى القريب، كما تابع الأمير.

وأمل أن تبقى واشنطن صلبة، غير أنه لم يرجح أن تمتثل طهران للمطالب. وأعرب عن قلقه من حديث مسؤولين أوروبيين عن مهلة الشهرين، إذ قد يشير ذلك أيضاً إلى أن واشنطن تأخذ في الاعتبار التوصل إلى تسوية تحت الضغط الزمني مجدداً.

عدوانيتها تجعل السيئ أسوأ
مضى الأمير في مقاله مذكراً بتاريخ الشرق الأوسط حين رسمت فرنسا وبريطانيا حدوده بشكل تعسفي وفقاً لاتفاقية سايكس-بيكو في 2016، وتقاسم الدولتين الأراضي السابقة للسلطنة العثمانية.

أنتج ذلك منطقة مجزأة ومشتعلة بالحروب. لكن الحكومة العدوانية في طهران تحول الوضع السيئ إلى أسوأ، بصب الزيت على النار، فتجعل السلام الإقليمي مستحيلاً.

الأمل الوحيد
يرى الأمير أنه نادراً ما تكون العقوبات هي الاستراتيجية الفضلى لكن بالنظر إلى غياب البدائل، يمكن أن تشكل العقوبات الطريق الأفضل للتعامل مع طهران التي لا تملك نية السماح للسلام بأن يعم المنطقة.

ويخلص إلى أنه لا وجود لأرضية مشتركة مع إيران يمكن أن تبرر الاتفاق معها، أما يما يأمله فقط، فهو ألا يؤدي المسار التفاوضي الحالي إلى جعل إيران في موقف أقوى.