الإثنين 12 أبريل 2021 / 13:00

فورين بوليسي: هل تستعد روسيا لغزو أوكرانيا؟

24-زياد الأشقر

تناولت محررة شؤون الأمن القومي والاستخبارات في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية آيمي ماكينون، التوتر المتصاعد بين روسيا وأوكرانيا، قائلة إن الحشود الروسية قرب الحدود الأوكرانية تواصلت هذا الأسبوع، ما عمق القلق الدولي من النيات الحقيقة لموسكو في الوقت الذي يواصل فيه المسؤولون ووسائل الإعلام الروسية حملة التحريض الكلامي.

ليست واضحة أسباب الحشد الروسي، يتحدث خبراء عن عوامل محلية في روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة

وما بدا لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، أنه عرض للقوة، ربما بات أمراً أكبر. واستناداً إلى الفريق الاستخباراتي للنزاعات، وهو مجموعة تعنى بالتحقيقات الإستقصائية، فإن مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الإجتماعي تظهر قوافل عسكرية تصل إلى المنطقة من أماكن بعيدة مثل سيبيريا.

وتحتشد القوات جنوب مدينة فورونيغ الروسية، على مسافة نحو 155 ميلاً من الحدود مع أوكرانيا، أي بعيداً بما يكفي لاستبعاد غزو فوري، لكنها قريبة بما يكفي لإثارة التوتر.

ولفتت الكاتبة إلى أن حركة القوات من المقاطعات الغربية والجنوبية تتجاوز الحد الطبيعي المتوقع في تدريبات من النوع الذي كانت تجريه روسيا في الآونة الأخيرة.

ورأى الباحث كيريل ميخايلوف، أن المحير والمقلق في الحشد العسكري الروسي، هو اتخاذه وضعاً هجومياً. وتجاور منطقة الحشد الحدود التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية لا المنطقتين الإنفصاليتين في دونتسيك ولوغانسك، اللتين تعتمدان على الدعم الروسي.

ويترافق الحشد العسكري مع قرع المسؤولين الروس طبول الحرب على نحوٍ متزايد. والخميس، قال المسؤول البارز في الكرملين ديميتري كوزاك إن تصعيداً كبيراً سيعني "بداية النهاية لأوكرانيا".

وفي الوقت نفسه، حرصت روسيا على تصوير أوكرانيا في موقع المعتدي مع إطلاقها تحذيرات مفادها أن كييف تستعد لتطهير عرقي ضد الروس في منطقة دونباس.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن روسيا قد تجد نفسها مضطرة إلى التدخل "إذا حصلت كارثة إنسانية مشابهة لسريبرينيتشا" في إشارة إلى حملة إبادة أكثر من 8 ألف بوسني مسلم على أيدي القوات الصربية في يوليو (تموز) 1995.

والخميس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد من "تصعيد الإعتداءات الروسية" في المنطقة.

 والجمعة، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن مع نظيره الألماني هايكو ماس، وأكدا أهمية الوقوف إلى جانب أوكرانيا في مواجهة "الإستفزازات الروسية الآحادية".

ولا يرجح مراقبون مطلعون على النزاع، غزواً شاملاً. وقالت مديرة برنامج الأمن عبر الأطلسي في مركز الأمن الأمريكي الجديد أندريا كيندال- تايلور التي سبق أن تولت منصب نائبة المسؤول في الإستخبارات الوطنية لشؤون روسيا وأوراسيا في مجلس الإستخبارات الوطني: "أعتقد أن الجميع في مكان متشابه حيث يراقبون عن كثب. لا أزال أعتقد أن الأمر يتعلق بإرسال إشارات واستعراض للقوة، لكن من الواضح أن لا أحداً يريد استثناء احتمال التحول إلى شيء أكثر جدية".
 
أسباب الحشد
وبينما لم تتضح أسباب الحشد الروسي، يتحدث خبراء عن عوامل محلية في روسيا، وأوكرانيا، والولايات المتحدة.

فشعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تستمر في التدني إلى مستويات غير مسبوقة. ولا يزال الكرملين يكافح لإحتواء وباء كورونا، وفي يناير(كانون الثاني)، خرجت تظاهرات في أنحاء روسيا عقب اعتقال المعارض الروسي أليكسي نافالني، الذي بدأ إضراباً عن الطعام في الأسبوع الماضي للمطالبة بعلاجه بعد تدهور صحته.

وفي أوكرانيا، يتخذ الرئيس فولوديمير زيلينسكي مواقف أكثر تشدداً ضد روسيا، فارضاً عقوبات على فيكتور ميدفيدتشوك حليف بوتين، ومقفلاً 3 شبكات تلفزيونية تسيطر عليها الأوليغارشية، بينما تتدنى شعبيته مع بذله جهوداً لوضع حدٍ للحرب.

إلى ذلك، هناك إدارة جديدة في واشنطن. وأوكرانيا ليس غريبة عن الرئيس جو بايدن، وهو الذي تولى إبان رئاسة باراك أوباما ملف النزاع هناك.

وقالت كيندال تايلور:"أعتقد أن بعض القلق يعتري الكرملين، لأنه في ظل إدارة بايدن، فإن زيلينسكي قد يفكّر أن لديه فرصة أكبر، للقيام بأمور لا تعجب موسكو".