وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أرشيف)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أرشيف)
الإثنين 12 أبريل 2021 / 16:12

لافروف: يجب إعادة سوريا إلى الأسرة العربية

وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارته الأخيرة لمصر وعدد من الدول العربية، بـ"خطوة مطلوبة دبلوماسياً، وجزء لا يتجزأ من حوارنا المنتظم والموثوق حول السياسة الخارجية".

وأضاف لافروف، فى حديث لصحيفة الأهرام اليوم الإثنين في القاهرة، قائلاً: "خلال اجتماعاتنا ومحادثاتنا، ناقشنا آفاق تطوير العلاقات الثنائية مع مصر بشكل أكبر. بالطبع، درسنا بالتفصيل الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز على الحاجة للتغلب على الأزمات والصراعات بالوسائل السياسية فقط، وذلك بحوار واسع النطاق مع التقيد الصارم بقواعد القانون الدولي وجميع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وأضاف "يفترض مسبقاً رفض التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، واحترام سيادتها وسلامتها الإقليمية، واتفقنا على مواصلة تنسيق الجهود بشكل وثيق، بما في ذلك في مختلف المحافل المتعددة الأطراف".

وعن العلاقات المصرية الروسية، قال لافروف: "تتطور العلاقات الروسية المصرية بصورة تدريجية في مجالات كثيرة رغم جائحة فيروس كورونا، حيث يجرى الحوار السياسي المكثف...حول القضايا الأوروبية والتعاون في الأمم المتحدة وفي مجال حقوق الإنسان".

وقال إن "هناك آفاق واعدة في المجالات الأخرى خاصةً في السياحة فمنذ سنوات أصبحت المنتجعات المصرية مكاناً مفضلاً للسياح الروس، حيث يشكل تدفق السياح الأجانب إلى مصر مصدراً مهماً للدخل القومي".

واعتبر لافروف أن "مصر أحد الشركاء الرئيسيين لروسيا الاتحادية في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، وتشكل الاجتماعات المنتظمة لوزراء الخارجية والدفاع في صيغة 2+2 جزءاً مهماً للحوار السياسي الثنائي".

وتطرق لافروف إلى الجانب الاقتصادي، فقال إنه "بالإضافة إلى تطوير الحوار السياسي الوثيق يتعزز التعاون على أساس المنفعة المتبادلة في المجال التجاري والاقتصادي. وللأسف أسفرت جائحة كورونا عن انخفاض دينامكية التبادل التجاري بين البلدين".

وأشار إلى أنه "مع ذلك استمر تنفيذ بعض المشاريع المشتركة الكبرى ومن بينها بناء محطة الضبعة النووية، وفقاً للنمط الروسي وإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وكذلك توريد عربات السكك الحديدية إلى مصر".

وأكد أن "تسجيل اللقاح الروسي "سبوتنيكV " في فبراير(شباط) الماضي في مصر خلق الشروط المناسبة لتنشيط الاتصالات بين هيئات البلدين المتخصصة للتوريد المحتمل لهذا اللقاح إلى مصر".

وشدد لافروف على الاهتمام باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا والمنتجعات المصرية وتوقع استئناف الرحلات الجوية إلى الغردقة وشرم الشيخ قريباً.

وعن الوضع في اليمن، قال: "نتابع عن كثب تطورات الوضع في هذا البلد، وما يثير القلق بشكل خاص استئناف الأعمال العسكرية في محافظة مأرب في بداية فبراير(شباط) من هذا العام، بالإضافة إلى الاشتباكات الدامية بين الحوثيين والتشكيلات الموالية لرئيس الجمهورية اليمنية".

واستطرد قائلاً: "ومن جانبنا ندعو الأطراف اليمنية المتصارعة إلى رفض استخدام القوة واتباع المسار السلمي لتسوية التناقضات، حيث تهدف المبادرة السياسية السعودية الأخيرة إلى الحل السياسي الذي رحبنا به...".

وخلص قائلاً: "نعتزم مواصلة الدعم لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن السيد مارتن غريفيث والتشجيع بنشاط الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقادة الحوثيين على إبداء المنهج البناء والاستعداد للحلول التوفيقية حول الخلافات القائمة".

وعن الوضع السوري، قال لافروف: "الأحداث الدراماتيكية التي لم تكن بمنأى عنها مصر خلال السنوات الماضية أدت إلى تصعيد التوتر الملحوظ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولذا من المهم إدراك الظروف التي اتخذ فيها القرار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 بتجميد عضوية سوريا في الجامعة، وفي الوقت الحالي وبعد مرور 10 سنوات تدرك معظم الدول العربية أهمية إعادة الاتصالات مع دمشق" حسب ما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية التي نشرت الحديث ايضاً.

وقال:"من جانبنا نؤيد بالكامل هذا الاتجاه"، مضيفاً "على سبيل المثال خلال المباحثات الأخيرة في الإمارات، والسعودية أكدنا وزملاؤنا التزامنا بسيادة سوريا ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها بالإضافة إلى حق السوريين في تقرير مصيرهم وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة 2254 ونتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي، ويبدو أن قادة السعودية والإمارات ينظرون بايجابية إلى عودة سوريا إلى الأسرة العربية".

وأضاف لافروف، قائلاً: "نحن على يقين أنه كلما اتخذت هذه الخطوة بشكل أسرع كلما كان ذلك أفضل".