منشأة نطنز النووية الإيرانية (أرشيف)
منشأة نطنز النووية الإيرانية (أرشيف)
الإثنين 12 أبريل 2021 / 22:19

تسريع العودة لتشغيل موقع "نطنز".. رعب جديد للإيرانيين

الحظ السيء يلاحق النظام الإيراني في الأشهر الأخيرة، ويبدو كأنه استمرار لأشياء عديدة حصلت خلال الأعوام الماضية، حيث تقوم طهران بتشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة للتخصيب فينقطع التيار الكهربائي ويصاب موقع نطنز بدمار كبير.

وأما في فيينا يدخل المفاوضون للجلوس مع مسؤولين دوليين لبحث الاتفاق وعودة الولايات المتحدة إلى طاولة التفاوض، فتجد العقوبات الأوروبية سبيلها إلى مسؤولين كبار بينهم قائد الحرس الثوري.

وأصدر الاتحاد الأوروبي في جريدته الرسمية العقوبات التي فرضها على 8 من قادة الميليشيات الإيرانية "الباسيج" ومسؤولين بالشرطة بالإضافة إلى قائد الحرس الثوري، على خلفية عمليات القمع في نوفمبر(تشرين الثاني) 2019 التي أدت لمقتل أكثر من 1500 محتج، تظاهروا احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية السيئة ورفع أسعار الوقود بشكل كبير.

والعقوبات الأوروبية الأولى على طهران منذ عام 2013 بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، تتضمن حظر السفر وتجميد الأصول المالية، ويتهم المسؤولين الموضوعين على لائحة العقوبات، بالمشاركة في جلسات صدرت عنها أوامر باستخدام القوة المميتة لقمع الاحتجاجات.

ولكن هذه العقوبات يبدو أنها لن تكفي لوقف عمليات القمع، فالسلطات تلاحق أي صحافي يطالب بوقف التصادم مع المجتمع الدولي، كما أنها لن تكفي لوقف الاعتداءات التي تقوم بها ميليشيات مرتبطة بطهران، من لبنان إلى سوريا والعراق، والأهم حملة الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية المنطلقة من مواقع الحوثيين في اليمن نحو السعودية.

ورغم أن طهران لم تستطع منذ سنوات إثبات قدرتها على القيام بمهام إنتاج الطاقة النووية السلمية، ورفضت تأمين المواقع تحت إشراف منظمة الطاقة الذرية، بما يمنع الأخطاء القاتلة التي تتعرض لها المنشآت، وخصوصاً بعد الضربة الأخيرة التي دمرت أجزاء من موقع نطنز، جاء إعلان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عن استبدال أجهزة الطرد المركزي المتضررة بسرعة بأجهزة أكثر قوة، وهذه العودة أعادت التخوف من التسرع الإيراني الذي سيؤدي حتماً إلى حوادث جديدة أسوأ، وتؤدي لخسائر بشرية ومادية كبيرة.

والتسرع الإيراني للعودة إلى تشغيل المفاعلات النووية هو جزء من الصراع بين الرئيس حسن روحاني والمقربين منه وبين المتشددين، حيث يحاول كل منهما إظهار نفسه المسؤول عن الملف والمتخذ القرار بتشغيله وتطويره في سبيل الفوز بالانتخابات الرئاسية في يونيو.

وما حصل في نطنز يأتي بوقت حساس بالنسبة لروحاني، الذي تحاول إدارته استعادة إنجازها الدبلوماسي من خلال محادثات فيينا.

وميدانياً، لا يزال مدى الضرر الذي لحق بمفاعلات نطنز غير واضح في الوقت الحالي، ولم تبث طهران حتى الآن أي صور للمنشأة، أما الأقمار الصناعية فلم تعط صورا واضحة للمنطقة، والسبب أن قاعات أجهزة الطرد المركزي موجودة تحت الأرض، كما لم ترصد الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا أي انفجارات مرئية في منشأة نطنز يومي السبت أو الأحد.

والتأثيرات البعيدة المدى الضربة الأخيرة على برنامج إيران النووي غير واضحة بشكل كامل، خصوصاً أن الإيرانيين لم يعطوا موقفاً موحداً مما وقع من خسائر، في البداية أعلنوا أن الضربة كبيرة جداً، ولاحقاً قالوا إنها صغيرة وغير مؤثرة، فالهجوم أوقف أجهزة الطرد المركزي في نطنز، بينما لا تزال تعمل في موقع فوردو.