الثلاثاء 13 أبريل 2021 / 19:38

مذكرة سرية: المخابرات التركية تدرب كوادر حركة إخوانية بالجزائر

كشفت مذكرة فرنسية سرّية، عن استقبال كوادر حركة رشاد الإسلامية الجزائرية بشكل سرّي من قبل المخابرات التركية في كل من أنطاليا وإسطنبول، حيث حصل مبعوثو الحركة الإخوانية على وعود بتقديم مساعدات مالية ودعم لوجستي لتعزيز أنشطتهم الدعائية لاستقطاب الشارع الجزائري.

ووفقاً للمذكرة التي تمّ تسريبها عن الاستخبارات الفرنسية، فقد حرص الأتراك على تأمين اتصالات لكوادر الحركة الجزائرية مع معارضين إسلاميين آخرين من دول عربية أخرى يُديرون وسائل إعلام تبثّ من تركيا، ومنهم الإخواني الليبي علي الصلابي رئيس قناة أحرار الليبية، والمصري أيمن نور رئيس قناة الشرق المصرية الإخوانية.

وبحسب المذكرة ذاتها، فقد أجرى كل من مراد دهينة ومحمد العربي زيطوط، وهما قياديان بارزان في حركة رشاد، اتصالات مع مقربين من عزمي بشارة، الذي يملك إمبراطورية إعلامية داعمة للإخوان منها قناة العربي التلفزيونية وصحيفة العربي الجديد، ومقرّهما لندن.

وحول ذلك، اعتبر خبراء في الإسلام السياسي من مركز "غلوبال ووتش أناليز" الفرنسي للدراسات الجيوسياسية، ومقرّه باريس، أنّ الهدف من تلك الزيارات السرّية لإسلاميي الجزائر إلى تركيا، هو جمع الأموال لإطلاق قناة تلفزيونية جديدة مقرّها لندن أو إسطنبول، لتعزيز خطاب الحركة الإخوانية بما يعمل على استقطاب الشارع الجزائري بلغة وأسلوب فاعلين.

وبحسب السلطات الجزائرية، فإنّ حركة رشاد تضمّ ناشطين سابقين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ (التي تمّ حلّها في 1992 وارتكبت أعمالا إرهابية).

وتُتهم "رشاد" بالسعي إلى اختراق الحراك المؤيد للديمقراطية في الجزائر، والذي بدأ في فبراير(شباط) 2019، وهي تُطالب بتغيير جذري لصالح الإسلام السياسي.

يُذكر أنّ محكمة في الجزائر العاصمة أصدرت مارس(آذار) الماضي، مذكرات توقيف دولية بحق أربعة مُتهمين بالانتماء لجماعات إرهابية، من بينهم محمد العربي زيطوط (57 عاماً) الذي ساهم، مع مراد دهينة، في العام 2007 بتأسيس حركة رشاد الإسلامية المحظورة في الجزائر وبات أحد قيادييها الرئيسيين، وهو كان يعمل في السفارة الجزائرية في ليبيا عام 1991، قبل أن ينتقل إلى لندن عام 1995 بعد استقالته.

كان زيطوط قد دعا الجزائريين مراراً إلى استخدام القوة لفتح المساجد المغلقة في البلاد بسبب وباء كورونا، في دعوة صريحة ومباشرة لاستعمال العنف وتحدّي القانون بحجة ممارسة الشعائر الدينية.

يأتي ذلك، فيما رصد الأمن الجزائري مؤخراً، تحرّكات مشبوهة لخلايا نائمة مؤيّدة للحركة في عدّة مناطق لضرب استقرار البلاد عبر حراك تخريبي تقوده عناصر مأجورة من الحركة الإخوانية بدعم مالي وإعلامي خارجي، وهو ما عزّز توجّه السلطات الجزائرية لتصنيف الحركة كتنظيم إرهابي في خطوة تسعى لتقويض أفرع هذه الجماعات الإسلاموية بشمال أفريقيا، والتي تستثمر في العنف والإرهاب.

وتنخرط جماعات دينية تنشط في الجزائر وخارجها، في مُقدّمتها حركة رشاد الإخوانية التي تعمل بشكل رئيس من لندن، في حملة تبييض جرائم المُتشددين واختراق الحراك الشعبي في الجزائر لتبنّي أيديولوجيتهم وإغراق البلاد في الفوضى والعنف.