الأربعاء 14 أبريل 2021 / 15:14

تخريب نطنز النووي .. دمار أكبر من المعلن عنه

في طهران يرفض النائب في البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني ما تنقله أجهزة الإعلام الرسمية عن ما وقع في منشأة نطنز للتخصيب النووي، فهو بداية يتهم أجهزة الأمن بأنها فشلت بوقف التخريب، مشيراً إلى أن البلاد مليئة بالجواسيس، غامزا من قناة الحرس الثوري الذي يسيطر على موارد البلاد لحمايتها، ولكنه لا يستطيع حماية موقع معزول في الجبال.


كلام زاكاني يأتي بالتزامن مع إعلان رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي أنه من غير المعروف كم جهاز طرد مركزي تضرر في منشأة نطنز، نتيجة انقطع التيار الكهربائي عنها، مشيرا إلى أنه لم يتم التأكد من مدى حجم الضرر اللاحق بالأجهزة عقب الانفجار.

الروايات المتضاربة حول سبب التفجيرات الأخيرة، ومدى الضرر، وقدرة إيران على التعافي بسرعة، أثارت مواقف عدد من النواب وخصوصا بين الإصلاحيين.

وكانت تقارير أولية ذكرت أن منشأة نطنز لم تتضرر نتيجة الحادثة التي وصفت بهجوم إرهابي، لكن المسؤولين في طهران اعترفوا لاحقا بأضرار استهدفت أجهزة الطرد المركزي.

وبينما أشارت تقارير إعلامية إلى أن "مهاجمين" ركزوا على نزع إمدادات الكهرباء من المنشأة، يؤكد متابعون وباحثون وحتى علماء فيزياء حول العالم أن الهدف كان تدمير أجهزة الطرد المركزي، وخصوصا الحديثة منها في موقع نطنز.

ويشير بعض علماء الفيزياء إلى أنه من السهل استعادة الطاقة حتى في حالة تلف المعدات الكهربائية، مما يسمح باستئناف أعمال التخصيب بسرعة، بحال لم يصل التدمير إلى داخل أجهزة الطرد المركزي.
لكن علماء آخرين يؤكدون أن انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ الذي يستهلك أيضا طاقة احتياطية من شأنه أن يدمر أجهزة الطرد المركزي خلال عملها، لأنها بحاجة إلى إيقاف تشغيلها ببطء، وليس إلى توقف مفاجئ.

ويؤدي وقف أجهزة التخصيب بسرعة إلى اهتزازات يمكن أن تتسبب في تلف دوارات ومنافخ أجهزة الطرد المركزي وفي بعض الحالات تفككها، وهو ما حصل، وفق ما نقلت أجهزة استخبارات في تقارير مؤكدة من طهران.

وكانت إيران وصفت انفجار نطنز الذي تسبب في انقطاع الكهرباء عن وحدات أجهزة الطرد المركزي بأنه عمل تخريبي نفذته إسرائيل، وتعهدت بالانتقام له.

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن مسؤولين إيرانيين كشفوا أن الهجوم على نطنز استهدف محطة كهربائية فرعية تقع على عمق 40 إلى 50 متراً تحت الأرض، وألحق أضراراً "بآلاف أجهزة الطرد المركزي".

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن فريدون عباسي دواني، الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، قوله، إن الهجوم أصاب محطة كهربائية فرعية تقع في أعماق الأرض، وتمكن من إلحاق الضرر بكل من نظام توزيع الطاقة الرئيسي، والكابل الإضافي الموضوع تحسبا لأي انقطاع للتيار عن أجهزة الطرد المركزي، ما أدى إلى وقف الأجهزة فجأة عن عملها.