الأربعاء 14 أبريل 2021 / 17:31

عوامل تحدد موسم بايرن ميونخ المقبل

لن يخوض بايرن ميونخ دوري الأبطال الموسم المقبل بينما يسبقه مصطلح "حامل اللقب"، بعد أن ودع نسخة الموسم الجاري لينتهي المشوار عند ربع النهائي، ويبدأ فصل جديد من التجديد وبالطبع التساؤلات التي تبدأ بمستقبل المدرب هانزي فليك ولا تتوقف عند هذا الحد.

وفي ما يخص مصير فليك، لم يعد خافياً على أحد الصدام بينه وبين المدير الرياضي حسن صالح حميديتش.

 ومن ناحية أخرى، يبرز فليك ضمن أبرز الأسماء المرشحة لخلافة يواخيم لوف في تدريب منتخب ألمانيا.

يملك فليك عقداً سارياً لكن الخلاف مع حميديتش واحتمالية تدريب منتخب ألمانيا قد تدفع إدارة النادي برئاسة كارل هاينز رومنيغه لفك الارتباط.

على أن الطريقة التي ودع بها بايرن البطولة وخلو مقاعد البدلاء من اللاعبين حتى تمنح الحق لفليك في جزئية أن الفريق كان بحاجة للتدعيم.

لا يمكن إغفال أيضاً حقيقة وجود إصابات وبعضها لا يمكن تعويضه مثل روبرت ليفاندوفسكي وليون جوريتسكا، وزاد الطين بلة أن الإصابات جاءت في هذا الوقت تحديداً من الموسم.

ويحسب لفليك حصده ستة ألقاب في أول موسم له. أما الموسم الجاري فيبتعد البافاري فيه بفارق خمس نقاط عن لايبزيغ، على أن المشكلة الحقيقية تكمن في علاقة فليك بالمدير الرياضي والتي يقدر الكثيرون أنها أضحت غير قابلة للترميم.

سيرحل بنهاية الموسم ثلاثة لاعبين وضعوا بصمتهم الخاصة على هذه الحقبة في تاريخ النادي. لم يمكن التوصل لاتفاق مع ديفيد ألابا حول تجديد عقده بسبب متطلباته المالية. كما ينتهي عقداً خابي مارتينيز وجيروم بواتينغ وأيضاً لا توجد خطط للتجديد.

فاز هؤلاء اللاعبون بالثلاثية في مناسبتين. ومن مخضرمي 2013 لا يتبقى سوى مانويل نوير وتوماس مولر. لذا يمكن الحديث عن تحول مهم في تاريخ البايرن.

وعلى الرغم أن رحيل ألابا هو الأكثر تأثيراً، إلا أن مغادرة بواتينغ كانت الأكثر إثارة للمشكلات خاصة وأن فليك طلب علانية التجديد له والحفاظ عليه.

لكن صالح حميديتش خرج ليعلن قرار عدم تقدم النادي بعرض لبواتينغ وفي توقيت حرج؛ قبل مباراة باريس سان جيرمان الأولى، كان لذلك بالطبع تأثير على الروح المعنوية.

ومن المتوقع بعد وصول دايوت أوباميكانو أن يملأ بايرن ميونخ في الموسم المقبل مكان قلب الدفاع بلاعب قادر على تعويض رحيل بواتينج. أما قلب الدفاع الثاني، في ضوء مغادرة ألابا، فعلى الأرجح سيكون لوكاس هرنانديز الذي قد يعود إلى مركزه المفضل أخيراً.

يتوفر فريق الجنوب الألماني على بدائل أخرى مثل نيكلاس زوله وتانجاي نيانزو. كان هذا الثنائي هو الأساسي مع بداية الموسم، رغم أن ثنائية ألابا-بواتينغ ظهرت بصورة طارئة بعد إصابة زوله ونيانزو.

العامل الآخر الذي يجب أخذه في الحسبان عند النظر للمستقبل القريب للعملاق "البافاري" لا علاقة له بغرف خلع الملابس، بل بأروقة مجلس الإدارة. فبنهاية العام الجاري سيشهد النادي الألماني تغييراً مرتقبا حين يترك كارل هاينز رومنيغه منصبه في مجلس الإدارة ويخلفه فيه أوليفر كان الذي بدأ قبل أعوام في التعرف على كل تفصيلة داخل أليانز أرينا تمهيدا لتوليه هذه المسئولية.

لكن فوز كان وصالح حميديتش بدوري الأبطال عام 2001 حين كانا لاعبين لا يعني بالضرورة أن كان سيأخذ صف صالح حميديتش في اشتباكه الحالي مع فليك، بل أن الكثيرين يعتقدون أن كان ربما يلعب دور الوسيط ما يعني أن الأشهر المقبلة سترسم صورة تقريبية لموسم البايرن الجديد.

أما نوايا العملاق "البافاري" في سوق الانتقالات فتظل علامة استفهام كبيرة. تمت صفقة أوباميكانو بنجاح بالفعل. أشار رومنيجه وكان في أكثر من مناسبة إلى أن الوضع الذي خلفته الجائحة يجبر النادي على التأني في مسألة الإنفاق.

ولعل هذا ما يفسر انتهاء مفاوضات التجديد لألابا، وكذلك عدم تفعيل بند الشراء في عقدي كوتينيو وإيفان بيرزيتش، وهو ما ساهم فعلا في خفض الرواتب المدفوعة.

التساؤل الآخر الذي لا يمكن تناسيه هو ماذا سيحدث إذا لم يستمر فليك؟ المرشح الأقرب للجلوس على مقاعد بدلاء هو يوليان ناجلسمان مدرب لايبزيغ الحالي لا سيما وأن الرجل لم يخف مطلقاً رغبته في تولي تدريب البايرن يوماً ما.