مجانب مفاعل نطنز النووي الإيراني (أرشيف)
مجانب مفاعل نطنز النووي الإيراني (أرشيف)
الخميس 15 أبريل 2021 / 17:48

إيران.. خطوة متقدمة إلى التفاوض مقابل خطوات للتخريب

تقترب طهران من تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، وهي النسبة الضرورية للاستخدامات العسكرية، محاولة الضغط على الجميع، أعداء ومفاوضين وحتى مواطنيها في الداخل.

خطوات يقف المجتمع الدولي أمامها "محشوراً"، فهو يتخوف من "كوارث" عدة إذا أنتجت إيران السلاح النووي ما يعني أزمات متتالية تعيد إلى البال زمن الحرب الباردة بين الدول الشيوعية والعالم الغربي.

ولكن السيناريو الأسوأ المتوقع، والذي لا يفضل أحد رؤيته هو وقوع تسرب للمواد المشعة الأخطر في العالم، ما يؤدي إلى دمار إنساني وبيئي بين الإيرانيين تبقى آثاره لمئات السنين.

في فيينا يؤكد دبلوماسي مراقب للمفاوضات، في حديث مع موقع 24، أن المحادثات لإنقاذ الاتفاق النووي، تحتاج اليوم إلى أكثر من التمنيات، مشيراً إلى أن اللقاءات الجانبية والثنائية التي سبقت اللقاء الرسمي اتسمت بالفتور، والسبب بذلك إعلان طهران زيادة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، ما يعني تخطيها كل التجاوزات السابقة وتجهيز مواقعها لإنتاج القنبلة النووية حين وصول التخصيب إلى 90%.

ويشير الدبلوماسي إلى أن التوجه الإيراني للمشاركة بالمحادثات هو بحد ذاته خطوة إلى الأمام، ولكنه يتوقف قليلا ليشير إلى خطوات التراجع الإيرانية إلى الخلف مقابل الجلوس إلى طاولة التفاوض.
ويعتبر المصدر أن طهران بخطواتها التراجعية، شغلت خلال الساعات الماضية ما أمكنها من قوى تابعة لها في المنطقة، لتخريب ما أمكن محاولة الضغط على المجتمع الدولي قبل بدء التفاوض.

فهي ضربت سفينة إسرائيلية في مضيق هرمز، منذ يومين، وأطلقت صواريخ بالستية وطائرات مسيرة من اليمن باتجاه مناطق في السعودية، محاولة غصابة مواقع لشركة أرامكو النفطية، والأهم أن هذه العملية تمت بإشراف مسؤول الملف اليمني القيادي بالحرس الثوري الإيراني إبراهيم إيرلو.

أما في العراق، فأثبتت طهران أن التراجع عن الالتزامات أمر سهل بالنسبة لها، ففي أربيل هاجمت ميليشيات عراقية تابعة للإيرانيين موقع في المطار الدولي يستضيف قواتا أميركية، الهجوم الذي استخدمت فيه للمرة الأولى في العراق طائرة مسيرة تحمل عبوات متفجرة، ونبه إلى أنه مرحلة جديدة تعني زيادة التوتر إلى حده الأقصى. معتبرا أن كل "مجرم يترك أثرا أو بصمة تدل عليه" وهو ما قام به حلفاء إيران في العراق، حيث أطلقوا المسيرة من أحد مواقع الحشد الشعبي، بطريقة مشابهة بالكامل لما يقوم به الحوثيون في اليمن.

ولم يستبعد المصدر أن يكون الانفجار الذي وقع في مدينة الصدر، والذي أدى إلى إصابة 12 شخصا بجراح، لم يستبعد أن يكون من صناعة ميليشيات تابعة لطهران تحاول إيصال رسالة واضحة بأن المرحلة المقبلة ستشهد أرضا ملتهبة ضد الجميع، بما فيها التهديد بعودة العبوات الناسفة إلى المناطق العراقية.

ولفت المصدر إلى إعلان الحشد الشعبي عن تعرض أحد مواقعه للقصف من قبل القوات الكردية في الموصل، له هدف معاكس، وهو التهديد بالهجوم مباشرة على مناطق إقليم كردستان العراق، ما يدفع القوات الأميركية للتأهب والتدخل السياسي لوقفها، وهو ما يعيد طهران إلى التفاوض المباشر مع واشنطن، ولو من باب الحروب الصغيرة التي تحضرها لهذه المناسبات.