صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الثلاثاء 20 أبريل 2021 / 11:45

صحف عربية: نطنز يُنهي "أسطورة" الحرس الثوري الإيراني ومخابراته

24 - بلال أبو كباش

تثير السياسة الأمريكية في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن انتقادات واسعة، في ظل تمسكها بالمفاوضات مع إيران التي تمعن في المقابل في خرق الاتفاق النووي، بتخصيب اليورانيوم، وفي تهديد استقرار المنطقة بسلوكها العدائي.

وفي صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن إيران باتت مخترقة بالكامل، وأصبح الحرس الثوري عاجز عن حماية المشروع النووي الذي تعرض لضربات كثيرة دون أن تحرك إيران ساكناً.

طبخة تفاو
في صحيفة "الشرق الأوسط" يقول يوسف الديني، إن منشأة نطنز النووية في إيران استهدفت في عملية غامضة وسرية تصلح لأن تكون مدخلاً لفهم سلوك ملالي طهران في المرحلة المقبلة، باعتبارها الحديث الأكثر تأثيراً بعد تصفية قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، التي كانت عملية مكشوفة في الهواء الطلق، بخلاف استهداف البرنامج النووي في توقيت تهرع فيه الولايات المتحدة لطبخة تفاوضية نيئة "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وبشكل مرتبك لا يأخذ في الحسبان مسألة قدرة نظام طهران على المناورة وكسب الوقت، وتحويل المنطقة التي تسعى إلى صناعة الاستقرار والمستقبل والتعافي من تأثيرات الجائحة إلى ربيع مزدهر للميليشيات والأذرع العسكرية.

ويقول الكاتب، إن المفارقة أن جحيم هذه الميليشيات يستهدف استقرار وأمن الخليج والعراق بشكل أساسي، في حين تسعى الولايات المتحدة إلى طمأنة إسرائيل التي لا تتخلى عن منطقها الخشن والجذري في نقد التقارب مع دولة الملالي، وتسريبها بانتصارات استهداف القدرات النووية، وتقابل بالتأكيد من قبل إدارة الرئيس بايدن وعلى لسان مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، بالموقف الثابت للولايات المتحدة من مسألة أمن إسرائيل، وضمان عدم امتلاك إيران أبداً سلاحاً نووياً، من دون التعريج على مسألة أمن المنطقة والخليج بشكل واضح، وإرسال إشارات خاطئة وخطرة على تمكين طهران من خلق جحيمها الميليشياوي، واستهدافها المتكرر عبر أدواتها العسكرية، منها ميليشيا الحوثي الإرهابية للسعودية وأمن ممرات العالم المائية، إضافة إلى إفشال كل محاولات نهوض العراق من خلال انتعاش الأذرع الإيرانية المتمثلة في الميليشيات الخارجة عن منطق الدولة وسلطتها.

ويؤكد، أن ما تفعله الولايات المتحدة اليوم أشبه بمنح صكوك الطمأنة والأمان لإسرائيل واتفاقيات التفاوض والصمت عن زيادة التخصيب لإيران والوقت للاثنين معاً، لمحاولة إنضاج طبخة سلام لا يمكن أن تهضمها المنطقة بسبب مكوناتها السامة، على رأسها "الميليشيات" التي أصبحت واقعاً متجذراً في التعبير عن سياسات ملالي طهران الخارجية، أو ما يمكن وصفه بدبلوماسية العسكرة والصواريخ والطائرات المسيرة.

أمن الخليج
في صحيفة "الوطن" البحرينية، يقول فريد أحمد حسن: "مخطئ من يقول إنه ليس من حق إيران أن يكون لها برنامج نووي، لكن مخطئ أيضاً من يقول إنه ليس من حق دول مجلس التعاون إبداء تخوفها من النشاط النووي الإيراني والسعي لحماية نفسها من حماقات النظام الإيراني التي توفر عليها خلال العقود الأربعة الماضية كثيراً من الأمثلة".

ويضيف حسن، ملخص التخوف الخليجي أن النظام الإيراني ظل يهدد دوله، عندما كان لا يملك إلا عدداً قليلاً من الصواريخ التي تفتقر إلى الدقة، فابتز دول المنطقة وتدخل في شؤونها الداخلية، فكيف سيكون الحال وهو يملك سلاحاً أقوى؟

ويضيف كل دول المنطقة لا يمكنها أن تثق في قول الرئيس الإيراني حسن روحاني إن أنشطتنا النووية سلمية، ولا نسعى للحصول على القنبلة الذرية".

ويعتبر حسن أن مسؤولي "النظام الإيراني يرددون مثل هذا الكلام كلما وجدوا أنفسهم محصورين في زاوية وشعروا بازدياد تخوف وارتياب جيران إيران من سلوكهم وقدروا أن الدول الكبرى يمكن أن تقدم على عمل يعطل حلم النظام".

وعود فارغة 
من جهته يقول جميل الذيابي في صحيفة "عكاظ" السعودية، حين يتعرض نظامهم، وبرامجهم السرية، خصوصاً البرنامج النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية؛ للاختراق، والتخريب، يكتفي الإيرانيون بالتنديد والوعود، لكنهم يظلون قلقين ويرتعدون، ويتفننون في اختراع "النفخات" التخويفية، مثل إعلان رفع التخصيب إلى 60%، في محاولة لصرف النظر عن فشل الحرس الثوري واستخبارات النظام في وقف الاختراقات.

ويضيف الذيابي "ارتكب الحرس الثوري أخطاء عدة، وتعرض لضربات لا يزال يترنح منها. فقد أسقط طائرة الركاب الأوكرانية ليقتل 176 مدنياً، وتعرضت منشأة نطنز جوهرة البرنامج النووي للتخريب، واغتيل أكبر علماء البرنامج، بل مؤسسه محسن فخري زاده، واستهدفت قاعدته البحرية العائمة على البحر الأحمر، واصطيد قائده الميداني قاسم سليماني في سيارته ببغداد، وأخيراً وليس آخراً الوفاة الغامضة لنائب قائد فيلق القدس العميد محمد حجازي الداعم الأكبر بعد سليماني للمليشيات الإرهابية في المنطقة، خصوصاً ميليشيا الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان".

ويقول أيضاً، حتى الآن لا يفعل الحرس الثوري سوى الجعجعة، ليس عن حكمة، بل ضعفاً، وارتعاداً، وخوفاً من مستقبل أفعاله وملامح ما يحدث له من خيبات وإخفاقات متتالية، وآخرها ما تعرضت له منشأة نطنز من تخريب آخر الأسبوع الماضي.

ويؤكد الكاتب "في أتون هذا الجحيم من الخراب، والاختراقات، والعجز عن التصدي، أعلنت إيران أنها ستخصب اليورانيوم بنسبة 60%، وهو ما وصف بمحاولة بائسة لحفظ ماء الوجه، ولذلك كان طبيعياً أن يبدأ ارتفاع الأصوات المنتقدة للحرس الإرهابي الباطش، خصوصاً من نائب الرئيس الإيراني إسحق جهانجيري، الذي قال أخيراً، في مقطع مرئي انتشر على نطاق واسع: لا أحد على استعداد لتحمّل مسؤولية ما حدث في نطنز". 

غضب خامنئي 
بعد الضربة القاصمة التي تعرضت إيران باستهداف منشأة نطنز النووية، المحصنة والمقامة تحت الأرض لحمايتها، قال مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لـ"الجريدة" الكويتية، إن الحادث الأخير، الذي تعرضت له منشأة نطنز، أدى إلى غضب المرشد الأعلى علي خامنئي، من جميع الأفرع الأمنية التي كانت تتولى حفظ أمن الموقع النووي، فأمر المجلس الأعلى للأمن بتقليم أظافر العديد من الأجهزة الأمنية وتصفية بعض المسؤولين عنها، إضافة إلى بعض المسؤولين عن جهاز مكافحة التجسس في الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات.

وأوضح المصدر، أن القرار جاء إثر شكاوى تلقاها المرشد من عناصر الأجهزة الأمنية للحرس الثوري، ووزارة الاستخبارات، يتهمون بعضهم بالإهمال في تأمين أمن نطنز، في وقت لم يقبض فيه على المتورطين في الاعتداء.

وكشف أن المجلس الأعلى يدرس حالياً تشكيل جهاز أمن خاص بالمنشآت النووية، منفصلاً بشكل كامل عن الأفرع الأمنية، بعد أن اتخذ منذ 15 عاماً قرارا بتنويع الأجهزة الأمنية التي تسيطر على أمن المواقع الذرية، حتى تغطي على بعضها ويصعب اختراقها.

وأمس، أكدت تقارير اعتقال نحو 100 عنصر من الاستخبارات الإيرانية، و45 من الحرس الثوري، على خلفية الأزمة المتصاعدة بين الجهازين بسبب استهداف نطنز.