الثلاثاء 20 أبريل 2021 / 19:19

الشام الجديد فرصة لعودة العراق إلى محور الاعتدال

يرغب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في إعادة العراق إلى الحضن العربي مجدداً، لذا قرر التوجه لمشروع "الشام الجديد" بصحبة جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، ثم زيارة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مؤخراً.

ويعتمد محور "الشام الجديد" على الكتلة البشرية الضخمة التي تمتلكها مصر، بالمقابل الثروة النفطية الكبيرة التي يمتلكها العراق، وينضم لهما الأردن بحكم موقعه الجغرافي الذي يربط العراق بمصر.

وقد أشار حسين علاوي مستشار رئيس الحكومة العراقية إلى أهمية الأبعاد الاقتصادية لذلك المحور، موضحاً أيضاً سعي بغداد لضم دول عربية جديدة لذلك المحور، لتغليب دول محور الاعتدال بالمنطقة، ولإعادة بغداد لمحيطها العربي.

فمشروع الشام الجديد يقوم على أساس التفاهمات السياسية والمصالح الاقتصادية بين الدول الثلاث، ومن المرجح أن يكون المشروع نواة لتكتل أوسع، قد يضم قريباً دول عربية أخرى، بهدف ترجيح كافة دول الاعتدال بالمنطقة، في ظل تصاعد وتيرة العنف والتطرف جراء دعم دول إيران وتركيا للحركات الراديكالية والتيارات المتطرفة ببلادنا العربية.

كما أن دول محور الشام الجديد الثلاث تواجه تحديات مشتركة، في مقدمتها مجابهة الإرهاب، والدول الثلاث لديها باع طويل في محاربة التطرف الفكري، والعنف المسلح.

ويتطلع العراق لإحداث تنوع باقتصاده، عبر الانفتاح على السوق الأردني والمصري، وإنشاء مدن تجارية حرة وصناعية جديدة لفتح الطريق أمام النفط العراقي المستخرج من مينائي الشمال والجنوب، كي يتجه لميناء العقبة الأردني، ثم يصل لسواحل المتوسط عن طريق مصر.

فتنويع بوابات تصدير النفط العراقي كفيل أن يرفع حصة النفط العراقي السوقية، كذلك سيجد النفط العراقي طريقه ممهداَ للسوق الأوروبي، بجانب زيادة التبادل التجاري بين الدول الثلاث.

ومن المعلوم أن كلمة "محور الشام الجديد"، ذكرت لأول مرة على لسان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية أغسطس(آب) الماضي، معبراً عن رغبة بلاده في إنجاح ذلك المشروع، كي يكون فرصة جديدة لعودة الجمهورية العراقية إلى محور الاعتدال العربي، والبعد عن إيران وتدخلاتها السافرة التي مزقت العراق أرضاً وشعباً.

ومن تلك النقطة يتجلى أهمية اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مؤخراً، في ظل حرص أبو خالد حفظه الله على عودة العراق الشقيق لمحيطه العربي مجدداً.