الأربعاء 21 أبريل 2021 / 11:07

صحف عربية: إسرائيل تخوض حرباً غير مباشرة لعرقلة الاتفاق النووي

يحتد الصراع الإيراني-الإسرائيلي على الملف النووي الذي أصبح مثاراً للجدل، مشعلاً المناورات العسكرية بين البلدين بعد سعي الولايات المتحدة للعودة الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب في 2017، وتحذر تل أبيب من عواقب العودة الأمريكية معلنة نيتها توجيه ضربات متتالية تستهدف بها قلب المشروع النووي الإيراني.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، فإن إسرائيل وإيران تخوضان حرب سفن بعيداً عن المواجهة المباشرة، كون البلدين لا يتحملان عواقب تلك الحرب.

تحذيرات إسرائيلية
قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن أكثر من ألفي ضابط إسرائيلي متقاعد حذورا إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، في وقت لا يستبعد فيه خبراء عسكريون توجيه تل أبيب ضربة عسكرية جوية إلى المنشآت النووية الإيرانية إذا مضت واشنطن في إحياء الاتفاق النووي مع طهران دون الأخذ بعين الاعتبار المخاوف الإسرائيلية.

ووقّع الضباط الإسرائيليون المتقاعدون على رسالة صاغها "منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي"، ووجهها إلى البيت الأبيض. والمنتدى هو مؤسسة غير حكومية تضم ضباطاً متقاعدين في الجيش وأجهزة مخابرات إسرائيلية.

وأعرب الموقعون "عن قلقهم من مساعي واشنطن وعدّة دول أوروبية لإنعاش الاتفاق النووي، وسط تجاهل مخاوف دول في الشرق الأوسط من الصفقة المحتملة”.

وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن إيران اتخذت مؤخراً عدة خطوات قد تسمح لها بأن تختصر بشكل كبير الوقت الذي سيستغرقه تطوير سلاح نووي، إذا قرر النظام الاندفاع إليه، رغم إعلانها عن رغبتها في التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد.

وأشارت التقارير إلى أن تحركات إيران الأخيرة، بما في ذلك تكديس اليورانيوم المخصب منخفض الدرجة وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة وتوسيع العديد من المنشآت النووية ومتابعة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60٪ ومؤخراً الإعلان عن خطط لإنتاج معدن اليورانيوم لوقود المفاعل، تعني أن توجّه إيران نحو الأصول النووية آخذ في الازدياد.

حرب قرصنة 
في صحيفة "الوطن" البحرينية، يقول الكاتب ظافر محمد العجمي، "إن حرب القرصنة تعود للبحار مرة أخرى بين تل أبيب وطهران حيث تم تبادل استهداف سفن الشحن الإسرائيلية والإيرانية، وتعرضت 12 سفينة إيرانية لهجمات إسرائيلية منذ 2019، وفي المقابل أعلنت إسرائيل عن تعرض نصف هذا العدد من سفنها للهجوم الإيراني في خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي، مما يطرح سؤالين: لماذا الآن، وما تبعات حروب القراصنة بين إيران وإسرائيل على الخليج!".

ويقول العجمي، "يمكننا تفسير حرب السفن أنها كجزء من استراتيجية الدولتين الدفاعية بإبعاد الجبهات، فكلاهما جبهاتها هشة لا تحتمل حرباً. كما يمكن القول إن طهران تعتزم فتح جبهة بحرية ضد إسرائيل بعد أن ملت من تكرار المسلمين أنها قد أضاعت درب القدس فلعلها تصل القدس عبر البحر..!!".

ويضيف، "بحرب السفن فتحت إسرائيل جبهة جديدة لم تكن معلومة من قبل، كما أن ما تقوم به إسرائيل هو استمرار جهد الجيش الإسرائيلي في ضرب الأهداف الإيرانية في سوريا".

ويؤكد العجمي، أن "مهاجمة ناقلات النفط الإيرانية في المتوسط هو لقطع المدد عن الأسد، وفي الوقت نفسه صعّدت إسرائيل هجماتها ضمن حملة أوسع على الاقتصاد الإيراني. كما يمكن أن يقال إن ما يجري هو الانتقام من باب الرد في الوقت المناسب والمكان المناسب، بل وربما يعود استعراض تل أبيب لقوتها البحرية من باب إغراء الخليجيين وتسويق أن إسرائيل لديها بحرية مياه زرقاء "Blue water Navy". كما أن ما يجري هو تخريب للاتفاق النووي، فالقرصنة المتبادلة بدأت بعد تولي بايدن منصبه وتعهده بالعودة للاتفاق النووي 2015".

ضربة قوية 
من جهتها، تقول الكاتبة في صحيفة "عكاظ" السعودية هيلة المشوح في مقال لها، إن "الهجوم على موقع نطنز يعد ضربة قوية وموجعة لقدرة إيران على استئناف تخصيب اليورانيوم، وإعادة تشغيل المنشأة قد يستغرق 9 أشهر أو أكثر. ولكن اللافت حقيقةً أن الهجوم على المنشأة الإيرانية جاء بعد يوم واحد من قيام طهران بتدشين نصب عشرات الطاردات المركزية الحديثة مهمتها تسريع تخصيب اليورانيوم بعشرات المرات ومراكمة الكميات المخصبة بمستويات 20% وأكثر مما يؤكد أن الهجوم كان مدروساً بعناية شديدة ودقة في "التوقيت" ليس على مستوى تطوير الطاردات المركزية وتسريع التخصيب فحسب، بل على مستوى المساعي الدبلوماسية التي تحاول الوصول لمفاوضات حاسمة للملف النووي الإيراني وأعني مفاوضات فيينا".

وتضيف الكاتبة، أن "المنشأة النووية التي شهدت انفجاراً سبقه انقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي الأسبوع الماضي تضم (16 ألف) جهاز طرد مركزي تعمل على تنشيط اليورانيوم منخفض التخصيب الذي يستخدم لتوليد الوقود بمحطات الطاقة النووية، وإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب لتصنيع الأسلحة النووية وهو مجال المفاوضات التي تضم ممثلي الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين وإيران والتي قد تتعثر لأسباب عدة أهمها تمسُّك كل من طهران وواشنطن بشروطهما حيث تشترط إيران رفع العقوبات الأمريكية للعودة لالتزاماتها النووية، فيما ترفض الولايات المتحدة تخفيف الضغوط قبل التزام إيران بتعهداتها بموجب اتفاق 2015 والذي يقضي بفرض قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل ضمانات للمجموعة الدولية بأن إيران لن تسعى إلى تطوير سلاحها النووي".

وأوضحت أن "الاتفاق النووي الذي تم 2015 وتجري مفاوضات مكثفة بصدد إعادة تفعيله بين دول 5+1 وإيران يحمل بعض المخاطر التي تتوجس منها دول المنطقة وخصوصاً دول الخليج العربي رغم أنه يعد وثيقة تشرف عليها الأمم المتحدة ولكن التخوف يكمن في التركيز على الملف النووي وتجاهل المهددات الإيرانية الأخرى في المنطقة كالصواريخ الباليستية والتدخلات المستمرة في جوارها الإقليمي والهجمات المستمرة على منشآت الطاقة في المملكة العربية السعودية بواسطة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، وبالتالي فإن دول المنطقة تشدد على إشراكها في أية مفاوضات تضمن مصالحها وتجنبها مهددات خطر السلاح النووي الإيراني كونها المتضرر الأول من هذا الخطر".

تهديد حوثي مركب
أكد الكاتب أميل أمين في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "التهديد الحوثي بات تهديداً مركباً وليس بسيطاً؛ فبامتلاك الحوثي أسلحة تتطور يوماً تلو الآخر، وبدعم خارجي لا يغيب عن الأعين، لا تضحى المملكة العربية السعودية فحسب في مواجهة الخطر الحوثي، بل تمتد التهديدات إلى الأردن وغيرها من الدول، عطفاً على تهديد حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، من باب المندب جنوباً، وصولاً إلى قناة السويس شمالاً، وهنا يطفو التساؤل الجوهري على السطح، "كيف تغض واشنطن تحديداً النظر عن استنساخ تجربة إرهابية حوثية في منطقة تمثل أهمية استراتيجية عالمية؟".

ويضيف أمين، "في المشهد الحوثي جزئية مثيرة للانتباه وعلى الجميع اليقظة تجاهها، وهي محاولات الحوثيين السيطرة على مأرب؛ الأمر الذي لا يتوجب السماح به، لا سيما أن حدوث ذلك يعني حصولهم على مصادر نفطية جديدة، ولا يستبعد في ذلك الإطار احتمال أن يقدم الحوثيون على مطالب جديدة وأكثر صرامة، تصب في خانة الإبقاء على سيطرتهم الإرهابية على الأراضي اليمنية إلى أجل غير مسمى".

ويقول، "لا تبدو المحاولات الحوثية قادرة على دفع المملكة للتخلي عن خياراتها الأساسية؛ دعم الشعب اليمني، ومساندة الشرعية، ومحاولة إنهاء الحرب من غير طائل الدائرة هناك، مع الأخذ في عين الاعتبار أن الرياض لها في الحق ألف حق إن دافعت عن شعبها ومدنها بكل الأدوات التي يكفلها لها القانون الدولي في مواجهة الاعتداءات الحوثية الغاشمة، ويكفي تأييد العالم لها واستنكار الجميع للقصفات الصاروخية العدائية الجبانة ولطلعات المسيّرات المحملة شراً".