الأربعاء 21 أبريل 2021 / 19:59

صانع المخدرات في قبضة الأمن.. وحزب الله يدير التهريب عبر الحدود

شهدت قرية الطفيل اللبنانية المحاذية للحدود السورية "هزة" كبيرة خلال الأيام الماضية من خلال توقيف أحد أكبر صانعي وتجار مخدر الكبتاغون، بعملية سريعة لفرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي.

المنطقة الجبلية المحاذية لسهل القلمون السوري، تسيطر عليهما ميليشيات حزب الله اللبناني، وتمنع تواجد قوى الأمن اللبنانية إلا بموافقتها، ولكن وفق ما يؤكد مصدر من بلدة بريتال لموقع 24 فإن عناصر "فرع المعلومات" في قوى الأمن اللبناني تسللوا بسيارات مدنية إلى الطفيل وخطفوا تاجر المخدرات "حسن د." إلى العاصمة بيروت بموجب مذكرة قضائية.

عملية التوقيف اعتبرها حزب الله لم تكن لتقع لولا مساعدة الأهالي في البلدة، فاستدعى العشرات من عناصره المسلحين، وقاموا بالتهويل على الناس وإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي، وعمدوا إلى جرف البساتين، والأشجار المعمرة التي يمتلكها الأهالي، فأطاحوا بعشرات آلاف الأشجار.

الهجوم المنظم لعناصر حزب الله على بلدة الطفيل أثار التوتر داخل البلدة، واستدعى اتصالات بقيادة الجيش للمطالبة بحمايتهم، فتدخل الجيش عسكرياً وسيّر دوريات في شوارع البلدة، بحثاً عن المتهمين بإطلاق القذائف الصاروخية على بيوت القرية، وأوقف 17 شخصاً، ونقل الموقوفين إلى إحدى الثكنات العسكرية للتحقيق، تبين أن غالبيتهم يحملون بطاقات يصدرها حزب الله لميليشيات يديرها في سوريا، وتعمل بالتهريب عبر الحدود بين البلدين.

تدخلات لدى القضاء
توقيف "حسن د." استدعى تدخلاً سريعاً من مسؤول الأمن في حزب الله وفيق صفا، بحثاً عن تسوية تطلقه من يد "فرع المعلومات" قبل أن يعترف بأسرار كثيرة عن دولة المخدرات العميقة التابعة للميليشيات، وارتباطه بعمليات تهريب مخدرات إلى دول الخليج، وآخرها أكثر من 5 ملايين حبة كبتاغون أرسلت عبر الشحن البحري نحو السعودية عبر إندونيسيا، حيث أوقفت وتبين أن الموقوف في لبنان "حسن د." هو المسؤول عن تصنيعها والتجارة بها، وهو أحد المسؤولين العسكريين في ميليشيات تابعة لحزب الله معروفة في لبنان باسم "سرايا المقاومة".

وتؤكد مصادر ميدانية من المنطقة الحدودية أن المدعو "حسن د." عمل مع حزب الله منذ سبع سنوات، وسلم حزب الله عدداً من شبان البلدة الذين رفضوا دخول الميليشيات إلى بلدتهم خلال الحرب في سوريا، وأنه منذ استلامه ماكينات عدة لتصنيع حبوب "الكبتاغون" وتهريب هذه المواد، بدأت تظهر عليه إمارات الغنى المالي، حيث اشترى الجزء الأكبر من أراضي بلدة الطفيل، وصولا إلى أراض في بلدة بريتال.

مصدر مقرب من "فرع المعلومات" في قوى الأمن أكد لموقع 24 أن الموقوف "حسن د." ثبتت إدانته بتصنيع المخدرات وتهريبها إلى الدول العربية، بالشراكة مع شبكة السوري محمد رشق المشهور بـ"أبو عباس" أو محمد عباس المسجون في لبنان، عملت شبكة التهريب التي يتزعمها في مجال التهريب منذ سنوات، ويتردد اسمه منذ عام 2014، من خلال مراسلات الإنتربول التي ترد إلى قوى الأمن حول الأشخاص المتورطين بقضايا تصنيع وتهريب حبوب الكبتاغون المخدرة.

كذلك ورد اسمه في بعض التحقيقات في عمليات تهريب الكبتاغون التي أجراها مكتب مكافحة المخدرات بعد ضبط كميات كبيرة، تُقدر بملايين الحبوب إضافة إلى مواد كيماوية تُستخدم في تصنيعها.