الخميس 22 أبريل 2021 / 10:42

صحف عربية: بسبب حزب الله.. لبنان قاب قوسين من الانهيار

24 - أحمد إسكندر

تحولت روسيا في الفترة الأخيرة إلى وجهة للقيادات اللبنانية، بعد استقبالها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وقبله وفداً من حزب الله، ينتظر أن تستقبل موسكو نهاية الشهر الحالي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، على أمل المساهمة في حلحلة الأزمة الحكومية، لكن التوقعات لا تبدو كبيرة بشأن ما ستفرزه تلك الزيارات لاسيما وأن دافع بعض تلك القيادات لا يبدو حل الأزمة بقدر ما هو البحث عن حليف "لتحصين الذات".

تبدي روسيا اهتماماً متزايداً بالوضع اللبناني، لاسيما بعد تراجع حظوظ المبادرة الفرنسية، التي سبق أن علق عليها اللبنانيون آمالاً كبيرة في وضع حد لحالة الاستنزاف المالي والاقتصادي التي يعيشها البلد منذ أكثر من عام.

زيارات متتالية
ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن أوساط سياسية لبنانية قولها إن "زيارة باسيل إلى موسكو والتي من المرجح أن تعقبها زيارات لقيادات لبنانية أخرى على غرار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان ورئيس حزب المردة سليمان فرنجية، هي بدعوة من روسيا في سياق استطلاع مواقف الفرقاء اللبنانيين بشأن سبل التوصل إلى تسوية للأزمة الحكومية".

وأشارت ذات الأوساط اللبنانية إلى أن موسكو تسعى لملء الفراغ الذي خلفه تراجع الاهتمام الغربي جراء حالة الإحباط من النخبة السياسية في لبنان، فضلاً عن اعتبار القوى الغربية أن هذا الملف ليس ذا أولوية حالياً على أجندتها. مشيرة إلى أن روسيا لا تملك حتى الآن "مبادرة حقيقية" لتسوية المعضلة اللبنانية، وهي ما تزال في مرحلة بلورة أفكار للمساعدة، في المقابل فإن زيارة القيادات في لبنان لموسكو تبدو الغاية منها تحصين تموضعهم، أكثر منها البحث عن حلول للأزمة.

ويقول سياسيون لبنانيون إن رئيس التيار الوطني الحر مصر على المضي قدماً في المعركة التي يخوضها ضد رئيس الوزراء المكلف، ضارباً عرض الحائط بكل ما يتهدد لبنان من مخاطر، وهو يبحث عن داعم أو حاضن مثل روسيا لتعزيز موقفه، وتحصين نفسه، في ظل ما يتهدده من عقوبات إضافية. ولا يستبعد هؤلاء أن يسعى باسيل للترويج في موسكو إلى طروحاته القائلة إن "الإشكال في لبنان يتجاوز ملف تشكيل حكومة إلى أزمة نظام، وأن هناك حاجة اليوم لمؤتمر تأسيسي يفتح الطريق لنظام سياسي جديد قائم على اللامركزية".

الانهيار
من جانبها تناولت صحيفة "الشرق الأوسط" ما كشفه الحوارٍ التلفزيوني لوليد جنبلاط والصراع الطائفي وقوله معلقاً على تربية الذقن التي يتطلبها الوضع الحالي بحسب جنبلاط "لأننا في لبنان نبدو وكأننا بإيران"، في إشارة واضحة إلى استبداد حزب الله ذراع إيران المسلح الذي يحتل لبنان ويضع اللبنانيين رهينة له بقوة السلاح.

ولفتت الصحيفة إلى أن خطة حزب الله لا تقوم فقط بظلم الشعب وإنما بظلم المدن والأقاليم. حيث لم يبق إلا مناطق معدودة لم يحاول الحزب تفكيك أثرها التاريخي. ثمة تغيير ممنهج لتحويل بيروت وما حولها لتكون مرصعة بصور العمائم بعد أن كانت تعبر فعلاً عن لبنان المتعدد والمنفتح والحر. مشيرة إلى أن الفضيحة الصادمة التي نشرتها وكالة "رويترز" عن استعداد "حزب الله" وتهيئته لحزبه وكوادره ومحيطه وفعالياته لما هو أسوأ، وأنه يعد العدة قبل الانهيار الكامل للدولة، بل متوقعة.

وترى الصحيفة أن "حزب الله" ينفذ الخطة الاحتياطية ليكون أول المعلنين عن قرب انهيار الدولة بعد أن انهار النظام المصرفي والمالي وبعد أن دكت الأزمة اللبنانية مفاصل الاقتصاد في أنحاء البلاد، ولديه القدرة الأكبر على المستوى العسكري ولديه طرقه في تخزين المواد النفطية والغذائية والدوائية، وهو ما لم ينكره الحزب بل اعترف بالتهريب على لسان صادق النابلسي، وقوله إن "التهريب جزء لا يتجزأ من عملية المقاومة والدفاع عن مصالح اللبنانيين"، مبرراً ما يحصل بأنه تحت تأثير الضغط الأمريكي، والعقوبات الأمريكية، فعلى الشعبين اللبناني والسوري كسر بعض القوانين من أجل تأمين احتياجاتهم المعيشية. وهو اعتراف صريح بما يقوم به الحزب من تهريب وسرقة لقمة اللبنانيين وإعلان الحرب على المجتمع اللبناني المحاصر بقوة سلاح من هذا الحزب الأصولي والدموي الإرهابي.

تحديات المستقبل
وذكرت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية أن مسؤولون كبار في الدولة اللبنانية وصلتهم تقارير من الجهات الأمنية اللبنانية، حول القلق الكبير بسبب المخاطر والتحدّيات التي تنتظر لبنان خلال الأسابيع المقبلة، وأن هناك خشية جدّية من المرحلة التي ستلي عيد الفطر، بسبب الأوضاع الاقتصادية والمالية، والارتفاع الكبير في صفوف العاطلين من العمل، وسط إقفالات متلاحقة ومتسارعة للمؤسسات الاقتصادية والسياحية. 

وأشارت الصحيفة إلى أن شهر مايو (أيار) سيكون شهراً مفصلياً وصعباً جداً، خصوصاً بعد الإنذار الذي أطلقه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول عدم قدرته على الاستمرار في سياسة الدعم، مع استمرار رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، عقد أي جلسة للحكومة المستقيلة لإقرار رفع الدعم عن المحروقات، وهو ما وصفته بالنزاع السياسي العنيف وفق أسلوب الانتحار الجماعي وسياسة الأرض المحروقة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الخطوط الداخلية مقفلة بكاملها، القوى السياسية لا تتزحزح قيد أنملة عن مواقفها. وقالت: "في الواقع، خلفية هذه المطالب حسابات شخصية وذاتية ولا علاقة لها بالمصلحة العامة. ورغم اعتقاد مصادر أوروبية بأنّه لا يزال هنالك إمكانية لإنجاز تسوية معقولة، إلاّ أنّها ترى في الوقت نفسه، انّ الحظوظ ليست مرتفعة، وهو ما يعني انّ بعض العواصم الغربية بدأت ترى أنّ الحلول في لبنان لم تعد ممكنة على البارد".

وختمت الصحيفة قائلة: "من الواضح أنّ لبنان ينزلق بسرعة في اتجاه مرحلة أشدّ صعوبة وخطراً من تلك التي يعيشها الآن، وعلى الرغم من ذلك لا أفق لاحتمال ولادة حكومة جديدة قادرة على الأقل لإحداث صدمة معنوية لا أكثر".