الخميس 29 أبريل 2021 / 11:46

صحف عربية : تفاعلات "رمان الكبتاجون" تنهك بيروت المنقسمة

يحاول لبنان للملمة ذيول فضيحة المعابر اللبنانية المشرّعة أمام مافيا التهريب ‏والمخدرات ولا سيما واقعة "الرمان الملغوم" الموجهة إلى السعودية، في وقت لا تزال التحرّكات الرسمية والسياسيّة في لبنان متركزة على محاولات الحد من اتساع التداعيات السلبية لقرار المملكة، بدلاً من معالجتها.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن المسؤولين في لبنان يعملون على قاعدة ‏‏محاولة غسل اليدين من المسؤولية عن التقصير الفادح في الوقت الذي تصر أطراف أخرى على استخدام لبنان منصة لاستهداف أمن لا السعودية فحسب، بل كامل الدول الخليجية.

لا حرج أمام سوريا
اعتبر وزير الخارجية والمغتربين اللبناني شربل وهبة لصحيفة "نداء الوطن" أن لبنان اليوم "على الطريق الصحيح في بدء تنفيذ ما تقرّر رسمياً من خطوات وإجراءات سريعة وحازمة"، كاشفاً عن اتصالات أجراها مع بعض وزراء الخارجية العرب وبعض الأشقاء في دول الخليج، مذكراً أن السعودية طالبت بضرورة أن توحي إجراءات لبنان بالثقة في عملية ضبط المخدرات والتهريب.

ونفى وهبة "أن يكون لبنان محرجاً امام سوريا في عملية ضبط المعابر والتهريب"، وقال: "نحن نُحرج أكثر عندما تتم عملية التهريب".

إصرار على استهداف السعودية
من جهته، ذكر محمد شقير في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن حسن محمد دقو (سوري الأصل حصل على الجنسية اللبنانية بموجب حكم قضائي عام 2019) كان على رأس لائحة مصدّري حبوب الكبتاغون إلى عدد من الدول ومن بينها السعودية، وكان يتحضّر ليحيل نفسه على "التقاعد" بعد أن أصبح في عداد الأغنياء، وتمكّن من أن يقيم شبكة علاقات واسعة في لبنان موازية لتلك التي أقامها مع أبرز الرموز الأمنية والعسكرية في النظام السوري أتاحت له التخلص من الملاحقة حيناً والتوقيف حيناً آخر.

وأكد أن بعض الأطراف الرئيسية في "محور الممانعة" تصر على استخدام لبنان منصة لاستهداف أمن السعودية وسلامة شعبها والمقيمين على أراضيها. وعليه فإن توقيف "رجل الكبتاغون الأول"، أي دقو، وإن كان يحمل أهمية خاصة، فإن معالجة مفاعيل وتداعيات استهداف السعودية لن يتحقق بالاتصالات أو بالنيات الحسنة ما لم تكن مقرونة بإجراءات سياسية.

"الرمانة" التي نفد بها صبر المملكة
وفي صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، أكد جورج شاهين أن صناديق الرمان تحمل أبعاداً أكبر من موضوع المخدرات المهربة. وأشار أنه لا يُخفى على أحد، إنّ سقوط تعهدات الحفاظ على العلاقات مع الأشقاء العرب واحدة بعد أخرى، حوّلت لبنان تدريجاً مقراً لكل النشاطات التي تشكّل تحدّياً للمملكة العربية السعودية. فتعدّدت مراكز تدريب الحوثيين في البقاع، وسياسياً وإعلامياً في بعض أحياء الضاحية، التي تحولت مركزاً لمؤتمراتهم، ونشأت الفضائيات التابعة لهم خصوصاً التي تهاجم، إلى جانب قناة "المنار"، الدول الخليجية والسعودية خصوصاً.

وبناءً على كل ما تقدّم، لن يكون من السهل على أحد ربط الإجراءات السعودية باكتشاف عملية "الرمان المخدّر". وانّ الصعوبة تكمن أنّ ما هو مطلوب من الحكومة اللبنانية أكبر بكثير من قدراتها. فهي بتورط عدد من قواها السياسية والحزبية والعشائرية في مثل هذه الشبكات، لن تقوى على مواجهتها، فكيف إن كانت أعمال التهريب بين لبنان وسوريا، والتي اعتُبرت عملية "الرمان المخدّر" واحدة منها قد احتُسبت من ضرورات "العمل المقاوم" كما برّر أحد قياديي ميليشيا"حزب الله" العمليات المشابهة التي طاولت الطحين والدواء والمحروقات بين البلدين؟

الموس على كل الرؤوس
أما عبدالرحمن عمر التمبكتي، فأشار في صحيفة "عكاظ" السعودية أن محاولة تهريب الكابتاغون إلى السعودية امتداد طويل لعملٍ مدبَّر وإجرامٍ عابرٍ ومنظم، مشيراً إلى أن لبنان المختطف والمستلب الإرادة والسيادة لم يعد يعتبر أو يصنف على أنه مجرد وكر ومعمل لإنتاج وتصنيع السموم فحسب، بل أصبح أكبر منصة لتعبئة وتسهيل عبور جميع أنواع السموم.

وأكد أن الإجراء السعودي لم يكن ضد دولة بعينها أو أنه تعمد لإنهاك اقتصاد بلد ما بقدر ما هو إجراء احترازي وعمل وقائي بعد استنفاد السبل كافة وبوار جميع الحيل لوقف طوفان السموم المنهمر من لبنان، وأن المملكة قد تلجأ أيضاً إلى حظر أي بضائع أو منتجات أو سلع من لبنان قد تستغل في التهريب. وبالتالي هي رسالة أيضاً بأن موس الحزم، إن اقتضى الأمر، حتماً سيطال جميع الرؤوس.