الأحد 2 مايو 2021 / 12:03

"ماي فلاور 400" أول قارب ذكي يمخر عباب المحيط الأطلسي من دون قبطان بشري

يطفئ "ماي فلاور 400" محركاته خلال إبحاره في خليج بليموث، في جنوب غرب إنجلترا، ويشغّل جهاز ميكروفون مخصصاً للاستماع إلى الحيتان، وكل ذلك من دون أي تدخّل بشري، إذ أنه أول قارب ذكي.

يستعد هذا القارب ثلاثي الهيكل (تريماران) الصغير الذي يبلغ طوله 15 متراً ووزنه تسعة أطنان والمغطى بالألواح الشمسية لعبور المحيط الأطلسي بمفرده، إذ أنه قادر على اتخاذ قراراته الخاصة والإبحار باستقلالية تامة. وسيكون في إمكان "ماي فلاور 400" دراسة البيئة من خلال تحليل وجود البلاستيك في الماء أو تتبع الثدييات البحرية.

ويوضح مؤسس جمعية "بروماريه" مهندس المشروع بريت فانوف أن المحيط "أقوى قوة على الكوكب تنظم مناخنا". لكن أكثر من 80% من المحيطات لا تزال غير مستكشفة، بسبب اتساعها والمخاطر التي تنطوي عليها.

ومن المقرر أن تنطلق الرحلة الكبيرة إلى الولايات المتحدة قرابة الخامس عشر من مايو (أيار)، اعتماداً على حال الطقس والترخيص غير المؤكد حالياً من السلطات البريطانية.

ويتوقع أن تستغرق رحلة القارب نحو ثلاثة أسابيع للوصول إلى بليموث أخرى، هي تلك الواقعة في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، مكرراً عبور سفينة "ماي فلاور" الأصلية قبل أكثر من 400 سنة، اي عام 1620، عندما غادر مئة "حاج" من الإنكليز المنشقين دينياً إلى "العالم الجديد".

القبطان الافتراضي
استغرق بناء القارب عاماً، وهو آلي بالكامل، من الدفة إلى مجموعة مولدات الديزل التي تكمل الطاقة الشمسية.

أما إعداد "القبطان الافتراضي"، وهو روبوت بدأ بتعلم التعرف على العوائق البحرية من خلال تحليل آلاف الصور، فاستغرق وقتاً أطول.

كذلك تولى المبرمجون تعليم "ماي فلاور 400" تجنب الاصطدامات.

وبعد تزويده كل هذه المعلومات والمعارف، نفذ القارب رحلة بحرية بهدف "التعلم تحت إشراف".

ويقول مهندس الروبوتات أولي تومسون "يمكن تلقينه ما هي أعماله الصالحة وما هي أفعاله السيئة، وما هو الخطِر وغير الخطِر".

ويضيف أن المرحلة التالية "هي التي يكون فيها القارب قادراً على تصحيح نفسه"، أي "التفكير" بفضل نظام الكمبيوتر الذي يحاكي الطريقة التي يحلل بها دماغ الإنسان المعلومات".

ويتابع تومسون أن القارب "يواصل التعلم بمفرده" باستخدام "عينيه"، وهو نظام متطور مكون من ست كاميرات، و "أذنيه"، أي راداره.

أسوأ سيناريو
ومع ذلك ، حالت التشريعات المتعلقة بالملاحة من دون وجود أي شخص على متن القارب، دون إتاحة الفرصة لـ"ماي فلاور 400" حتى الآن لكي يمخر عباب "البحار الهائجة في ظل وجود أمواج عاتية ورياح وأمطار"، أي في ظل "أسوأ سيناريو" وهو عاصفة عنيفة، على ما يقول يروين جينكينغ ريس.

عوضاً عن ذلك، تدرب القارب الذكي على مواجهة أمواج يبلغ ارتفاعها 50 متراً باستخدام جهاز محاكاة.

مهام "ماي فلاور 400"
وتشير روزي ليكوريش إلى أنه سيستخدم ذكاءه الاصطناعي لإجراء تجارب علمية. على سبيل المثال، "تم تدريبه من خلال آلاف الساعات من التسجيلات الصوتية على رصد الثدييات البحرية والتعرف عليها وتوفير معلومات حول توزّع أنواعها في البحر".

ومن بين مهام "ماي فلاور 400" الأخرى تحليل التركيب الكيميائي للمياه، وقياس مستوى سطح البحر، وأخذ عينات من المواد البلاستيكية الدقيقة، وجمع بيانات مماثلة على نحو ما تفعل الروبوتات في الفضاء منذ عقود.

وعلى الرغم من استقلالية القارب الكاملة، سيواظب الفريق المشرف عليه على مراقبته على مدار الساعة من إنجلترا، وسيكون متأهباً للتدخل مِن بُعد في حال وجود خطر.