صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الثلاثاء 4 مايو 2021 / 12:16

صحف عربية: لودريان في بيروت... فرنسا تلجأ إلى العصا والجزرة

24. إعداد: شادية سرحان

في محاولة فرنسية أخيرة، للضغط على لتشكيل الحكومة اللبنانية، يصل وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان الأربعاء، في ما اعتبره متابعون آخر فرصة للخروج من عنق الزجاجة، قبل التعرض إلى عقوبات دولية وربما إقليمية، يبدو أنها اقتربت من بيروت أكثر من أي وقت مضى.

وتعرضت صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء إلى دخول القضاء الفرنسي خط الأزمة في لبنان، بعد رفع شكوى ضد حاكم المصرف المركزي اللبناني رياض سلامة، ما يمكن أن يعد مقدمة لملاحقات مقبلة خاصةً بعد إعلان فرنسا تقييد حركة ودخول مفسدين ومعرقلين لتشكيل الحكومة أراضيها.

زيارة حاسمة
في انتظار وصول وزير الخارجية الفرنسية إلى بيروت قالت صحيفة "القبس" الكويتية، إن الأوساط السياسية اللبنانية، تترقب ما سيحمله جان لوي لودريان في الزيارة التي استبقها بإعلان إجراءات فرنسية عقابية ضد شخصيات لبنانية لم يسمها.

وتوقع مصدر سياسي معارض، حسب القبس، أن "تكون زيارة لودريان حاسمة في موضوع الدخول الفرنسي على خط الأزمة"، موضحاً أن "رئيس الدبلوماسية الفرنسية وقبل إبلاغ المسؤولين المشمولين بالإجراءات الفرنسية، سينذر المرجعيات التي سيلتقيها بأن بلاده توشك على نفض يدها من الملف اللبناني، والتخلي عن المبادرة التي كان عنوانها انقاذ لبنان قبل أي شيء آخر".


فرصة أخيرة
من جهة أخرى اعتبرت مصادر سياسية في بيروت زيارة لودريان للبنان، فرصة أخيرة للمبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون في العام الماضي، حسب صحيفة العرب.

وكشفت هذه المصادر، أن "العراقيل التي وضعها الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل في وجه تشكيل مثل هذه الحكومة دفعت السلطات الفرنسية إلى التلويح بفرض عقوبات على شخصيات لبنانية محددة من أجل الدفع في اتجاه تشكيل حكومة"، وأضافت "العرب"، نقلاً عن المصادر نفسها، أن العقوبات ربما تطال تشمل سعد الحريري أيضاً أو المقربين والمحسوبين عليه، في إشارة إلى أن فرنسا تعمل من أجل "الضغط على الجميع" في لبنان لتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن.

جزرة المساعدات وكرباج العقوبات
وفي صحيفة "الشرق" قال خليل الخوري إن فرنسا التي راهنت على تجاوب اللبنانيين في البداية، انتقلت إلى التلويح بالعقوبات، قائلاً إن "الطبعة الجديدة من المبادرة الفرنسية سيحملها لودريان، الذي مهد لهذه الزيارة بسلسلة تصريحات حملَت نُذر شرّ خطير، والذي قال إن لبنان على حافة الهاوية، وبلَغ به الأمر حدّ التحذير من اختفاء لبنان". 

وأوضح الكاتب أن لودريان سيأتي "وفي إحدى يدَيه الجزرة وفي اليد الثانية السوط"، مضيفاً "أما الجزرة فالوعد بالمساعدات المشروطَة. وأما الكرباج، فالتلويح بالعقوبات التي لا يُعرَف بعد كل تفصيل فيها والأجوبة على الأسئلة الثلاثة الآتية: الأوّل هل تكون العقوبات فرنسية وحسب أو أوروبية عامة؟ الثاني، نوعيتها، هل تُقتصَر على منع دخول فرنسا لمن تُطاولهُ، أو تتخطى ذلك إلى شؤون مالية؟ الثالث، ما هو عدد الذين ستُطاولهم؟".

البداية بسلامة
تزامنت زيارة لودريان الى لبنان، مع دخول القضاء الفرنسي رسمياً على خط الأزمة، بعد رفع  شكوى قضائية ضد حاكم المصرف المركزي اللبناني رياض سلامة و4 من المقربين منه، بتهمة جمع ثورة في أوروبا بالاحتيال، وفق منظمة "شيربا" غير الحكومية إلى جانب جمعية أخرى تمثل متضررين ومحامين لبنانيين، وفق صحيفة الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة أيضاً أن الملاحقة ربما تتوسع لتشمل نحو 20 سياسياً لبنانياً كبيراً إلى جانب مالكي بنوك ومساهمين وغيرهم.

وقالت شيربا في البيان الذي أصدرته بعد رفع الدعوى القضائية: "في نهاية هذا الأمر، سيتعين على فرنسا ضمان عودة الأموال المكتسبة بطريقة غير مشروعة لخدمة الصالح العام وتحسين الأوضاع المعيشية للبنانيين وتعزيز سيادة القانون ومكافحة الفساد".