الثلاثاء 4 مايو 2021 / 22:49

"هابرماس" الفيلسوف حين يسقط في الفخ السياسي

رأفت السويركي

أدرك تمام الإدراك أن هذه التدوينة لن تروق كثيراً لنماذج من النخبة العربية المتنشطة راهناً؛ فنصبت حفلات "الأفراح والليالي الملاح" في الفضاء الافتراضوي بهجة وتأييداً للموقف المريب والمتداعي الذي ظهر به من اشتهر بالفيلسوف الألماني "يورغن هابرماس" حين أعلن قبوله الفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورة 2021م بعد اختياره شخصية العام الثقافية ثم فجأة أعلن تراجعه عن قبول الجائزة المقدمة من مؤسسة الشيخ زايد للكتاب، وبالتالي رفضه تسلمها.

**
"يورغن هابرماس" بهذا الموقف السياسوي الأكروباتوي المثير للسخرية لا ينبغي أن تحوله النخبة المتهافتة بطلاً؛ بدافعية مواقفها السياسوية الضحلة وهي نخبة لا تزال تعيش في خيام المتوهمات والمتخيلات التي تعشعش في رؤوسها من دون الدراسة الجادة لواقعها الحقيقي وواقع مجتمعاتها وتطورات بنيتها الاجتماعوية والثقافوية والسياسوية.
"هابرماس" الذي صار في الفضاء الافتراضوي بتدوينات وتغريدات نخبتنا وفرق الذباب الإلكترونوي المعروف تسْتَصْنِع له راهناً صورة يبدو فيها أشبه بـ"عروس الماريونيت/ الدمية المتحركة"؛ لذلك تنطبق عليه القاعدة المنطقوية: "من فمك أدينك" حيث أطلق ناشره تصريح رفضه لقبول جائزة الشيخ زايد الثقافية!

وهذه الكتابة التفكيكوية ستلتزم في القراءة بالنصوص الحرفية المنشورة حول الواقعة، ليس دفاعاً عن تلك الجائزة وإدارتها ودولتها ولكن لغرض اكتشاف المضمرات السياسوية فيها؛ حيث ستقوم بكشف الغطاء عن عورات هذا الموقف المتداعي الذي تورط به هابرماس أو هناك من ورطوه فيه.

**
لقد ذكر "يورغن هابرماس" في البيان الذي أعلنه ناشره في جزئه الأول: "أعربت عن استعدادي لتسلم الجائزة، لهذا العام، وقد كان قراراً خاطئاً سأصلحه"!! وهذه العبارة ستفتح للأسئلة أبواباً عديدة من منظور القراءة الواعية للواقعة المهمة عبر "منهج من خارج الصندوق"؛ والتي تتخلص من المواقف المسبقة قبل ممارسة جهد القراءة.

 أولاً: كيف وافق الفيلسوف "هابرماس" في البداية على قبول نتيجة جهد "جائزة الشيخ زايد للكتاب" الثقافية باختياره بناء على معطيات ترشيح دقيقة تنبني على وزن منتجه الفكراني ورصيده الضخم من المؤلفات وجهده في إحداث تحولات تنظيروية في قضايا النظرية والفكر الإنسانوي المعاصر؟

 ثانياً: ألم يكن الفيلسوف "هابرماس" الذي من المفترض أنه يفكر بمنظور إنسانوي لقضايا الحداثة والديمقراطية وطبائع البُنى السياسوية في العالم وقوانين تطورها؛ ألم يكن مدركاً لماهية وعلائقوية "مؤسسة جائزة الشيخ زايد الثقافية للكتاب" بدولتها؛ وتاريخها الطويل في تكريم رجالات الفكر في العالم من الأجانب والعرب وجهدها المتميز في سلاسل إصدارات من الكتب المترجمة والمؤلفة التي تفتح آفاقاً معرفية ثقيلة لقارئ العربية؟ وأنها اختارته عبر هيئتها العلمية التي رشحته للتكريم بميزان مشروعه الفكراني والثقافوي بعيداً عن هويته وعقيدته وجذوره وكوامن قناعاته السياسوية؟

ثالثاً: من المؤكد أن "هابرماس" كان يعرف كل التفاصيل المحيطة باختياره لهذا التكريم عبر عملية تبليغه بنتيجة ترشيحه واختياره شخصية ثقافوية لهذه الدورة؛ لأنه وافق فوراً كما تكشف ذلك عبارة تراجعه المريب عن قبول الاختيار والتكريم!

 رابعاً: كيف يمكن للعقل القارئ أن يبتلع ببراءة هذا التحول المريب من رجل تجاوز من العمر التسعين عاماً بعقلية مميزة كما في حالة "يورغن هابر ماس"؟ في ضوء أنه علق تراجعه على مسبب سياسوي؟ فهل الفيلسوف المتخصص في الفكر السياسوي"هابرماس" غير مطلع أو غير دارس للخريطة الاستراتيجوية الخاصة بأهم منطقة - الخليج - بالنسبة للعالم الرأسمالوي الشره للبترول والغاز المستخرج منها؛ ومنها بلاده ألمانيا ودول الاتحاد الاوروبي الذي ينتمي له سياسوياً؟

خامساً: حين تلقى "هابرماس" خبر اختيارة للتكريم عبر إدارة "جائزة الشيخ زايد" ألم يكن يعرف طبيعة هذه الدولة الخليجية "دولة الإمارات العربية المتحدة"؛ونوعية نظامها السياسوي ونسق بنيتها الاجتماعوية وعلائقها المختلفة في إقليمها ومدى التحديات التي تواجهها وجهودها باستصناع وانتزاع موقع متميز في التحديث والانتقال من "مجتمع البداوة والصحراء" إلى "مجتمع الحداثة وما بعدها" على الرغم من كل التحديات الجيوسياسوية والاقتصادوية والبشرية؟

 سادساً: من دون شك أنه كان يحيط على الأقل بالخطوط العامة لهذه الدولة في إطار المعارف الأساس عن تلك المنطقة بوزنها الاستراتيجوي على الأقل في إطار مشروعه الفكراني حول نمط الدولة وتحدياتها المستقبلوية في المقبل من زمن العولموية الرأسمالوية وما يرتبط بها من إشكاليات الديمقراطية والإنسانية وله ما يزيد عن 50 كتاباً في علم الاجتماع والفلسفة فضلاً عن نظريته الخاصة به والتي تسمى " نظرية الفعل التواصلي" وإلا لكان "يورغن هابر ماس" فيلسوفاً يتولى التنظير في الفراغ حول متخيلات لا أريد أن أقحم قارئ الفضاء الافتراضوي في إشكاليات ومعضلات بُناها المعرفوية.

 سابعاً: المؤكد أن "يورغن هابرماس" كان يحيط بكل التفاصيل حول الجائزة والمؤسسة التي تتبناها والتي صنعت بدأب تاريخها الثقافوي العريض. ويمكن العودة إلى موقعها الإليكترونوي لمعرفة جهودها المختلفة. لذلك سارع بالقبول للتكريم؛ فأعلنت المؤسسة عن اسمه. غير أن الجزء الثاني من تصريح تحول موقفه المريب يكشف المسألة المتهافتة التي تورط فيها؛ إذ ذكر بالحرف الواحد حسب ما نُشر على لسانه: "أنه لم يكتشف في البداية الصلة الوثيقة بين المؤسسة التي توزع جوائز الشيخ زايد للكتاب، وبين النظام السياسي القائم هناك"!

 ثامناً: هنا فقط يسقط القناع السياسوي عن وجه "يورغن هابرماس"؛ ويسفر المضمر عن وجهه السياسوي الفج؛ وبدل أن يوفر له البراءة السياسوية المدعاة يوضع في موقف الاتهام بـ "مريونيته/ عرائسيته السياسوية" فتنساب الأسئلة البريئة أيضاً حوله:

- هل الفيلسوف "هابرماس" السياسوي لا يعرف معنى اسم الجائزة المرتبط بالراحل "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" وأنه كان أول رئيس لدولة الإمارات العربية وصانع تجربتها الاتحادوية؛ والذي قام على تأسيس تجربة إنشاء دولة وطنية تتميز وفق جغرافيتها ومعطيات واقعها السكاني والجغرافي بمواصفات الدولة الإنسانوية والآخذة في التعمق بهذا النسق؟

- هل الفيلسوف "هابرماس" حقاً لم يكن يعرف أن "جائزة الشيخ زايد للكتاب" هي إحدى المشروعات التنويروية لحكومة الإمارة/ أبوظبي العاصمة السياسوية لدولة الإمارات العربية؟ وأن هذه الجائزة بمنظومتها ومنتجها وجهودها الثقافوية تدل على أحد أنماط التطور الصاعد من دون كلل والحادث في تلك الدولة؛ وبما يتكامل مع الجهود الريادية الثقافوية للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بمعرضها الكبير للكتاب؛ والذي انطلقت أولى دوراته العام 1982 م؛ ويعد ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم. فضلاً عن مؤسساتها الثقافوية المتخصصة؟

- هل الفيلسوف "هابرماس" لم يسأل نفسه عن سر اختياره في الدورة الراهنة من جائزة الشيخ زايد للتكريم مقابل منجزه الفكراني والثقافوي؛ فيما هو الشخص الألماني الذي اعترف بأن والده الذي رباه كان "هتلري الهوى"؛ أو "أنه متعاطف مع النازية" فيما يورغن نفسه بعد ما "أسماها إعادة التربية" له يتساءل: "ماذا يمكن أن ننعت به العداء لليهود في ظل الأنظمة النازية؟".

- والسؤال: لماذا يتم اختياره محلاً لهذا التكريم؟ أليس نتيجة مشروع ثقافوي يبني في أحد أجنحته لنهج ثقافة العولموية؟ ولماذا يتناسى ذلك الفيلسوف قناعاته التي يقوم بتعميمها بــ "إعادة النظّر في مفهوم المواطنة وجعله يُواكب التحوّلات السياسية -الاقتصادية والاجتماعية- الثقافيَّة التي تطال الواقع المعاصر، وتأسيس عقلانية تواصلية كونيَّة توفر أسباب الاندماج الاجتماعي للأفراد بشكلٍ يتجاوز الحدود الوطنية/ القوميَّة الضيقة، وهذا ما دعاه للتنظير بضرورة الانتقال من الأنموذج القديم للمواطنة (الدولة - الأمة) إلى أنموذجٍ جديد (ما بعد الدولة - الأمة )"؟!
- وفق أية معطيات مستجدة لدى "هابرماس" اندفع لتغيير موقف الفيلسوف من قبول اختياره للجائزة وقد عرف كل ما جعله يقبل ذلك التكريم منذ البداية؛ ثم ينقلب رأساً على عقب برفض التكريم بحجة أنه اكتشف لاحقاً الصلة الوثيقة بين المؤسسة التي توزع "جوائز الشيخ زايد للكتاب"، وبين النظام السياسي القائم هناك؟!!... يا رجل – حسب التعبير الشعبوي المصري الدارج – اختشي"!!

*****
إن هذا الموقف المريب الذي أبرزه الفيلسوف الألماني "يورغن هابرماس" يذكرني بالمثل الألماني الشائع :" Man sägt nicht den Ast ab, auf dem man sitzt" الذي يلخص ظاهرة مرتبطة بالطبيعة البشرية حين: " نطلق النار بأيدينا على أقدامنا ونضرب اليد التي تطعمنا ونخرق سفننا بأيدينا؛ بل ونقطع غصن الشجرة الذي نجلس عليه"!

بل وهناك مثل ألماني آخر يوضح المسألة أكثر:" Eine Hand wäscht die andere "؛ والذي يشير حسب المراجع إلى "المنطقة الرمادية" التي لا تتبين فيها الفواصل بين "المساعدة والفساد"؛ أي بـ "اليد التي تغسل اليد الأخرى"؛ وكنموذج له "العلاقة بين سياسي فاسد وداعم له في الخفاء".

ولعل هذا المثل الألماني يكشف بوضوح جلي سر التحول في الموقف المريب الذي أبرزه "يورغن هابرماس" تجاه قبول ثم رفض "جائزة الشيخ زايد للكتاب" بحجة اكتشافه العلاقة بين الجائزة ونظام أبوظبي حسب ما وصفه.
إن ما يفضح موقف "هابرماس" المرتكس يتلخص في ذلك الدور المستأجر الذي تلعبه "مجلة دير شبيغل - DER SPIEGEL" في إطار توظيفها أداة من أدوات الصراع السياسوي في المنطقة. وحسب "القراءة التفكيكوية" فإن جهود توظيف هذه المطبوعة بالتمويل يجعلها إحدى أدوات تدمير نموذج الدولة الوطنية حسب الربيع العبروي المتصهين؛ لذلك تدخلت بالضغوط لتغيير موقف هابرماس من الجائزة بطريقتها.

فما أن بلغت تلك المجلة – المعروف عنها بعض مسلكيات الفساد المهنوي أنباء قبول "هابرماس" الجائزة حتى نشرت مقالاً يعبر عن قيمة الفضيلة المفتقدة لديها وذكرت خلاله:"... "قبول واحد من أهم الفلاسفة الألمان جائزة دولة تشتهر بالقمع وتنعدم فيها الحياة الديمقراطية مؤشّر يبعث على الإحباط"!!؛ بل واصلت الضغط عليه بالقول:" هل يمكن أن يتحوّل هابرماس إلى أداة دعاية إماراتية، يتم توظيفها لإخفاء وحشية نظام الحكم وراء ستار دخانٍ من المفردات السامية والتألق الثقافي؟"... يالطيييييييييف بالتعبير الشعبوي!!

فما كان من "يورغن هابرماس" إلاّ المبادرة بإصدار بيان تراجعه واعتذاره عن قبول الجائزة والتكريم بقوله المريب السريع: "أنه لم يكتشف في البداية الصلة الوثيقة بين المؤسسة التي توزع جوائز الشيخ زايد للكتاب، وبين النظام السياسي القائم هناك"!!

**
وتعالوا هنا نفكك هذه الواقعة لتبيان محركاتها المريبة:

وظائفية مجلة "دير شبيجل" ليست نظيفة وأداؤها المهني مشكوك في سلامته وعلينا هنا استحضار تلك الفضيحة المدوية التي عاشتها هذه المجلة الألمانية حين تسفر عن موقفها السياسوي الساقط في معالجة الإشكاليات الموجودة في المنطقة العربية فهل تعرف النخبة العربية التي تطنطن لشماتة حول تراجع "هابرماس" عن قبول الجائزة أن مجلة "دير شبيغل" هي الفاعل الحقيقي في هذه المسألة؛ وأن يدها ليست نظيفة على المستويين المهنوي والاقتصادوي.

 وينبغي أن تدرك نخبتنا تلك الفضيحة من العيار الثقيل التي عاشتها "دير شبيغل" بما يشكك في مصداقية عملها والذي مارسه أحد كبار صحافييها وألمعهم المسمى "كلاس غيلوتيوس"؛ وأن هذه المجلة نفسها يمكن أن تُستأجر لمن يساهم بالتمويل (موقفها من دول الرباعية السعودية والامارات والبحرين ومصر أنموذجاً)؛ فصناعة النشر مكلفة وخسائرها مخيفة؛ وقد قُتلت العديد من المطبوعات لتغادر النموذج الورقي إلى النموذج الالكتروني. لكن "دير شبيغل" لا تزال تواصل ورقيا واليكترونياً؛ وامتصت الفضيحة التي عاشتها والمعروفة ؛ والمتعلقة بأبرز صحافييها "كلاس غيلوتيوس"؛ فهل هناك تمويل خفي؟

**
"كلاس غيلوتيوس" هذا الذي "فاز بعدد من أبرز الجوائز الصحافية اتضح أن معظم مقالاته وقصصه لا تقل عن ستين مقالاً في النسختين المكتوبة والإلكترونية لمدة سبع سنوات منذ 2011 كانت مختلقة إما كليا أو تلاعب في أجزاء منها حيث كما اعترفت المجلة لتجاوز فضيحتها: "كتب عن أناس لم يلتقهم أبداً؛ كما وصف مشاهد لم تحدث إلا في خياله الخصب". فهل بعد ذلك هناك أكثر ما يشكك في مصداقيتها المهنوية؛ وفقدانها لمعايير الحكم على الآداء.

**
 "دير شبيغل" هذه لا تزال تتخصص في مهاجمة نظام الدولة في الإمارات والسعودية والبحرين ومصر بحجج متوهمات الديمقراطية تلبية لمقتضيات التمويل عبر شركات الضغط السياسوي بوظيفة العلاقات العامة المعروفة بجماعات الضغط في العالم الأوروبي والأمريكي. وموقفها النفعوي المستأجَر تكشفه "دراسات تحليل المضمون" لخطابها الإعلاموي حول موضوعة "حصار دول الرباعية" للنظام في قطر نتيجة دوره المنفصل عن قيم تلك المنطقة المستقرة. فهي عبر كُتَّابِها المشكوك في مصداقيتهم بتحليل المضمون يرسمون صورة بائسة لكل مسلكيات الدولة في الرباعية؛ ويلوثونها بأكاذيب لا حصر لها؛ في الوقت الذي يكتبون فيه قصائد مدحيات مقززة حول الجانب الآخر.

**

 "دير شبيغل" في إطار وظائفيتها الممولة تُروج لثوابت تأييدها للآخر في المنطقة بالترويج أنه "نجح في تطوير سياسة مستقلة تعارضت مرات عديدة مع توجهات السياسة السعودية، مع ارتباطه بشكل وثيق بحركة حماس واستضافتها رئيس الحركة خالد مشعل منذ العام 2012، وتميزه عن حلفاء آخرين للولايات المتحدة بوجود قاعدة أميركية على أراضيها تعرف بقاعدة العديد التي تضم القيادة الأميركية في المنطقة."!! ونعم ما تروج له هذه المطبوعة من مقاييس الحرية والديموقراطية و... و... إلخ من المضحكات المبكيات!!

**

"دير شبيغل" بتحريكها لقضية التأثير الاستفزازي على "يورغن هابرماس" بالاستجابة ثم رفض التكريم سياسوياً من جائزة الشيخ زايد للكتاب يعني أنها تواصل أداء دورها الوضيع المرتبط بوظائفيتها وهو ما قد يلقي الظلال على بدائل مقابل ما يمكن أن يقدم له متجاوزاً قيمة الجائزة البالغة (نحو 250 ألف دولار) والتي مُنحت له تقديراً لمشروعه الفكراني والثقافوي إن هذا يفتح المجال لسيناريوهات عديدة متخيلة قد تحقق التعويض عن ذلك التكريم المرفوض المريب منه.

**
إن تراجع "هابرماس" عن التكريم لن يوثر على "جائزة الشيخ زايد للكتاب" وصورتها؛ وإنما سيرفع من قيمتها فعلاً - كعمل ثقافي - متجاوزاً خُزعبلات المنافسين وعواءات النخبة وهناك الكثيرون الذين يستحقون التكريم بها من الشخصيات العميقة ذات التاريخ الناصع والتي لا تسقط في فخ الدعاية السياسية المتمولة؛ حتى وإن كان من نوعية "هابرماس" فيلسوفاً ومفكراً سياسوياً مشهوراً، إذ كيف لا يعرف طبيعة التطور في الأنظمة العربية ونسقها والتي توصم بصفات موجودة أيضاً ومختبئة في المجتمعات الأوروبية والأميركية نفسها؛ ولكن بصور تناسب تطورها السياسوي.

حقاً إن "يورغن هابرماس" فيلسوف سقط في الفخ السياسوي.. حين (رفض جائزة الشيخ زايد أنموذجا)!

* نقلاً عن صفحة الكاتب في فيس بوك.