الأربعاء 5 مايو 2021 / 13:31

كيري مدين للشعب الأمريكي بتفسيرين عن محادثات مع الإيرانيين

لا يزال صدى التسجيل الصوتي المسرب لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يتردد في واشنطن، خاصةً أنه أعلن أن نظيره الأسبق جون كيري كان يبلغه بالغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا.

لو لم يكن كيري يقدم مشوراته إلى الإيرانيين، لربما تمكنت إدارة ترامب من التوصل إلى اتفاق أشمل مع الشعب الإيراني

وكتب وزير الخارجية في ولاية ترامب مايك بومبيو مقال رأي في شبكة "فوكس نيوز" يعرب فيه عن قلقه من هذه الواقعة لو كانت صحيحة.

ذكر بومبيو أن إدارة أوباما انضمت إلى الاتفاق النووي الكارثي الذي كان كيري أحد مهندسيه، ضد رغبة الشعب الأمريكي، ودون مصادقة الكونغرس.

وتابع أن إدارة ترامب انسحبت بطريقة محقة من الاتفاق موقفة إرسال الأموال إلى إيران التي ساعدتها على تغذية القتل والفوضى في الشرق الأوسط، كما فرضت عقوبات قاسية محت 96% من احتياطات إيران الخارجية في سنتين وحسب.

نجحت حملة الضغط الأقصى، فانخفضت قدرة إيران على تمويل وكلائها وانخفضت نسبة العنف والإرهاب، بينما زادت المشاكل عند النظام الإيراني، دون اندلاع حرب.

وشدد بومبيو على ضرورة منع إيران المطلق من الحصول على السلاح النووي الذي سيشكل خطراً على إسرائيل، والشرق الأوسط، والولايات المتحدة، وسائر العالم.

لقد وضعها الاتفاق النووي المعيب على طريق اكتساب السلاح النووي قبل أن تدفعها حملة الضغط الأقصى بعيداً عن تلك الطريق.

عمل كيري بموازاة عمل بومبيو
كان يمكن أن يحتفل كيري بتجفيف كامل للحسابات المصرفية لأكبر راعٍ للإرهاب حول العالم، وبإبرام اتفاقات سلام بين إسرائيل وجيرانها، وعوض ذلك، عمل كيري بطريقة سرية على تقويض جهود إدارة ترامب بالاجتماع مع كبار القادة الإيرانيين في الولاية السابقة وتشجيعهم على الانتظار لما بعد انتهائها، أي إلى حين عودة مسؤولي أوباما الذين وقعوا الاتفاق، إلى السلطة.

والآن علم الأمريكيون أن هؤلاء المسؤولين أمنوا معلومات استخبارية قيمة للإيرانيين عن حليف الولايات المتحدة.

ومضى بومبيو يقول: "من المحتمل جداً أنه حين كنتُ أطلِع الرئيس ترامب على العمليات الإيرانية في سوريا، كان كيري يطلع وزير الخارجية جواد ظريف ومسؤولين إيرانيين كباراً آخرين على العمليات العسكرية هناك".

التزام بتكرار الأخطاء
يدين جون كيري للشعب الأمريكي بتفسير لما ناقشه بالتحديد مع الإيرانيين. إرث سياسات أوباما الشرق أوسطية هو الفشل.

لقد عاد إلى السلطة اليوم الأشخاص أنفسهم الذين أشرفوا على تلك السياسات مثل كيري ممثل بايدن الخاص لمكافحة التغير المناخي، ويندي شيرمان نائب وزير الخارجية، روبرت مالي ممثل بايدن للشؤون الإيرانية، وجايك سوليفان مستشار بايدن لشؤون الأمن القومي.

ويبدو أنهم ملتزمون بتكرار أخطائهم السابقة. ليست أهدافهم سلامة الشعب الأمريكي بل مواصلة مسار استرضاء إيران، إما لأنهم يريدون ببساطة عكس جميع مبادئ سياسة ترامب الخارجية، أو لأنهم لا يستطيعون الاعتراف بأن الاتفاق النووي تشوبه العيوب القاتلة وفق بومبيو.

سمات إدارتي بايدن وأوباما؟
حسب الكاتب، عبر مناقشة العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، استخدم كيري القنوات الخلفية لتقويض إسرائيل، أقرب حليف للولايات المتحدة، وربما كان هذا الهدف هو الأكثر تناسقاً في إدارة أوباما.

يدين كيري بتفسير للشعب الأمريكي هنا أيضاً عن سبب مناقشته عمليات عسكرية لحليف أمريكي مع دولة عدوة للولايات المتحدة، وراعية للإرهاب.

إن أنشطة جون كيري هي سمة من سمات إدارتي أوباما وبايدن القائمة على احتقار الأمريكيين العاديين، وعلى تجاهل الحدود الدستورية لسلطاتهم. وتتحد هذه الأنشطة ضد رغبة الشعب الأمريكي والأمن القومي الأمريكي إضافة إلى أمن حلفاء الولايات المتحدة.

توقعات خائبة
قال كيري إنه لن يكون هنالك "أبداً" سلام بين إسرائيل والشرق الأوسط قبل التوصل إلى اتفاق شامل بين إسرائيل وفلسطين.

أثبتت إدارة ترامب عبر الاتفاقات الإبراهيمي أن كلام كيري خاطئ. حذر كيري ومسؤولون آخرون من إدارة أوباما من اغتيال قاسم سليماني، حتى لا تقوم حرب مع إيران، ووصفوا فريق ترامب بمتهور وأحمق.

لم تندلع الحرب، وتخلص الفريق من أحد أبرز الإرهابيين في الشرق الأوسط، الأمر الذي أدى إلى إنقاذ حياة الأمريكيين وحلفائهم وإلى فرض ضغط خانق على إيران، دون قتال.

أضاف بومبيو أنه لو لم يكن كيري يقدم مشورته للإيرانيين، لربما تمكنت إدارة ترامب من التوصل إلى اتفاق أشمل مع الشعب الإيراني. عوض ذلك يبدو أن إدارة بايدن ستسعى للتوصل إلى اتفاق بشروط إيران، وسيكون الخاسر الشعبَ الأمريكي وحلفائه.