صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 6 مايو 2021 / 11:33

صحف عربية: الحريري يسرب اعتذاره عن الحكومة قبل زيارة لودريان

24. إعداد: شادية سرحان

في وقت اتخذت فيه زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إلى بيروت احتمالاً لخلط الأوراق حكومياً في لبنان، قالت مصادر سياسية إن تلويح رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بالاعتذار عن عدم تشكيل حكومة جديدة "وارد إلى حد كبير".

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، كشف مصادر لبنانية عن محاولات قامت بها جهات سياسية فاعلة متفهمة لموقف الحريري، لثَنيه عن الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، في حين أكدت مصادر أخرى أن الحريري ثابت على موقفه، وصامد في وجه حملات التهويل والابتزاز.

احتمالات خلط الأوراق
قبيل وصول وزير خارجية فرنسا إلى بيروت، طغى على المشهد السياسي في لبنان خيار اعتذار الحريري الذي نفت مصادر لبنانية ارتباطه بنتائج زيارة لودريان بل بسبب وصول عملية التأليف إلى حائط مسدود، خصوصاً مع ما يتردد عن تطورات إقليمية من شأنها أن تزيد الحصار على الحريري.

وفي هذا الشأن، قالت صحيفة "القبس" الكويتية، إنه "بخلاف الزيارات السابقة، اتخذت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، طابعاً مفصلياً، إذ أن كل المعطيات تشير إلى احتمال خلط الأوراق حكومياً، في ظل ترويج قيادات تيار المستقبل لاعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري كأحد الخيارات المطروحة لكسر الجمود بعد أشهر من التكليف".

وبحسب الصحيفة، رأت مصادر سياسية، أن "خيار الاعتذار لم يحسم بعد، خصوصاً أنه يلقى معارضة من مرجعيات روحية سنية ومن رؤساء الحكومات السابقين الذين نصحوا الحريري بعدم التنازل عن صلاحياته كرئيس حكومة مكلف".

وأشارت المصادر إلى ضغوط فرنسية روسية نشطت في الساعات الأخيرة لتفادي عودة الملف الحكومي إلى نقطة الصفر، لافتة إلى أن الروس والفرنسيين مقتنعون بأن باسيل والحريري يتحملان المسؤولية عن عدم تشكيل الحكومة. 

تسريب الاعتذار
ومن جهتها، قالت صحيفة "العرب"، إن مصادر سياسية لبنانية كشفت "تلويح رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بالاعتذار عن عدم تشكيل حكومة جديدة وارد إلى حد كبير".

وأوضحت أن قرار الحريري بالاعتذار مرتبط بالعراقيل التي يضعها رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل في وجه تشكيل حكومة "اختصاصيين" استناداً إلى المبادرة الفرنسية.

وذكرت المصادر السياسية اللبنانية أن الحريري لن يكتفي بالاعتذار عن عدم تشكيل حكومة، بل سيترافق اعتذاره مع خطوة أخرى سيقدم عليها، تتمثل في الاستقالة من مجلس النواب مع أفراد كتلته النيابية، مع ما يعنيه ذلك من تعطيل لمجلس النواب الحالي وفرض انتخابات نيابية جديدة أو تعطيل عمل مجلس النواب الذي ينتخب رئيس الجمهورية في الوقت ذاته.

وقالت المصادر: إن "الحريري تعمّد طرح فكرة التخلي عن التكليف بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، بهدف إعادة الأزمة الحكومية إلى نقطة الصفر، ووضع المبادرة الفرنسية أمام تعقيدات جديدة خاصة في ظل ما راج عن فتور في العلاقة بين باريس ورئيس الحكومة المكلف".

الانتحار السياسي 
وفي ذات السياق، كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، عن محاولات قامت بها جهات سياسية فاعلة متفهمة لموقف الحريري، لثَنيه عن الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، وإخراج هذه الفكرة من رأسه.

وقالت المصادر، إنها "تتفهّم إذا كان الحريري يلوّح بالاعتذار أمام "المتحاملين عليه" ليردعهم عن أي محاولة للمَس به، ولكن لا نؤيده في ذلك أن اقدم عليه، لأنّ اعتذار الحريري إن حصل، ستكون نتيجته الأولى كارثية بالمعنى السياسي على الحريري".

وأضافت أن "اعتذار الحريري يعني الانتحار السياسي، وكأنّه يستسلم لعون ويرضخ لجبران ويمنحهما ما يريدانه على طبق من ذهب، إضافة إلى آثاره الوخيمة على البلاد. وأما على المستوى الحكومي، فالاعتذار سيعقد الأمور بشكل كبير جداً، ويوقع البلد في أزمة بديل عن الحريري لتشكيل الحكومة".

رغم التحديات
وفي صحيفة "الشرق الأوسط"، أكدت  مصادر لبنانية، أن الحريري ثابت على موقفه رغم التحديات، وصامد في وجه حملات التهويل والابتزاز، ولن يتزحزح عن ثوابته التي تشكل الإطار العام لتشكيل الحكومة.

وقالت للصحيفة إن "رؤساء الحكومات السابقين يتفهمون موقفه، ويقفون إلى جانبه، ولا يرون مبرراً للتفريط بهذه الثوابت التي كان ماكرون قد أدرجها في خريطة الطريق لإنقاذ لبنان، إلا إذا كان المطلوب منه أن يطلق رصاصة الرحمة على المبادرة الفرنسية، ويوافق على تشكيل حكومة بأي ثمن".

واستنكرت المصادر أن تستثني باريس الحريري من لقاءات لودريان، وقالت "كيف يمكن التعامل مع محادثاته بصفتها خريطة طريق لإخراج تأليف الحكومة من التأزُّم الذي يحاصرها، ما دام أنه يستبعد اجتماعه بالحريري، فيما يلتقي الطرف الآخر المعني بتشكيلها؛ أي رئيس الجمهورية؟".

ورأت أن تنازل الرئيس ميشال عون عن دوره في خصوص تشكيل الحكومة، لا يُلزم الحريري بلقاء باسيل، إلا إذا تقرر التعامل معه على أنه "رئيس الظل"، وقالت إن ما قيل ويقال عن الموقف الذي سيتخذه الحريري لا يعبر عن موقفه.

وكشفت أن الحريري لم يقفل أبوابه بوجه أحد، ويمكن لباسيل أن يطلب الاجتماع به بصفته رئيس أكبر كتلة نيابية، وإنما في بيروت وليس في أي بلد آخر، وقالت إن الحريري أبلغ باريس بأنه لا مانع لديه من لقاء عون، برعاية فرنسية أو بدعوة الأطراف الرئيسية التي كان قد التقاها ماكرون خلال زيارته الثانية للبنان لاجتماع تستضيفه العاصمة الفرنسية، أو للقاء في بيروت برعاية فرنسية.

وأكدت أن باريس تسعى إلى إنقاذ مبادرتها بأي ثمن، بعد أن أوقعت نفسها في "هفوات غير مبررة"، ورأت أن لا مبرر للتسليم بشروط باسيل، ومن خلاله "حزب الله" الذي يتطلع إلى ترحيل تشكيلها لربطها بمصير المفاوضات الأمريكية - الإيرانية.
 
وأوضحت المصادر، أن استبعاد الحريري من لقاءات لودريان يؤدي إلى الإخلال بالتوازن، لاستبعاد المكون السني من المحادثات، وقالت إن "عون، وبإصرار من باسيل، كان ضد تسمية الحريري لتشكيل الحكومة، وبالتالي ما عليه إلا أن يوافق على التشكيلة التي يعرضها عليه الرئيس المكلف، ويعمل على إسقاطها في البرلمان". 

وأضافت أن "الحريري يتمسك بالمبادرة الفرنسية على قاعدة عدم المساواة بين من يسهل تشكيل الحكومة ومن يعيق ولادتها، ويعرقل الجهود الرامية إلى إنقاذ لبنان، أو من يضع لبنان المأزوم في معادلة هجينة تدفع باللبنانيين للخيار بين باسيل أو الفوضى".