الخميس 6 مايو 2021 / 11:53

فورين بوليسي: الأفغانيات فريسة لطالبان مجدداً

24-زياد الأشقر

حول المشاكل التي ستواجهها المرأة الأفغانية بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، كتب الصحافيان روبي غرامر وأديسون ميكيم في موقع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن تقويماً سرياً للإستخبارات الأمريكية تم الكشف عنه مؤخراً، رسم صورة قاتمة لمستقبل النساء في أفغانستان عقب انسحاب القوات الدولية من البلاد في وقت لاحق من العام الجاري.

استناداً إلى دراسة للأمم المتحدة عام 2019، فإن 15 في المئة فقط من الرجال الأفغان يعتقدون أنه يحق للمرأة الخروج من منزلها بعد الزواج، بينما قال ثلثا الرجال الأفغان إن المرأة "لديها الكثير من الحقوق"

ويظهر التقويم أن حقوق النساء في أفغانستان تواجه تهديدات ليس فقط من حركة "طالبان" التي باتت في موقع الهجوم، ومن الممكن أن تكون جزءاً من الحكومة الأفغانية المقبلة أو أن تبسط سيطرة صريحة، وإنما من سياسيين أفغان آخرين ومن الرأي العام.

"التقدم الذي تحقق في أفغانستان منذ انتهاء حكم طالبان على صعيد التزام المعايير الدولية في ما يتعلق بوضع النساء، لم يكن عادلاً، مما يعكس التقاليد الثقافية والنزاعات"، على ما جاء في تحذير المسؤولين الإستخباراتيين في تقويم من صفحتين للمجلس الوطني للإستخبارات حول هذه المسألة، وتم الكشف عنه الشهر الماضي بناء على إصرار العضو الديموقراطية البارزة في مجلس الشيوخ جيني شاهين. وجاء في التقويم أيضاً "إن التحسن يعزى أحياناً أكثر للضغط الخارجي وليس للدعم المحلي، مما يحمل على الإفتراض أنه سيكون معرضاً للخطر بعد انسحاب التحالف الدولي، وحتى من دون حاجة إلى بذل جهود من طالبان في هذا المجال".

تقييد حقوق النساء
ويقدم التقويم تحذيراً صريحاً لما يمكن أن يلي انسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف من أفغانستان، حتى ولو التزمت إدارة الرئيس جو بايدن وعودها بمساعدة هذا البلد في الحفاظ على التحسن الذي تحقق على صعيد حقوق المرأة على مدى عشرين عاماً. وحتى لو لم يؤدِ فراغ في السلطة إلى سيطرة أخرى لـ"طالبان" التي بدأت هجوماً خصوصاً في جنوب أفغانستان في اليومين الماضيين، فإن الزعماء المدنيين قد يقيدون على نحوٍ كبير حقوق النساء، وفق ما يخلص التقرير.

واستناداً إلى دراسة للأمم المتحدة عام 2019، فإن 15 في المئة فقط من الرجال الأفغان يعتقدون أنه يحق للمرأة الخروج من منزلها بعد الزواج، بينما قال ثلثا الرجال الأفغان إن المرأة "لديها الكثير من الحقوق".

نزاع أساسي داخل إدارة بايدن

وبات مصير النساء الأفغانيات مسألة نزاع أساسية داخل إدارة بايدن وحلفائها في الكونغرس في الوقت الذي يجري فيه التحضير للإنسحاب الكامل للقوات الأمريكية بحلول 11 سبتمبر(أيلول)، الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية التي كانت الحافز على غزو أفغانستان.

وقالت السناتورة جيني شاهين، التي ألحت على الكشف عن تقرير الإستخبارات وأدخلته إلى سجل الكونغرس، في جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في 27 أبريل (نيسان)، أن قلق الكونغرس حيال حقوق النساء في أفغانستان "يبدو أنه وقع على آذانٍ صماء" في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وخاطبت المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانسان زلماي خليل زاد خلال الجلسة قائلة: "أشعر بخيبة أمل أن أقول أن دواعي القلق لدي لم تعالج بالكامل... ندين للنساء والفتيات في الحفاظ على الحقوق التي حصلن عليها بصعوبة". ومضت قائلة :"أعتقد بأسف أن التحديد العشوائي لموعد انسحاب قواتنا من أفغانستان يعرض للخطر هذه الجهود".

وعلاوة على مشرعين أمريكيين مثل شاهين وبعض أعضاء الحكومة الأفغانية الذين يشعرون بالقلق، فإن النائبة في البرلمان الأفغاني فوزية كوفي، وهي عضو في الوفد الذي فاوض "طالبان" في الدوحة، كتبت مقالة في "فورين بوليسي" في 30 أبريل (نيسان)، تحذر فيه عن مضاعفات الإنسحاب الأمريكي المتسرع على حقوق النساء في أفغانستان.