هنود في محرقة للتخلص من جثث ضحايا كورونا (أرشيف)
هنود في محرقة للتخلص من جثث ضحايا كورونا (أرشيف)
الخميس 6 مايو 2021 / 13:16

الوفيات بكورونا في الهند مرشحة للارتفاع بأكثر من الضعف

تنطوي موجة تفشي فيروس كوورنا التي أغرقت الهند في أكبر أزمة صحية في العالم على احتمال تفاقمها في الأسابيع المقبلة، حيث تتوقع بعض الأنماط البحثية إمكانية زيادة عدد الوفيات بأكثر من الضعف عن المستويات الحالية.

وأعلنت وزارة الصحة الهندية اليوم الخميس تسجيل 3980 وفاة جديدة بالفيروس  في الساعات الـ 24 الماضية، لترتفع الحصيلة إلى 230.168 ألف، كما أعلنت الوزارة تسجيل 412.262 ألف و262 إصابة جديدة، لتتخطى الحصيلة، 21 مليون إصابة.

واستخدم فريق في المعهد الهندي للعلوم في بنغالور نموذجاً حسابياً لتوقع 404 آلاف وفاة بحلول 11 يونيو(حزيران) المقبل، إذا استمرت مؤشرات الوفيات على مستواها الحالي، وتوقع نموذج حسابي من معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن 1.018.879 مليون وفاة في نهاية يوليو(تموز) المقبل.

وقال المحللان جانيت رودريغيز ومايكل فاي كورتس في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء: "قد يكون من الصعب التنبؤ بالإصابة بفيروس كورونا، خاصة في دولة شاسعة المساحة مثل الهند، لكن التوقعات تعكس الحاجة الملحة لتكثف الهند تدابير الصحة العامة مثل إجراء اختبارات كشف الفيروس والتباعد الاجتماعي".

وأضاف المحللان "حتى لو تجنبت أسوأ التقديرات، فقد تشهد الهند أكبر حصيلة وفيات في العالم، وسجلت الولايات المتحدة حالياً أكبر حصيلة بـ 578 وفاة".

وتابع المحللان، أنه في الأسابيع الأخيرة، رسمت مشاهد على الأرض مع وجود طوابير طويلة أمام محارق الجثث، فيما رفضت المستشفيات استقبال سيارات الإسعاف، صورة دولة فاقت الأزمة قدراتها.

وانخفضت قيمة الروبية الهندية 1% هذا الربع في أسوأ أداء في آسيا، حيث أبدى مستثمرون حذراً في تعاملاتهم، وانخفض مؤشر أس أند بي بي أس إس سينسكس القياسي بنحو 2%، حيث باعت الصناديق الأجنبية بما حوالي 1.7 مليار دولار من أسهم الدولة.

وذكر المحللان أن من المحتمل أن تؤثر أي أزمة طويلة الأمد على شعبية رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وأن تؤدي أيضاً إلى إبطاء أو وقف تعافي الهند من الركود الاقتصادي، الذي شهدته في العام الماضي.

وبالنسبة لباحثي الصحة العامة، فإن مصدر القلق الرئيسي هو الندرة النسبية لاختبارات كشف فيروس كورونا، والذي يعتقد العديد من العلماء أنه يتسبب في تسجيل عدد أقل بشكل كبير للحالات.

والمقياس الرئيسي الذي يراقبه المسؤولون هو معدل إيجابية الاختبارات، وهي النسبة المئوية للذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية، ومعدل الإيجابية الإجمالي هو 20% في الهند الآن، وفي بعض أنحاء البلاد يتخطى 40%، وهذه نسبة عالية صادمة تشير إلى أن 3 أرباع حالات العدوي لا ترصد.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن أي نسبة تزيد عن 5% مرتفعة للغاية، قائلة إن على الحكومات تنفيذ تدابير التباعد الاجتماعي حتى تقل معدلات الإيجابية عن هذا المستوى لمدة أسبوعين على الأقل.

وقالت سوميا سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية في حديث لتلفزيون بلومبرغ: "رغم توسيع نطاق الاختبارات إلى حد كبير، إلا أنها لا تزال غير كافية لتغطي كل المصابين"، وأضافت "إن الأرقام رغم ارتفاعها الشديد، من المحتمل أن تكون أقل من الأعداد الحقيقية لحالات العدوى، إنه وضع كئيب".

وقال غوتام مينون أستاذ الفيزياء والبيولوجيا بجامعة اشوكا، والذي يعمل على تنميط تفشي العدوي: "هناك تقارير عن تأخير كبير في الفحوصات، وتأخر المرضى في الذهاب إلى المستشفى، بسبب الضغط على النظام الصحي".

وتعهدت الحكومة الأمريكية، في جزء من حزمة إمدادات للهند الأسبوع الماضي، بإرسال مليون جهاز اختبار سريع إلى الهند، وتطلب المدن الكبرى في الهند بالفعل من السكان وضع أقنعة، ولكن قد يصعب تطبيق مثل هذه القواعد في الأحياء الفقيرة المزدحمة والمناطق الريفية.

وفرضت عدة ولايات الإغلاق رغم مقاومة مودي لإغلاق عام، بعد أن أدى في العام الماضي إلى تأجيج أزمة إنسانية، مع فرار العمال المهاجرين من المدن سيراً على الأقدام، وفي بعض الحالات حملوا الفيروس معهم.

وقدر المعهد الهندي للعلوم أنه بإغلاق لمدة 15 يوماً، يمكن خفض الوفيات إلى 300 ألف، وإلى 285 ألف مع الإغلاق لمدة 30 يوماً.

ويقدر معهد القياسات الصحية والتقييم عدد وفيات أقل يبلغ نحو 940 ألف بنهاية يوليو(تموز) المقبل مع وضع قناع واق شامل.

ويقول خبراء الصحة العامة إن اللقاحات ستكون الطريقة الأكثر نجاحاً للقضاء على المخاطر، رغم أن تحقيق ذلك سيستغرق وقتاً.

وقال كيم مولهولاند، وهو طبيب أطفال أسترالي ورئيس مجموعة العدوى والمناعة في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في ملبورن: "اللقاحات ناجعة، النقطة الرئيسية هي أنهم لا يقدرون على توفيرها".

وقال مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، ومستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن: "في نهاية المطاف ستنخفض الحالات، إنها مسألة وقت".

وأضاف أن العلماء لا يزالون لا يمفهمون جيداً سبب ظهور كورونا المستجد، بتغييرات مفاجئة وأفعوانية، وتابع أوسترهولم، أن الفيروس "سيحرق نفسه في نهاية المطاف بين السكان، في غضون فترة تتراوح من عدة أسابيع إلى شهر ونصف، سترى الذروة تنخفض، ومن المحتمل أن تنخفض بسرعة".