صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 7 مايو 2021 / 11:46

صحف عربية: لبنان يتدحرج بسرعة نحو الهاوية رغم زيارة لودريان

استمرت الطبقة السياسية اللبنانية في تعنتها بعرقلة الجهود والضغوط لتشكيل حكومة جديدة، تضع حداً للتدهور، تزامناً مع تقارير أمنية واقتصادية تؤكد نفاد احتياطيات المصرف المركزي بالعملات الأجنبية المخصصة لدعم بعض السلع في مايو (أيار) الجاري.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس بيروت أن بلاده تدعم الشعب اللبناني، لكنها ضاقت ذرعاً بالنخبة السياسية التي تقاعست عن الالتزام بتعهداتها.

قبل الانهيار
في موقع "اندبندنت عربية" نقلت سوسن مهنا أن أزمة لبنان المعيشية تتجه إلى مزيد من التعقيد، بعد تأكيد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أن احتياطيات المصرف المركزي بالعملات الأجنبية المخصصة لدعم بعض السلع ستنفد في أواخر مايو (أيار)، وبالتوازي رصدت تقارير أمنية ارتفاع معدل شراء الأسلحة الفردية، وارتفاع إقبال العائلات اللبنانية على اقتنائها، بعدما زادت في الفترة الماضية جرائم النهب والسرقة.

وفي هذا الوضع المتراجع تذكر مهنا، بإعلان نقيب الصيادلة غسان الأمين، الذي قال: "في غضون أسابيع ستصبح أدوية مهمة بيد 5% من الشعب اللبناني فقط وسيرتفع سعرها 10 أضعاف". 

رسالة فرنسية
قالت "الجريدة" الكويتية، إن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان أمس لم تسفر عن نتائج ملموسة. وكانت الخطوة تعبيراً عن نوع من استخدام "الطلقة" الفرنسية الأخيرة لإنجاح المبادرة، لكن فرنسا تعلم أن الملف اللبناني عصي على الحل في هذه المرحلة، لذلك أصر لودريان على عقد لقاءات مع مجموعات معارضة من المجتمع المدني، أطلق عليها اسم "قوى التغيير السياسي"، أو القوى السياسية البديلة، في رسالة واضحة أرادت باريس إيصالها إلى الطبقة السياسية اللبنانية بأنها لم تعد تعوّل عليها.

وأكدت الصحيفة، أن التغير الكبير في المسار الفرنسي الذي كان منذ إطلاق المبادرة الفرنسية يسعى إلى إعادة إنتاج وتعويم الطبقة السياسية ذاتها بناءً على تسوية، وبعد فشل المحاولة أصبح لا بد من التعاطي مع القوى الأخرى، في الوقت الذي تستعد فيه الدوائر الفرنسية لتنفيذ سياسة العقوبات ضد شخصيات سياسية وأخرى متهمة بالفساد.

ووفق مصادر فرنسية ستطال العقوبات شخصيات لبنانية محسوبة على القوى السياسية، ومتهمة بالفساد، في ملفات الكهرباء والمقاولات وغيرها، وستوسع اللائحة بعد فشل زيارة لودريان إلى بيروت، في ظل  محاولات الرئيس ميشال عون وفريقه وصهره جبران باسيل، لدفع سعد الحريري إلى الاعتذار عن تشكيل الحكومة المقبلة، ولكن مصادر قريبة من الحريري، تؤكد للصحيفة أنه باق على موقفه ولن يتنازل أو يتراجع أو يعتذر. 

دعم للحريري
قالت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، إن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس الخميس، لم تسفر عن أي نتائج ملموسة، رغم المحاولات والجهود المبذولة، إذ "لا يبدو أن هناك إمكانية لتسجيل أي خرق، طالما أن كل القوى لا تزال على مواقفها. وبحسب ما تكشف المعلومات، فإن سعد الحريري تلقى نصائح خارجية واتصالات طالبته بتجنب الاعتذار أو التنازل عن التكليف بتشكيل الحكومة.

ومن جهة ثانية قالت الصحيفة، إن الساعات الماضية شهدت اتصالات بين سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بهدف تنسيق المواقف، دعماً للحريري في مواجهة رئيس الجمهورية وباسيل.

وتؤكد المعلومات أن بري أرسل رسالة إلى حزب الله أنه إذا أراد الحزب الاستمرار في دعم باسيل وسياسته، فهو مضطر للذهاب مع الحريري والمردة إلى المعارضة، إضافة إلى حوالي 20 نائباً مسيحياً من الذين صوتوا للحريري، ما يعني فقدان نصاب مجلس النواب في مواجهة أي حكومة يسعى باسيل وعون إلى تشكيلها.

إشارة إيجابية
من جهتها، قالت مصادر مطلعة لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان "لم يتحدث في ملف الحكومة تفصيلياً ولم يأت لهذه المهمة إنما تحدث عن المبادرة الفرنسية بشكل عام".

وذكّر لودريان السياسيين بتنكرهم لما تعهدوا به خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون في سبتمبر (أيلول) الماضي، والإجراءات التي ستتخذها بلاده نتيجة الوضع القائم في لبنان إضافة إلى متابعة المشاريع الاجتماعية والتربوية التي ترعاها فرنسا مع المجتمع الأهلي والمنظمات غير الحكومية.

وكشفت المصادر أن لودريان شدد في معرض حديثه عن الإجراءات على أن باريس لن تبادر إلى اتخاذها منفردة، وإنما بالتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وقالت إن البيان الإعلامي الذي صدر عن رئاسة الجمهورية لا يعكس إلى حد كبير الأمور التي نوقشت بين لودريان وعون، بمقدار ما يتعلق بما قاله الأخير في اللقاء.

وأضاف الصحيفة، أن تحول لودريان إلى بيروت كان هدفه "توجيه رسائل نارية للطبقة السياسية بأن التدابير والإجراءات التي سبق له أن أعلنها ليست للتهويل، وإنما سترى النور في وقت قريب، وأن مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة تقع على عاتقها بعد أن أقفل من يلتحق بهذه الطبقة الأبواب أمام الجهود الفرنسية لإزالة العقبات التي تعيق تشكيلها مع أنها تبقى ثانوية ولا مبرر لها، ما دام لبنان يتدحرج بسرعة نحو السقوط النهائي".