الأحد 9 مايو 2021 / 12:35

صحف عربية: ما هي فرص وتحديات التطبيع التركي الإيراني مع العرب

يشير العديد من المراقبين إلى أن ساحة الشرق الأوسط تشهد مرحلة جديدة من إعادة رسم العلاقات بين القوى في المنطقة، إلا أن تصريحات المسؤلين قد تبدو وكأنها خطوات ناقصة، كونها غير مقرونة بأفعال جديّة يمكن أن تنقل المنطقة فعلاً إلى وضع جديد تنخفض فيه حدة التوترات.


ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن مبادرة الرئيس التركي بالتقرب من الدولة المصرية لا تزال محفوفة بالمخاطر، كونها غير واضحة المعالم، حيث إنها تحاول إصلاح العلاقة مع الدول العربية من جهة، بينها تستمر بإفسادها من جهة أخرى، وينطبق الأمر نفسه على رسائل النظام الإيراني عن الحوار، بينما تعبث أذرعه بأمن المنطقة.

سياسات ملموسة مطلوبة
رأى سليمان جودة في صحيفة "الخليج"أن الاستدارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الفترة الأخيرة من خلال التقرب من مصر والطلب بعودة العلاقات إلى طبيعتها، كان مطلوب منها أن تطبق ما نادت به الحكومة في القاهرة عبر القول إنها تريد أفعالاً لا أقوالاً وأنها تريد سياسات ملموسة.

واعتبر جودة أنه في يوم اللقاء بين الوفدين التركي والمصري، أجرت أنقرة لقاءاً مماثلاً في ليبيا ، ومن ثم احتجت الحكومة العراقية على التدخلات التركية في البلاد، وبالتالي فما يمكن استنتاجه هو أن التحركات التركية في المنطقة أقل ما يوصف به أنها غير مريحة، وبالتالي من الواضح أن تركيا لا يزال أمامها الكثير الذي سيكون عليها أن تقدمه لإثبات حُسن النية في ما تقوله.

لا أمان
ومن جهتها، اعتبرت بثينة خليفة قاسم في صحيفة "البلاد" البحرينية أن حالة من التخبط وعدم التوازن أصبحت تسود جماعة الإخوان الإرهابية بسبب الضربات التي تلقتها وجعلت من قياداتها تدير ظهرها على ما يبدو لأردوغان بعد أن اختار الأخير أن يستعيد علاقاته مع مصر والسعودية بدلاً من استضافة جماعة لم تجلب له سوى الخسارة وجعلته يقطع أواصر المودة مع أكبر دولتين عربيتين بلا أي عائد.

فقد قام وفد من الجماعة بزيارة إلى حزب السعادة التركي، وهو حزب المعارضة التركي الرئيسي الذي يسعى إلى أخذ السلطة من أردوغان، بعد أيام قليلة من قيام تركيا بمنع قنوات تلك الجماعة. وعليه لا يمكن أن يكون ذلك صدفة ولا يمكن أن يكون اللقاء للمجاملة أو تناول القهوة في هذا التوقيت، لكن هذا هو نهج الجماعة في تبرير الشيء ونقيضه تحت شعار فقه الضرورات الذي تتبعه.

هل تصدق إيران هذه المرة ؟
وفي إطار آخر، أشار حمود أبوطالب في صحيفة "عكاظ" السعودية أن الاتجاه السعودي بإجراء مباحثات مع إيران تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة على الرغم من كل ما واجهته المملكة من إساءات وأضرار وإشعال حرائق كثيرة في محيطها، وإفساد علاقاتها مع دول الجوار العربي نتيجة تدخلاتها من خلال المليشيات التي ترعاها، كما أنها اعتادت النكث بوعودها كلما لاحت بادرة لتحسين العلاقات معها، واستمرت في نهجها العدائي وممارساتها التخريبية وإصرارها المسعور للتدخل في شؤون الآخرين، هذا السلوك السلبي المستمر هو ما يدفع للتشكيك في حسن نواياها وصدق رغبتها في أن تكون جاراً جيداً.

وفي كل الأحوال، فإن المملكة ترجو دائماً الخير والسلام للشعب الإيراني، وتسعى إلى علاقات مشتركة تقوم على الاحترام والإيجابية وعدم التجاوزات، فهل تصغي إيران إلى صوت العقل هذه المرة؟

المنطق اللبناني
أما خيرالله خيرالله فاعتبر في صحيفة "الراي" الكويتية أن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان واجه طريق مسدوداً في لبنان. يعود ذلك لسببين على الأقلّ أولّهما أن ميشال عون رئيس للجمهورية فيما السبب الآخر أن "حزب الله" الذي ليس سوى لواء في "الحرس الثوري" الإيراني يهيمن على لبنان المعزول عربيّاً ودوليّاً.
ويرى الكاتب أن الرئيس عون لا يريد من الحديث مع لودريان سوى إنقاذ المستقبل السياسي لجبران باسيل وكأنّ لبنان تحوّل الى إحدى الجمهوريات التي تتحكّم بها عائلة واحدة وانّ من الطبيعي أن يكون جبران باسيل رئيس الجمهورية المقبل.

عاد لودريان إلى باريس مثلما جاء منها. عاد في ظلّ موازين القوى للقوى قائمة في المنطقة. عاد في وقت ستستمر فيه حال الانهيار في لبنان الذي يحتاج الى تغيير جذري على الصعيد الإقليمي كي تبدأ عمليّة إعادة صياغته على أسس جديدة لا علاقة لها بتلك الأسس التي قام عليها منذ الاستقلال في العام 1943.