طلاب يشتبكون مع قوات الأمن أمام جامعة البوسفور (أرشيف)
طلاب يشتبكون مع قوات الأمن أمام جامعة البوسفور (أرشيف)
الإثنين 10 مايو 2021 / 16:05

نظام أردوغان يتخوّف من ثورة شعبية يقودها الطلبة

أكدت مصادر فرنسية أنّ أجهزة الاستخبارات التركية، لا زالت تُكثّف منذ أشهر رصد كافة تحركات الطلبة الجامعيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان في عموم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في البلاد، وذلك خوفاً من قيادة الطلبة الأتراك حراكاً شعبياً واسعاً ضدّ النظام التركي، قد يتحول إلى ثورة شاملة يُشارك بها باقي فئات الشعب خاصة في ظلّ الأزمة المعيشية المُتفاقمة التي يُعاني منها الأتراك منذ نحو 3 أعوام، وهو ما ساهم في تراجع نسبة التأييد للرئيس رجب طيب أردوغان على نحو غير مسبوق.

أكدت مصادر فرنسية أنّ أجهزة الاستخبارات التركية، لا زالت تُكثّف منذ أشهر رصد كافة تحركات الطلبة الجامعيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان في عموم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في البلاد، وذلك خوفاً من قيادة الطلاب الأتراك حراكاً شعبياً واسعاً ضدّ النظام التركي، قد يتحول إلى ثورة شاملة يُشارك بها باقي فئات الشعب خاصة في ظلّ الأزمة المعيشية المُتفاقمة التي يُعاني منها الأتراك منذ نحو 3 أعوام، وهو ما ساهم في تراجع نسبة التأييد للرئيس رجب طيب أردوغان على نحو غير مسبوق.

وتوقفت تلك المصادر، عند مسح حديث أجرته في أبريل شركة ميتروبول التركية لاستطلاعات الرأي، كشف أنّ حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المُعارضة التركية، هو اليوم الأكثر شعبية بين الناخبين في البلاد، وذلك للمرّة الأولى منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية الإسلامي للحُكم قبل نحو 20 عاماً.

مجلة "لوبص" الفرنسية، نقلت عن شهادات سرّية لطالبات في جامعة بوغازيتشي بإسطنبول، أعرق الجامعات التركية، والتي شهدت حركة احتجاجات واسعة مطلع العام، أنّ غالبية الطلبة في الجامعة باتوا مُلاحقين من قبل القضاء التركي، فيما البقية قابعين داخل السجون بتهم الإرهاب وإثارة الفتنة ونشر الأخبار الكاذبة وإهانة الرئيس، بينما الإعلام التركي الرسمي، المؤيد لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، لا يتحدث عن هذه المعلومات نهائياً. وترى تلك المصادر، أنّ ذلك يهدف إلى تعزيز مناخ الخوف، ودفع مُناهضي سياسات الرئيس إلى الانكفاء، ووأد أيّ محاولات للإطاحة بالنظام الحاكم.
وعلى الرغم من الحظر المفروض حالياً في عموم البلاد إثر تفشّي وباء كورونا بشدّة، إلا أنّ رجال الأمن الأتراك لا زالوا يُحاصرون المناطق القريبة من الجامعات، وهم يتخفون بزيّ مدني بهدف سهولة القيام بأعمال التجسس والاعتقال الفوري، حيث يقومون بمنع تواصل الطلاب مع وسائل الإعلام الدولية التي تسعى بصعوبة للحصول على معلومات منهم تكشف حقيقة ما يدور. وقد تحوّل مُحيط جامعة بوغازيتشي بشكل خاص إلى ساحة حرب ضدّ الطلاب الذين يُعارضون سياسات أردوغان.

ورفض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس تعيين أردوغان في يناير لمليح بولو، العضو في الحزب الحاكم، رئيساً لجامعة البوسفور (بوغازيتشي) وطالبوا باستقالته، فيما يتمسك الرئيس التركي بقراره غير عابئ بالانتقادات والدعوات الدولية التي تطالبه بالتوقف عن قمع الحريات وانتهاك حقوق الطلبة.
وأعرب طلبة أتراك للمجلة الفرنسية عن تخوّفهم من تحوّل بلادهم إلى جمهورية إسلامية، على نمط الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واصفين أردوغان بالسلطان الجديد الذي يجهد لتعزيز التعليم الديني في البلاد، ويعمل بشدّة على قمع الصحفيين ويفصل الموظفين الحكوميين عن العمل ويسجن رموز المُعارضة والقضاة النزيهين.

ووجد استطلاع حديث أنّ 62.5% من الطلاب الأتراك باتوا يرغبون في مغادرة البلاد، بما في ذلك 47% من مؤيدي حزب العدالة والتنمية، و69% من مؤيدي حليفه في الحُكم حزب الحركة القومية المُتطرف.

يُذكر أيضاً أنّ حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، تتجه نحو الفصل بين الجنسين في الجامعات التركية، فيما بدأت أنقرة العام الماضي العمل لتأسيس أول جامعة نسائية في البلاد، بعد مُطالبة الرئيس التركي بذلك. ويعمل أردوغان على تغيير الهوية العلمانية للبلاد وفرض نظرته الإسلامية المتشدّدة، وهذا ما يكمن وراء خططه للفصل بين الجنسين في الجامعات التركية. وتؤكد تقارير التنمية البشرية الدولية أنّ أردوغان، وعبر تحويل النظام التعليمي في البلاد إلى ديني مُتشدّد، تسبب في انخفاض المستوى التعليمي العلمي للطلبة الأتراك.