الإثنين 10 مايو 2021 / 17:43

الحراك العراقي.. نشطاء يتحدون "كواتم" الميليشيات الإيرانية

لم يترك المحتجون العراقيون أن يمر مقتل رفيقهم الناشط إيهاب الوزني الذي اغتيل بمسدس كام للصوت، من دون رد فعل، فأخذوا تحركهم هذه المرة إلى ما اعتبروه "المكان الصحيح"، أي محاصرة القنصلية الإيرانية في كربلاء، للدلالة على دور الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني باغتياله.

اغتيال الوزني أثار بالبداية احتجاجات في كربلاء، حيث أغلق المتظاهرون الطرق والجسور بإطارات مشتعلة.
ودفن الناشط الوزني محافظة النجف المجاورة، ليعود المشاركون بالجنازة إلى كربلاء عقب الانتهاء من التشييع تجمع عشرات المتظاهرين، خارج القنصلية الإيرانية، وأحرقوا الإطارات أمام المبنى وأشعلوا النار في عدة مقطورات كانت متوقفة في الخارج.

ويتهم الناشطون عناصر الميليشيات المرتبطين بالحرس الثوري باغتيال الوزني، إضافة إلى العشرات غيره من الناشطين، المشاركين بالتحركات.

محاصرة المبنى والحرائق، دفعت "عمليات كربلاء" إلى التحرك سريعا، وتطويق القنصلية لمنع دخول المحتجين إليها، وفق ما أكد قائد عمليات كربلاء اللواء الركن علي الهاشمي.

وكان رئيس الحراك الشعبي في كربلاء، إيهاب الوزني نجا سابقا من محاولة اغتيال خلال الاحتجاجات، ولكن ليل السبت لاحقته مجموعة الاغتيال إلى منزله، لتنفذ عمليتها بهدوء.

وقال صديق مقرب للوزني كان يرافقه قبل لحظات من اغتياله، إنهم تفرقوا في وقت متأخر من الليل، وتوجه إيهاب الوزني إلى سيارته منطلقا نحو منزله وسط المدينة، وذكر أنه كانت توجد جماعة تستقل دراجات نارية تنتظره عند المنزل وأثناء وصوله ومحاولته ركن السيارة قام أحدهم بإطلاق النار عليه من مسدس كاتم للصوت وأرداه قتيلا في الحال .

وأعلنت خلية الإعلام الأمني، أن شرطة محافظة كربلاء استنفرت كل جهودها، بحثا عن "العناصر الإرهابية" التي نفذت الهجوم في شارع الحداد وسط كربلاء، ولكن كالعادة، لم تتوصل التحقيقات بالاغتيالات إلى أحد من المجرمين، وخصوصا قبل أشهر حين اغتيل هشام الهاشمي، أحد أبرز المقربين من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

أما وزارة الخارجية الإيرانية فأدانت الهجوم على قنصليتها في كربلاء، وقال المتحدث باسم الوزارة، سعيد خطيب زاده، للصحفيين إن إيران سلمت "خطاب احتجاج" إلى السفارة العراقية في طهران، ولكنه لم يذكر أي شيء عن اغتيال الناشط الوزني.

وبالعادة يتهم الناشطون، جماعات مرتبطة بإيران بتنفيذ عمليات الاغتيال التي تستهدف زملائهم في العراق، خاصة وأن التحقيقات الحكومية بشأن هذه الحوادث عادة ما تقيد ضد مجهول.
أما بالنسبة لحريق القنصلية في كربلاء، فظهرت مشاهد مماثلة في نوفمبر 2019 خلال الاحتجاجات في بغداد ومحافظات العراق ذات الأغلبية الشيعية في الجنوب.