الثلاثاء 11 مايو 2021 / 13:30

المونيتور: ليبيا عقبة رئيسية أمام تقارب مصري تركي

عقدت مصر وتركيا أول لقاء بينهما منذ ثمان سنوات، إلا أن الباحث متين غوركان قال في موقع "المونيتور" إن أنقرة لم تظهر أي تراجع في ليبيا، علماً أن محاولتها للمصالحة مع القاهرة تبقى رهن توصل الخصمين الإقليميين إلى أرضية مشتركة في النزاع الليبي.

لا يزال ضباط الجيش التركي الذين شاركوا في برامج التدريب والتجهيز والمهام الاستشارية العسكرية منتشرين في الواطية

وأجريت محادثات 5 و 6 مايو(أيار) في القاهرة، برئاسة نائبي وزيري خارجية البلدين، بعد وقت قصير نسبياً من بداية تركيا التعبير علناً عن رغبتها في المصالحة في مارس(آذار)، وهو ما يدل على أن القاهرة أيضاً حريصة على كسر الجليد في العلاقات الثنائية.

وكانت وسائل الإعلام التركية الموالية للحكومة هادئة إلى حد ما في تغطيتها للاجتماع، كما لو كانت تجهد لتغيير النغمة بعد سنوات من حملاتها على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ 2013.

وترفض القاهرة وجود القوات العسكرية التركية ومرتزقتها في ليبيا، لكن غوركان، يرى أنها تدرك أنها في حاجة إلى بعض التفاهم مع أنقرة لتحقيق استقرار دائم في جارتها الغربية.

وركز الجانبان على التوصل إلى تسوية في ليبيا حيث حاولا قياس الخطوط الحمر المتبادلة في الفترة التي تسبق الانتخابات المقررة في ديسمبر (كانون الأول).

شرق المتوسط

وفي شرق المتوسط، انضمت مصر إلى اليونان، والقبارصة اليونانيين، وإسرائيل، وأي تفاهم مع تركيا سيتطلب منها إيجاد طريقة لا تنفر شركاءها.

وكانت تركيا معزولة إلى حد كبير في التنافس على التنقيب عن الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو محرك رئيسي لتدخلها العسكري في ليبيا الذي أعقب توقيعها اتفاقيتين مهمتين مع حكومة طرابلس السابقة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2019، واحدة حددت المناطق البحرية بين البلدين والأخرى التعاون العسكري.

أما عن الإخوان المسلمين، فإن القاهرة ترى في دعم أنقرة للحركة، بما في ذلك اللجوء الذي قدمته إلى أعضاء الإخوان الفارين من مصر، تدخلاً في شؤونها الداخلية.

ويقول غوركين إن القاهرة قد لا تستطيع حمل أنقرة على قطع دعمها للحركة بضربة واحدة، لكنها تعتقد أن في إمكانها تعطيل جماعة الإخوان المنفيين الذين لا يزالون حريصين على التأثير على السياسة الداخلية في مصر.

وفي مارس (آذار)، ضغطت أنقرة على القنوات التلفزيونية التي تبث من إسطنبول والمرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين لتخفيف انتقاداتها للحكومة المصرية. ولكن السؤال يبقى مدى قبول تركيا بتسليم القاهرة أعضاء الجماعة المدانين.

أرضية مشتركة في ليبيا
ويرى غوركين أن الصراع الليبي والجغرافيا السياسية ذات الصلة في شرق البحر المتوسط تشكل عقبات أمام المصالحة، أكبر من قضية "الإخوان" والخلافات الأيديولوجية بين أنقرة والقاهرة.

ومن السابق لأوانه القول إذا كان بإمكان أنقرة والقاهرة إيجاد أرضية مشتركة في ليبيا، لكن المرجح أن  وجود المرتزقة السوريين الذين جلبتهم تركيا،الاختبار الأول لقدرة الجانبين على التسوية.

المرتزقة
وينقل "المونيتور" عن مصادر تركية مطلعة أن عدد المقاتلين السوريين، الأعضاء في فصائل الجيش السوري الحر، الذين دعموا تركيا في حملاتها العسكرية في سوريا، لا يقل عن 2000 مقاتل ويتمركزون حالياً في قاعدة عسكرية بين طرابلس، ومصراتة.

وقالت المصادر إن حوالي 700 مقاتل سوري أعيدوا إلى سوريا في أبريل(نيسان)، وأخطر البقية ببقائهم في ليبيا 5 أشهر أخرى على الأقل، وسيستمر تدريبهم في قاعدتهم الحالية.

في غضون ذلك، لا يزال ضباط الجيش التركي الذين شاركوا في برامج التدريب والتجهيز والمهام الاستشارية العسكرية منتشرين في الوطية، أكبر قاعدة جوية في غرب ليبيا، وفي ميناء طرابلس العسكري، وفي قاعدة الخمس البحرية شرق ليبيا،  وثكنة زوارة غرب العاصمة، وفي قواعد بمصراتة والأكاديميات العسكرية في طرابلس، ومصراتة.

ونشط مئات الجنود الأتراك الآخرون على الأرض في طرابلس ومصراتة، وشاركوا في مهام مختلفة مثل القيادة، والسيطرة، والاتصالات، والاستخبارات، والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية وإزالة الألغام.