أسلحة وذخيرة صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب في طريقها إلى اليمن من إيران (أرشيف)
أسلحة وذخيرة صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب في طريقها إلى اليمن من إيران (أرشيف)
الثلاثاء 11 مايو 2021 / 12:34

مصادرة أمريكا لشحنة الأسلحة لا تعني الحزم ضد الحوثيين وإيران

عبدالمنعم ابراهيم - أخبار الخليج

موقف الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن المهادن لإيران في المنطقة هو الذي يشجع أذرع إيران ومليشياتها العسكرية في العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان على زيادة حدة هجماتها في كل هذه الدول العربية، وتبدو الصورة أكثر وضوحا في العراق، واليمن، حيث زاد عدد الهجمات الصاروخية التي تقوم بها المليشيات الموالية لإيران ضد المطارات العراقية والقواعد العسكرية التي توجد فيها قوات أمريكية وقوات أجنبية للتحالف الدولي ضد الإرهاب.

ولا تقوم الإدارة الأمريكية بأي خطوة عسكرية رادعة ضد هذه المليشيات الطائفية الموالية لإيران، وتكتفي بالطلب من حكومة الكاظمي ضبط مسألة الانفلات الأمني لهذه المليشيات الإيرانية.

مثال آخر، ما يحدث حاليا في اليمن من تصعيد عسكري واسع يقوم به الانقلابيون الحوثيون وهجمات صاروخية وأخرى عبر طائرات مسيرة وألغام بحرية وبرية ضد المدن والمطارات والمنشآت النفطية في السعودية، وما كان ذلك ليحدث لولا شعور الحوثيين بوجود "ضوء أخضر" أمريكي لهم بالتصعيد العسكري ضد السعودية، وتكتفي واشنطن بإطلاق التصريحات "المنددة" بالسلوك الحوثي ضد السعودية! دون أن تفعل شيئاً يُذكر على الأرض لردع إيران والحوثيين!

هناك مثال حي يعزز الموقف الأمريكي بعدم التصعيد ضد إيران حدث مؤخراً، فقد قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية إن تحقيقا أولياًً للبحرية كشف أن سفينة الأسلحة التي تمت مصادرتها مؤخراً في بحر العرب جاءت من إيران، وأن الأسلحة المضبوطة تشبه تلك الخاصة بشحنات أخرى تم اعتراضها، وكانت في طريقها إلى الحوثيين باليمن، وشحنة الأسلحة الأخيرة تضم آلاف الأسلحة الهجومية والمدافع الآلية، وبنادق القنص، كما ضمت عشرات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات الروسية الصنع، وآلافًاً من بنادق "تايب 56" الصينية الهجومية، ومئات من مدافع "بي. كي. ام" الرشاشة، ومنصات إطلاق قذائف صاروخية، كما ضمت الشحنة أيضاً أدوات رؤية متقدمة، وأن الشحنة في حوزة السلطات الأمريكية حالياً.

هذا ما خلص إليه التصريح العسكري من وزارة الدفاع الأمريكية، لكن لم يصدر من الجانب السياسي سواء الخارجية أو البيت الأبيض أي تصريح يندد أو يهاجم إيران لضلوعها في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، رغم وجود حظر على إرسال الأسلحة إليهم بقرار من الأمم المتحدة.

وما يزيد الأمر ريبة حول التقاعس الأمريكي في إجراءات ردعها العسكري لإيران تأكيد بيان وزارة الدفاع الأمريكية بالقول: "بعد مصادرة كل الشحنة غير القانونية، جرت مراجعة المركب وصلاحيته للإبحار، وتم تزويد الطاقم بالأغذية والمياه بعد استجوابه قبل أن يتم الإفراج عنه"!

باختصار، أمريكا لا تريد مواجهة عسكرية ضد إيران، بل وتغض الطرف عن تطبيق العقوبات الاقتصادية التي اتخذها ترامب سابقاً ضد إيران، فقد كان ترامب يصادر سفن النفط الإيرانية العابرة للمحيطات عند تزويدها فنزويلا بالنفط مقابل الذهب، أما حالياً فإن السفن الإيرانية تقوم بذلك في وضح النهار من دون أن يصادرها بايدن!

هذه المواقف الأمريكية المتسامحة مع إيران هي التي تدفع طهران إلى التنمر والاستفزاز وزيادة هجماتها العسكرية عبر أذرعها في العراق واليمن، ما يؤكد أن واشنطن لن تفعل شيئاً إزاء تدخلات إيران المزعزعة للأمن والاستقرار في دول المنطقة حين تبرم صفقتها الجديدة مع إيران بعد محادثات فيينا، وسوف تكتفي أمريكا بالشق النووي في الاتفاق، ولن تكترث لما تفعله إيران في الوطن العربي، ودعمها للإرهاب في المنطقة، فقد سبق للإدارة الأمريكية أن خذلت حلفاءها الأكراد في سوريا، وكذلك خذلت حليفها حكومة كابول في أفغانستان، وتركته يتوجع بقنابل ومتفجرات طالبان! فماذا نتوقع من أمريكا هنا في المنطقة العربية؟.. سوف تترك إيران تعبث بما تشاء، وتسرح وتمرح كيفما تشاء!