الثلاثاء 11 مايو 2021 / 20:28

"عصا" الخزانة الأمريكية و"الجزرة" التي أكلها حزب الله

لم تكد تمر ساعات على التهديد بعقوبات أوروبية على السياسيين اللبنانيين، بسبب عرقلتهم تشكيل حكومة متخصصة تكافح الفساد وتوقف الانهيار، حتى أصدرت الخزانة الأمريكية ما وصف بـ"صفعة" عقوبات على مسؤولين ماليين في ميليشيات حزب الله.

واللافت أن العقوبات على الميليشيات استهدفت سبعة أفراد منهم من يعملون في "مؤسسة القرض الحسن" أو هم على صلة بعمليات تبييض الأموال التابعة لهذه المؤسسة.

ويدير شبكة حزب الله المالية المدعو إبراهيم علي ضاهر، بمنصب رئيس الوحدة المالية المركزية للميليشيات، وهو يشرف على الميزانية والإنفاق العام لـ"الحزب"، بما في ذلك تمويل العمليات الإرهابية والاغتيالات السياسية التي قامت بها الجماعة طوال عقود ومنها عمليات اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري وغيره من سياسيين وصولا إلى اغتيال السياسي والمفكر لقمان سليم قبل ثلاثة أشهر.

وتتهم "الخزانة الأمريكية" الأفراد الستة الآخرون غطاء الحسابات الشخصية في بعض البنوك اللبنانية، للتهرب من العقوبات التي تستهدف "القرض الحسن" وتحويل ما يقرب من نصف مليار دولار أمريكي نيابة عن هذه المؤسسة التي انكشفت قبل فترة كافة ملفاتها التي أظهرت مئات آلاف الحسابات المالية التي تعمل من خارج النظام المالي، وتساهم بتمويل الميليشيات.

ويواصل حزب الله إساءة استخدام القطاع المالي اللبناني واستنزاف الموارد المالية في وقت يعيش اللبنانيين مرحلة عصيبة اقتصاديا وأمنيا، وهو ما وصفته "الخزانة" بعدم الاكتراث بالاستقرار المالي والشفافية والمساءلة في لبنان.
بالمقابل وتناغما مع مواقف الإدارة الأميركية كان الاتحاد الأوروبي يصف العقوبات التي يحضر لها لمواجهة فساد السياسيين اللبنانيين بـ"سياسة العصا والجزرة". خطوة تأتي بعدما لوّح وزير الخارجية الفرنسي بفرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين عن المراوحة السياسية، بهدف تجنّب "انتحار جماعي".

ونبهت "الخزانة" إلى أن "القرض الحسن" تنقل الأموال بشكل غير مشروع من خلال حسابات وهمية وميسرين، وتقدم خدمات مصرفية لدعم حزب الله، من خلال ادخار العملة الصعبة، ما يسمح للميليشيات ببناء قاعدة دعم خاصة بها وتقويض استقرار الدولة اللبنانية.

ويقوم "القرض الحسن" باستلام عملية تهريب وتبييض الأموال من الخارج، وضاهر يقوم بإدارة ومراجعة ميزانيات جميع وحدات الميليشيات وتنسيق المدفوعات المالية لأعضائها، ويعمل معه عشرات العناصر.

أما المدرجين الستة على لائحة العقوبات الأمريكية، فهم، أحمد محمد يزبك، وعباس حسن غريب، ووحيد محمود سبيتي، ومصطفى حبيب حرب وعزت يوسف عكر وحسن شحادة. حيث يحتفظ يزبك وغريب وحرب وعكر وعثمان بحسابات مصرفية مشتركة في البنوك اللبنانية سمحت لهم بتحويل أكثر من 500 مليون دولار ضمن النظام المالي الرسمي على مدى العقد الماضي.