مناورات إيرانية.(أرشيف)
مناورات إيرانية.(أرشيف)
الأربعاء 12 مايو 2021 / 13:14

هل إيران قادرة على شن حربٍ برية على إسرائيل؟

24-زياد الأشقر

ذكر الكاتب كريس أوسبورن في موقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكي، أن إيران تهدد بانتظام بالتدمير الكامل لإسرائيل، لكن السؤال هو ماذا تستطيع فعله حيال هذا الأمر؟ وبصرف النظر عن المخاطرة بنوع من هجوم نووي، وتهديد متواصل بالإرهاب، فما هو التهديد الفعلي الذي تشكله إيران على إسرائيل؟

على الورق يبدو أن إيران تملك قوة برية أكبر، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالدبابات والعربات المدرعة، ولكن هذا لا يعني أن قوتها البرية ستكون متكافئة مع قوة إسرائيل بأي طريقة من الطرق

من الواضح، أن إيران لا تملك قوة جوية يمكن أن تقارن بتلك التي تملكها إسرائيل والمعززة بأسراب من الجيل الخامس من مقاتلات إف-35 مما يجعلها تدير سلاحاً جوياً هائلاً. وستواجه إيران مشاكل في شن هجمات صاروخية على إسرائيل، إذ إن هناك احتمالاً كبيراً في ألا تنجح في الوصول إلى أهدافها نظراً لقوة الدفاعات الإسرائيلية.

هل يعني هذا أن "تدمير إسرائيل" يكون من طريق إطلاق غزوٍ بري شرط عدم تدمير قواتها من الجو؟.
ويقول الكاتب: "على الورق يبدو أن إيران تملك قوة برية أكبر، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالدبابات والعربات المدرعة، ولكن هذا لا يعني أن قوتها البرية ستكون متكافئة مع قوة إسرائيل بأي طريقة من الطرق".

3700 دبابة
وبحسب تقويمات عسكرية لمعهد "غلوبال فاير باور" لعام 2021، فإن إيران تملك 3700 دبابة بينما لدى إسرائيل 1600. ومع ذلك، لا يعني أن إمتلاك إيران ألفي دبابة أكثر من إسرائيل، يحقق لها التفوق العسكري، ذلك أن الأعداد الهائلة من الدبابات قد يكون أقل فاعلية، من إمتلاك قوة دبابات صغيرة لكنها مزودة بأجهزة متطورة، على صعيد الإستشعار والأسلحة والكومبيوترات والإستهداف.

وهذا ما سيكون عليه الوضع عندما تجري مقارنة بين دبابات ميركافا الإسرائيلية والدبابات الإيرانية المحدثة من طراز تي-72 العائدة إلى الحقبة السوفيات

ميركافا
وهناك من يرى أن الميركافا، هي في الواقع، من أكثر الدبابات تقدماً في العالم. فهي تستطيع أن تنقل جنوداً مشاة وآخرين جرحى. ويمكن إستخدام فتحة الخروج الخلفية في عمليات الإنزال والهروب الآمن، وربما ميزتها الأكبر، هي قدرة مدفعها على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات. وهي مزودة على سطحها بصواريخ يمكن استخدامها لإسقاط المروحيات أو لضرب أهداف بعيدة لا يمكن لقذائف دبابات عادية أن تطالها. وهكذا فإنه حتى في حال تشغيل أقل من ألفي دبابة مما تملكها إيران، فإن إسرائيل لديها قوة برية متفوقة إلى حد كبير.

وفي حرب الخليج مثلاً، كانت الرؤية الحرارية المتقدمة لدبابات أبرامز الأميركية، تمكنها من اكتشاف الدبابات العراقية من طراز تي-72 وتدميرها قبل أن تصير في مدى يمكن الدبابات العراقية من اكتشافها. وهكذا دمرت دبابات أبرامز الأقل عدداً الدبابات العراقية المتفوقة عددياً، لأنها مجهزة بإستشعارات متطورة بعيدة المدى.

ويقال إن إيران تملك ألف ناقلة جند أكثر من إسرائيل. واستناداً إلى تقويم "غلوبال فايرباور" لعام 2021، فإن إيران تملك 8500 ناقلة مقابل 7000 لإسرائيل. ومجدداً ليست العبرة في العدد وإنما في القدرة التكنولوجية.
وعلاوة على ذلك، فإنه من دون إمتلاك دبابات متفوقة قادرة على اختراق الحواجز الدفاعية الإسرائيلية، فإن أي تقدم إيراني على الجبهة لن يكتب له النجاح.

وبالطبع، يبقى كل ذلك معتمداً على حيازة نوع من التفوق الجوي، وهو أمر سيكون ضرورياً لإيران قبل أن تتمكن من الإقتراب بما يكفي لمهاجمة إسرائيل برياً.