الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجتمعاً بقادة لبنان عند زيارته للبنان في أغسطس الماضي (أرشيف)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجتمعاً بقادة لبنان عند زيارته للبنان في أغسطس الماضي (أرشيف)
الأربعاء 12 مايو 2021 / 21:56

الاتحاد الأوروبي يجهز عقوبات على ساسة لبنانيين

قال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي يعكف على وضع عقوبات على ساسة لبنانيين يرى أنهم يعطلون تشكيل حكومة، ستكون الأولى التي يفرضها التكتل على لبنان، حليفه في الشرق الأوسط، بسبب خيبة الأمل من سوء إدارة النخبة الحاكمة للبلاد.

ويسعى الاتحاد، بقيادة فرنسا القوة الاستعمارية السابقة، لتكثيف الضغط على الساسة اللبنانيين المتناحرين وسط أزمة مستمرة منذ عشرة أشهر أسفرت عن انهيار مالي، وارتفاع معدلات التضخم، وانقطاع متكرر للكهرباء ونقص في إمدادات الوقود والمواد الغذائية.

ولم يبحث الاتحاد الأوروبي أسماء بعينها بعد لاستهدافها بالعقوبات، كما أن المجر استنكرت علناً جهود الاتحاد للضغط على الساسة اللبنانيين.

لكن ستة دبلوماسيين ومسؤولين من الاتحاد الأوروبي أبلغوا رويترز بأن التحضير للعقوبات بدأ بالفعل بالعمل على ما يطلق عليه معايير الاختيار، وذلك بعد أن اتفق وزراء خارجية الاتحاد يوم الاثنين على التحرك.

وبما أن للعديد من الساسة اللبنانيين البارزين منازل، وحسابات مصرفية، واستثمارات في دول الاتحاد الأوروبي، ويرسلون أبناءهم للدراسة في جامعاته، فإن سحب هذه الامتيازات قد يكون وسيلة لدفعهم لإمعان التفكير في الأمر.

وتقول باريس إنها اتخذت إجراءات بالفعل لتقييد دخول بعض المسؤولين اللبنانيين إلى أراضيها، لتعطيلهم جهود معالجة الأزمة غير المسبوقة التي تمتد جذورها إلى عقود من فساد الدولة وتراكم الديون.

وقال دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي: "الصبر على الطبقة الحاكمة ينفد بشكل متزايد. لا يبدو أنهم يعيرون اهتماماً لمصالح شعبهم. توقعوا اتخاذ قرار خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع".

ويحتاج الاتحاد الأوروبي أولاً لوضع نظام للعقوبات يمكنه من فرض حظر سفر أو تجميد أرصدة المستهدفين.

وهناك انقسامات بين دول الاتحاد الأوروبي، حول العقوبات لكن القوتين الرئيسيتين في التكتل، فرنسا وألمانيا، تؤيدان الفكرة. 

لكن المسؤولين يقولون إن الدول عادة ما تبقي على حذرها في مراحل التحضير والإجراءات الفنية لكن فور التوصل لاتفاق سياسي بين حكومات دول الاتحاد سيلتف الجميع حول فرنسا.

وقال دبلوماسي فرنسي بارز بعد اجتماع يوم الاثنين: "إنها مسألة وقت. لدينا ما نريده".

وبعد اعتراض المجر، فإن الفرضية العملية الآن هي معرفة موقف كل الدول الأعضاء المتبقية من فرض عقوبات بشكل منفرد، ومن تقديم مساعدات.

العصا والجزرة
قال المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للصحافيين: "الشعب يعاني لكن الزعماء السياسيين لا يتحملون مسؤوليتهم في حين ينهار البلد حرفياً".

وأضاف "نعمل على نهج يجمع بين العصا والجزرة".

وتوضح ورقة خيارات أعدها الاتحاد كيف يمكن للبنان أن يستفيد ماليا من مجموعة مختلفة من المساعدات، لكن المسؤولين قالوا إنه ليس هناك ما يشير إلى أن مثل هذه "الجزرة" قد تحفز الساسة اللبنانيين، وأن الأمر الآن أصبح يقتصر على "العصا".

ولم تعلن فرنسا الخطوات التي اتخذتها منفردة، أو المعنيين بها، والأثر المحتمل غير واضح إذ أن بعض الساسة اللبنانيين يحملون جنسيات أخرى.

ويقول مسؤولون فرنسيون إن قائمة أسماء أعدت بالفعل لكنها لم تُكشف للإبقاء حالة القلق والترقب بين الساسة اللبنانيين.

وقال الدبلوماسيون كذلك إن على التكتل أن يقرر إذا كان، أو كيف، سيستهدف الجناح السياسي لحزب الله المسؤول جزئياً عن الوضع الراهن في لبنان.

وفيما يعد إشارة محتملة للاتحاد الأوروبي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات، لأول مرة في عهد الرئيس جو بايدن، أمس الثلاثاء على 7 لبنانيين قالت إنهم على صلة بحزب الله المدعوم من إيران، ودعت حكومات العالم لاتخاذ إجراء ضد الجماعة.