السبت 15 مايو 2021 / 15:43

تردد في الاستجابة لتوصيات التخلي عن الكمامات في الولايات المتحدة

بعد يوم على تخفيف وكالة الصحة الأمريكية التدابير المتعلقة بوضع الكمامات وإعفاء المطعمين من استخدامها، لا يزال العديد من الناس يشاهَدون وهم يتجولون في أنحاء العاصمة واشنطن واضعين أقنعة واقية.

وأشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتغيير مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها إرشاداتها في هذا الصدد، واصفاً الخطوة بـ "اليوم الرائع" بالنسبة للولايات المتحدة.

أسباب التردد بين الأمريكيين
لكن وإن بدت الفكرة بسيطة نظرياً، إلا أنها أثارت تساؤلات بشأن كيفية تطبيقها عملياً. ولعل السؤال الأبرز هو: كيف يمكن تحديد إن كان الشخص تلقى كامل جرعات اللقاحات؟.

كما أن هناك حاجز الصدمة النفسية التي لا تزال تهيمن على كثيرين ممن يشعرون بالتردد حيال إمكانية التخلي عن إجراءات السلامة في البلد الأكثر تضررا جراء الفيروس على مستوى العالم، والذي سجّل أكثر من 580 ألف وفاة ناجمة عن كورونا.

وتعد توصيات مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها غير ملزمة، ويترك القرار بشأن السياسة الفعلية للسلطات المحلية المعنية أو أرباب العمل. كما أنها لا تنطبق على الطائرات والحافلات والقطارات وغير ذلك من وسائل النقل العام، ولا على المنشآت الطبية مثل المستشفيات.

وترك الوضع المسؤولين التنفيذيين للشركات والمسؤولين المحليين أمام معضلة: "هل يتبعون التوصيات العلمية فوراً أم يتأكدون أولاً إن كان الناس يشعرون بالارتياح حيالها".

ويقول إيفان ماتا (47 عاما) "كانت الكمامات مهمة من قبل، والآن فجأة لم تعد كذلك". ولا يزال ماتا، وهو من نيويورك وموظف في شركة سفريات، يضع كمامته في الخارج رغم أنه تلقى التطعيم بشكل كامل.

مسألة جدلية سياسياً
كما يعد استخدام الكمامات مسألة جدلية على المستوى السياسي، إذ تتخلى المناطق التي تميل إلى التيار المحافظ عن الكمامات بشكل أسرع من تلك الليبرالية.

وتفاقم الوضع في الكونغرس الجمعة عندما وبّخ مساعد للجمهورية اليمينية المتشددة مارجوري تايلور غرين النائب الديموقراطي إريك سوالويل مطالباً إياه بإزالة كمامته.

أعلنت ولايتا ماريلاند وفيرجينيا الجمعة أنهما تتبعان التوجيهات الجديدة لمراكز ضبط الأمراض وتلغيان أوامر وضع الكمامات في الأماكن المغلقة، بينما أكدت مناطق أخرى مثل نيويورك وواشنطن أنها "تراجع" التوصيات الجديدة من دون أن تتحرك بعد لتغيير القواعد بشأن وضع الكمامات.

وفي مؤشر الى حالة الفصام السائدة، أظهرت صور السيدة الأولى جيل بايدن واضعة كمامتها خلال زيارة أجرتها إلى المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الإفريقية الأمريكية في العاصمة. وقالت قبل يوم "نشعر وكأننا عراة" من دون كمامة.

وتتباين القواعد المفروضة في باقي أنحاء البلاد. تتمسك كل من مينيسوتا وبنسلفانيا بالقواعد المتبعة أساساً، بينما تشير كونيتيكت إلى أنها ستحدّث قواعدها الأسبوع المقبل.

أما في تكساس ونصف ولايات البلاد، فلا تغيير. ويذكر أن 14 ولاية ألغت فرض الكمامات قبل صدور التوصيات الأخيرة بينما لم تفرضها 11 ولاية في الأساس، وفق بيانات مجموعة "أيه أيه آر بي" الصحية.

انقسام بين الشركات الكبرى
وثمّة سؤال أيضاً بشأن أي من الشركات الكبرى سيتخلى عن الكمامات. وأعلنت مجموعة "وولمارت" العملاقة لتجارة التجزئة أنها ستلغي فرض الكمامات على الزبائن والموظفين الذين تلقوا كامل جرعات اللقاحات، إلا في حال فرضتها السلطات المحلية. كما أعلنت "كوستكو" عن سياسة مماثلة.

وردت "جنرال موتورز" على فرانس برس بالتأكيد بأنها تعيد النظر في توجيهاتها، بينما أفادت سلسلة الصيدليات "سي في إس" أنها "تعيد تقييم" سياستها بشأن وضع الكمامات في الأماكن الداخلية. وذكرت منافستها "والغرينز" أنها ستبقي القواعد على حالها في الوقت الراهن. ويرجح بأن يغير كازينو "وين" في لاس فيغاس إرشاداته.

أما اتحاد "يونيون للعاملين في الغذاء والتجارة"، والذي يمثّل 1,3 مليون شخص، فندد بشدة بالتوجيهات الصحية الأخيرة.
وقال الاتحاد إن "إرشادات مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها مربكة".

وتأمل السلطات في أن تشكّل التوجيهات الجديدة حافزاً للأشخاص الذين لا يزالون يرفضون تلقي اللقاحات، في بلد حيث باتت الإمدادات تتجاوز الطلب على اللقاحات بشكل كبير. ولا يزال بعض الخبراء يتوخون الحذر، خصوصا في المناطق حيث معدلات انتقال العدوى أعلى.