الثلاثاء 18 مايو 2021 / 13:39

زعيم مافيا تركي يفضخ مسؤولين كباراً

تناولت صحيفة "لوموند" الفرنسية الفضيحة التي فجرها رجل المافيا التركي سادات بكر الهارب، الذي كشف أعمالاً قذرة لمسؤولين أتراكاً رفيعي المستوى، عبر سلسلة فيديوهات على موقع "يوتيوب"، تُحرج حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، وتهز صورته.

يقول سادات أن وزير الداخلية الأسبق أغار هو من يشرف على الأعمال غير القانونية في مثلث ولايات إزمير، آيدين، وموغلا الساحلي، وأنه صاحب 5 أطنان من الكوكايين تمّ ضبطها

ووجه زعيم المافيا التركي اتهامات مثيرة لأسماء سياسية وحزبية معروفة بقربها من الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية، بالوقوف وراء أعمال غير قانونية، وانتهاكات وممارسات غير مشروعة.

وفي نهاية كل حلقة أسبوعية يعتمد فيها أسلوب التشويق، يعد بكر متابعيه بالمزيد، مستقطباً بذلك أكثر من 500 ألف متابع.

واستهدف بيكر ثلاثة من كبار المسؤولين، هم سليمان صويلو، وزير الداخلية، وبيرات البيرق، صهر أردوغان، الذي كان وزيرًا للمالية من 2018 إلى 2020، ووزير الداخلية السابق محمد آغار الذي تولى المنصب في 1996، إضافة إلى وجهات إعلامية مثل "مجموعة البجع"، أو كما تسمى بالتركية "مجموعة بليكان" المقربة من حزب العدالة والتنمية.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، سلطت مزاعم رجل المافيا التركي الضوء على تصرفات جزء من النخبة الإسلامية القومية المتورطة في التهريب والابتزاز والاغتيالات.

قضايا مافياوية ومخدرات
واتهم بكر، وزير الداخلية الأسبق محمد أغار بالتورط في قضايا "مافياوية"، بوضع اليد على أموال أحد كبار رجال الأعمال الأتراك من أصل أذري وشهير، هو مبارز مانسيموف قربان أوغلو، الذي يعمل في مجال البترول والغاز بين تركيا وأذربيجان، باتهامه بالانتماء إلى منظمة فتح الله غولن، والاستيلاء على ميناء مارينا في منتجع بودروم "لتأمين طريق وحركة مرور المخدرات والكوكايين".

كما ادعى سادات أن أغار يشرف على الأعمال غير القانونية في مثلث ولايات إزمير، وآيدين، وموغلا الساحلي، وأنه صاحب 5 أطنان كوكايين ضبطت في طريقها إلى مصنع كيماوي في مدينة إزمير، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أنه يقف وراء مقتل بائع مخدرات في بلدة عطاء شهير بمدينة إسطنبول بسبب 50 مليون يورو.

اغتصاب ووفاة مشبوهة
كما روى كيف أن وزير الداخلية السابق محمد آغار وابنه النائب تولغا أغار، يتحملان مسؤولية الوفاة المشبوهة في 2018 للصحافية الكازاخية الشابة، يلدانا كهارمان.

وأوضح بكر أن "الفتاة البالغة من العمر 21 عاماً كانت على وشك رفع شكوى ضد النائب أغار بتهمة الاغتصاب، عندما عُثر عليها ميتة، وخلص التحقيق إلى الانتحار شنقا خلافاً لما توصل إليه الطبيب الشرعي، ورُفضت القضية".

اغتيالات وجريمة منظّمة
وقال بكر إن النظام الحاكم في تركيا يساوم شبكات اغتيال دولية للتخلص منه وإسكاته، موجهاً تهديداً مبطناً إلى أردوغان بالتعهد بالكشف في الفيديوهات المقبلة عما يدور في سوريا ومن يتربح من تجارة الأسلحة في المنطقة.

كما زعم بكر أن وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو منحه الحماية، وأنه أبلغه بتحقيق وشيك ضده قبل هربه من تركيا.

وقال إن سليمان صويلو أبلغه بالعملية الأمنية في 2020 ضده، وضد رجاله في تركيا، ليتمكن من الهروب إلى الخارج عبر المطار، رغم محاولات بيرات البيراق، صهر أردوغان، منع انطلاق طائرته في 2020.

وفي مطلع أبريل (نيسان)، أطلقت السلطات التركية عملية ضد أعضاء من "الجريمة المنظمة"، واعتقلت 52 شخصاً في العديد من المحافظات، واتهمتهم بالارتباط بزعيم المافيا سادات بكر.

واعتبر بكر أن مجموعتي أغار و"البجع"، تآمرتا عليه في أعقاب العملية الأمنية الأخيرة، كما هاجم سرهاد البيرق، مالك مجموعة "تركواز" الإعلامية، وشقيق بيرات البيرق، متهماً إياه بتسخير وسائل إعلامه وقنواته التلفزيونية لتشويه سمعته.

فضيحة سوسورلوك
ويشير التقرير إلى أن ما ذكره بيكر خلف تفاعلات كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي. حيث أدى كشف هذه التفاصيل إلى إزعاج كوادر حزب العدالة والتنمية.

ووفقًا للتقرير، دعا عضو المجلس الاستشاري الرئاسي جميل جيجيك إلى تحقيق مع عائلة أغار، وقال: "إذا كان جزء من الألف فقط من كل هذا صحيحاً، فهي كارثة وهي إشكالية للغاية. مرت تركيا بهذه  الأشياء في الماضي"، في إشارة إلى فضيحة "سوسورلوك" على اسم قرية في غرب تركيا، في 3 نوفمبر(تشرين الثاني) 1996 كشفت العلاقات الوثيقة بين الدولة والمافيا بعد حادث مرور عادي، إذ عثر هناك في سيارة مرسيدس محطمة على جثث هامدة لقائد شرطة، ورئيس عصابة من اليمين المتطرف، وملكة جمال.

ويشير التقرير إلى أن الشرطة ضبطت يومها في السيارة وثائق حقيقية ومزورة وأسلحة وذخائر وكواتم صوت من إدارة الأمن العام بوزارة الداخلية، بالإضافة إلى مخدرات، وأن الدولة عملت مع العصابات لاختطاف وإعدام نشطاء يساريين، وأكراد كان يشتبه في تعاطفهم مع حزب العمال الكردستاني.