الثلاثاء 18 مايو 2021 / 20:19

الاغتيالات في العراق طريق ميليشيوية للسيطرة على البرلمان

تنذر عمليات الاغتيال بحق ناشطين في العراق، بإلغاء الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وسط مخاوف من أن تكرس الانتخابات، إذا أجريت، سيطرة القوى السياسية التقليدية، ولاسيما في ظل مقاطعة قوى الحراك للاقتراع.

أحداث الداخل العراقي لم تعد متوقعة بحسب ناشطين بالحراك في بغداد، حتى قبل مدة، كانت قوى الحراك تفاوض لدخول السباق الانتخابي، لكن سرعان ما غيرت مواقفها مواقفها، والأسباب عديدة.

نقمة شعبية عارمة حلّت بين المحتجين في مناطق الفرات الأوسط والجنوب، مع تصاعد وتيرة الاغتيالات ضد ناشطي الحراك، وشق الغضب مساره نحو ساحات الاحتجاج.

رفض إجراء الانتخابات هو خطوة يسعى قياديو الحراك من خلالها، إلى تلافي مزيد من الاغتيالات بعد تصفية الناشط البارز إيهاب الوزني في كربلاء.

اغتيال الوزني، صعّد من موجة الاحتجاجات في كربلاء، فقادت إلى إشعال النار في مبنى القنصلية الإيرانية في المحافظة، كما أطلق شرارة حملة لمقاطعة الانتخابات المبكرة، وسْط تحذيرات من تصعيد احتجاجي كبير.

وأطلق ناشطون عراقيون، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالكشف عن قتلة الوزني وغيره من الناشطين والمتظاهرين والصحفيين في العراق.

ونشر الناشطون صور قتلى عمليات اغتيال نفذت بحق ناشطين مثل، هشام الهاشمي، وعبد القدوس قاسم، وأمجد الدهامات، وفاهم الطائي، ورهام يعقوب، وعشرات غيرهم قتلوا برصاص مسلحين.

ويقول، مروان الخفاجي، شقيق الناشط إيهاب الوزني في بيان على صفحته الفيسبوكية إن اجتماعا لقيادات المتظاهرين من جميع المحافظات نتج عنه الاتفاق على معارضة السلطة وعدم السماح بإقامة انتخابات بوجود السلاح المنفلت واستمرار مسلسل الاغتيالات.

وقال الخفاجي إن هذا التصعيد من قبل المحتجين هو رد على عدم الكشف عن قتلة الوزني، وعدم "إقالة محافظ كربلاء وقائد شرطتها وقائد عملياتها"، الذين يتلافون إلقاء القبض على المجرمين المنتمين للميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني.

ولم يذكر شقيق الوزني أسماء المحتجين أو ممثلي المناطق المشاركين في الاجتماع أو الآليات التي بحثت لاتخاذها لمنع إقامة الانتخابات في موعدها.

ويبدو قادة الاحتجاجات في العراق متوافقين مع بيان عائلة الوزني مع أنهم لم يفصحوا أيضا عما بجعبتهم من خطط، لكن بعضا منهم قال إن موعد التصعيد المرتقب سيكون في 25 مايو الحالي.

ويطالب المحتجون بتوفير الأمن الانتخابي، والسيطرة على الميليشيات، ومعاقبة قتلة المتظاهرين والناشطين ومنفذي عمليات الاغتيال قبل إجراء أي انتخابات.

ويرى ناشطون في بغداد بحديث إلى موقع 24، أن منع إجراء الانتخابات هو نتيجة طبيعية لاستمرار تعثر السلطات في إكمال ملف الانتخابات وحماية المواطنين.

وقتل الوزني برصاص مسلح في المدينة القديمة في كربلاء، بطريقة وأسلوب مماثلين لمقتل زميله فاهم الطائي في نفس المدينة، نهاية العام الماضي، ونفس الطريقة التي قتل فيها المحلل والخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي في بغداد منتصف 2020.