رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو (أرشيف)
رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الإثنين 14 يونيو 2021 / 14:35

إسرائيل والعالم يطويان حقبة نتانياهو... في انتظار اليميني المتطرف بينيت

استيقظت إسرائيل اليوم الإثنين على حكومة جديدة برئاسة الزعيم اليميني المتطرف نفتالي بينيت الذي ستتوجه إليه الأنظار خلال سعيه إلى ترجمة وعود ائتلاف "التغيير" بعد أن طوت 12 عاماً من حكم بنيامين نتانياهو.

وأطاح الائتلاف الذي يضم أحزاباً إسرائيلية متباينة في توجهاتها وتشكيلة من قدماء القادة السياسيين وعدداً كبيراً من النساء بنتانياهو، بعد أن جمعتهم مهمة إنهاء حياته السياسية.

حصل الائتلاف الحكومي الجديد على أصوات 60 نائباً، وعارضه 59 نائباً معظمهم من أحزاب اليمين واليمين المتطرف، بينما امتنع نائب واحد عن التصويت.

وصباح الإثنين، وصل أعضاء الحكومة الـ 26، بالإضافة إلى بينيت إلى مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الذي من المقرر أن يتنحى في يوليو (تموز) لالتقاط الصور التقليدية.

في ساعات ما بعد الظهر يفترض أن يسلم نتانياهو الدفة لبينيت في مكتب رئيس الوزراء في القدس، لكن دون حفل رسمي خلافاً للعرف.

وفي افتتاحية صحيفة معاريف الوسطية، كتب الصحافي المتخصص في الشؤون السياسية بن كاسبيت "هذا الصباح يصادف فجر يوم جديد. ... إنه صباح العمل الشاق اللازم لإعادة البناء".

وكتب كاسبيت عن "رغبة عدد كبير من الإسرائيليين في العيش بسلام دون تحريض على العنف ودون كراهية، وقبل كل شيء دون أكاذيب لا تنتهي، مثل التي خلفها نتانياهو".

تولّى نتانياهو رئاسة الحكومة للمرة الأولى بين 1996 و1999، والثانية استمرت 12 عاماً متواصلة منذ 2009.

وتعهد نتانياهو، في خطابه الأخير أمام الكنيست بعودة "قريبة"، رغم مواجهته تهم فساد قد تدخله السجن، وتنحيته تعني أنه لم يعد يتمتع بأي حصانة.

وهنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد نفتالي بينيت باسم الشعب الأمريكي، مؤكداً التزام إدارته الكامل بالعمل مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة "للدفع قدماً بالأمن والاستقرار والسلام للاسرائيليين والفلسطينيين والشعوب في أرجاء المنطقة".

وفي اتصال هاتفي بين الزعيمين اتفقا على أنهما وفريقيهما سيتشاورون "عن كثب في كل الأمور المتعلّقة بالأمن الإقليمي، بما في ذلك إيران" حسب البيت الأبيض.

وهنأ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن نظيره الإسرائيلي بيني غانتس.

كما هنأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ووزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد.

والإثنين، كتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة نشرها الكرملين متوجهاً إلى بينيت بعد أن هنأه "آمل أن يسهل عملك على رأس الحكومة مرحلة جديدة من التعاون الثنائي البناء في جميع المجالات"، معتبراً أن التعاون الروسي الإسرائيلي سيعزز "السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".

فلسطينياً، قال رئيس الوزراء محمد اشتية إن "الامتحان أمام أي حكومة في إسرائيل عندنا هو تعهدها بإنهاء الاحتلال، والاعتراف بالحق التاريخي والسياسي السيادي للفلسطينيين في دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس".

أما وزارة الخارجية الفلسطينية فقالت إن وصف الحكومة الإسرائيلية الجديدة بـ "حكومة تغيير ... غير دقيق إلا إذا كان المقصود بالتغيير إزاحة نتانياهو".

ويعتمد الائتلاف الحكومي الجديد على التناوب وسيرأسه زعيم حزب يمينا عامين قبل أن يسلم المنصب في أغسطس (آب) 2023 ليائير لبيد، الذي يتولى حالياً حقيبة الخارجية.

لكن الائتلاف الهش الجديد يواجه تحديات عدة على رأسها تعافي الاقتصاد بعد انتكاسة كبيرة بسبب فيروس كورونا بالإضافة إلى النزاع مع الفلسطينيين.

وتنظم الجماعات اليمينية المتطرفة غداً الثلاثاء مسيرة مثيرة للجدل من المقرر أن تصل إلى القدس الشرقية المحتلة التي تشهد منذ نحو شهرين احتجاجات شبه يومية.

واندلعت الاحتجاجات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، بعد التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح جمعيات استيطانية، ما أدى إلى تصعيد دام مع حماس في قطاع غزة استمر 11 يوماً وتسبب في مقتل 260 فلسطينياً بينهم مقاتلون، ودمار هائل للقطاع، وفي الجانب الإسرائيلي قتل 13 شخصاً بينهم جندي.

وأنهى وقف إطلاق النار بوساطة مصرية المواجهات، لكن المحادثات من أجل هدنة دائمة لم تنجح وهذا ما سيشكل تحدياً آخر للحكومة الجديدة.

ورأى المعلق السياسي ناحوم برينع في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت أن "هذه الحكومة ستواجه صعوبة في اتخاذ القرارات".

وفي القدس وتل أبيب خرج الآلاف إلى الشوارع للاحتفال بحكومة "التغيير" التي شكلها زعيم حزب يش عتيد، هناك مستقبل، الوسطي يائير لبيد بالتحالف مع سبعة أحزاب، اثنين من اليسار، واثنين من الوسط، وثلاثة من اليمين بينها حزب "يمينا" القومي المتطرف برئاسة بينيت، وحزب عربي هو "الحركة الإسلامية الجنوبية".

وصدحت الموسيقى في ميدان رابين وسط تل أبيب، وصرخ أحدهم عبر مكبرات الصوت التي نصبت على المنصة "بيبي عُد إلى بيتك".

وقالت تشين نيفو، التي وصلت مع أطفالها للمشاركة في الاحتفال في وقت متأخر من مساء الأحد، إنها "مصدومة بعض الشيء لأننا انتظرنا هذه اللحظة كثيراً". وأضافت مشيرة إلى أطفالها "من المفترض أن يناموا الآن، لكني اعتقد أنها لحظات مهمة حقاً".