الثلاثاء 15 يونيو 2021 / 15:15

لماذا نبكي؟... ظاهرة يومية لا تزال غامضة

ينهمر من العينين عند البكاء ما بين سبعين إلى مئة لتر من الدموع على مدار الحياة، إلا أن الأبحاث التجريبية عن ظاهرة البكاء محدودة على نحو صادم.

أظهرت مراجعة منهجية جديدة أن الموضوع "لم يتلق ما يكفي من الانتباه من العلماء، أو علماء الفيزياء على نحو مثير للدهشة"، وأن أبحاث "البكاء العاطفي لا تزال في مراحلها الأولى".

ويعتقد المشاركون في إعداد الدراسة، آد فينغرهوتس، أن هناك سوء فهم وراء ذلك.

ويقول علماء النفس من هولندا، بعدما درسوا على مدار الأعوام العشرين الماضية لماذا يبكي الإنسان: "غالباً ما ينظر إلى الدموع على أنها إشارة على الحزن"، ولكن هذه الدموع "لا تحتوي على كثير من المعلومات عن الوضع الحالي، فحسب، ولكنها تكشف الكثير أيضا عن شخصية من يبكي".

أنواع البكاء
ويبدو أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يبكي تأثراً بعاطفة قوية. فبالإضافة إلى الدموع العاطفية، هناك نوعان آخران، الدموع الانعكاسية الناجمة عن محفز خارجي، مثل تقشير البصل، والدموع القاعدية التي تنظف، وترطب العينين.

وتضم الأنواع الثلاثة الماء، والشوارد، والبروتينات، ولكن بتركيز مختلف، فالدموع العاطفية بها الكثير من البروتينات، أكثر من الدموع الانعكاسية، وأيضاً كميات أعلى من السيروتونين، على سبيل المثال.

البكاء التكتيكي
وإحدى الإجابات المحتملة لسبب البكاء هو التحايل. وذكر باحثون بريطانيون في دراسة في 2007 أن الرضع الذين يبلغون ستة أشهر من العمر يستخدمون البكاء التكتيكي لجذب انتباه الوالدين.

وبالنسبة لفينغرهوتس، تقدم هذه المرحلة من الحياة تفسيرا تطوريا محتملا للبكاء العاطفي.

ويتفق العلماء على أن البكاء البشري يمكن إرجاعه إلى "نداءات الانفصال" التي لوحظت في جميع الثدييات، وهي علامة مرئية بالإضافة إلى النداءات الصوتية.

غير أن الإنسان لا يزال يبكي في سن البلوغ، رغم القدرة على التحكم في الحياة تماماً، على عكس الصغر.

وهناك اختلاف بين عدد المرات التي يبكى فيه الرجال، مقابل النساء، فالرجال يبكون من 6 إلى 17 مرة في العام، بحسب رابطة طب العيون الألمانية، بينما تبكي النساء بمعدل أعلى 4 أو خمس مرات.

ولا تحدث هذه الاختلافات إلا في الكبر، وحتى الـ13 تبكي الفتيات والصبيان بنفس القدر، ولنفس الأسباب.

ويقول فينغرهوتس إن أكبر أسباب للبكاء، وهو الحزن والاشتياق للوطن ومشاكل الحب، مثلا متشابهة لدى الرجال والنساء.

غير أنه في المواقف اليومية تكون النساء أكثر قابلية للبكاء في مواجهة النقد أو في خضم صراع.

وقد يشير هذا إلى مشاعر داخلية بالعجز بين النساء، بينما يميل الرجال لتجنب مثل تلك المواقف.

ولا يؤمن فينغرهوتس بالتفسير القائل إن البكاء يساعد في شعور المعنيين بأنهم أفضل، ويوضح "حتى يشعر الشخص بأنه أفضل بعد البكاء، يجب الوفاء بعدة عوامل مثل وجود حالة نفسية عامة مستقرة".

وأظهرت دراسات كثيرة أن المصابين بالاكتئاب، على سبيل المثال، لا يجدون في البكاء متنفساً.

كما أن الخبرات الصادمة والتي لا يمكن السيطرة عليها، مثل وفاة شخص مقرب، لا تتحسن بالبكاء.