الثلاثاء 15 يونيو 2021 / 21:14

حدود لبنان وسوريا.. صناعة المخدرات وثروة الميليشيات

خلال السنوات الماضية ارتفعت ارباح الميليشيات من صناعة الحبوب المخدرة وتهريبها من مناطق حدودية بين لبنان وسوريا إلى أكثر من ثلاثة مليارات وخمسمئة مليون دولار، وفق دراسة لمركز "COAR" المتابع لملفات سوريا.

وعلى جانبي الحدود بين البلدين تنتعش صناعة حبوب "الكبتاغون" لسهولة الحصول على موادها الأولية، وكذلك معدات صناعتها، وسهولة تهريبها، بظل انفلات سببته الحرب السورية، وسيطرة ميليشيات حزب الله اللبنانية على مناطق بكاملها، تحميها بسلاحها، وتمنع دخول أي قوى رسمية إليها.

ويحاول جهاز مكافحة المخدرات الأمريكي التعاون مع أجهزة "المكافحة" في دول المنطقة تأمين معلومات وافية عن التصنيع والتهريب والقائمين به، لمنعهم من استكمال عملياتهم، التي تزود الميليشيات بمبالغ طائلة تمول العمليات العسكرية و"الأمنية".

ويؤكد مصدر من منطقة القلمون على الحدود السورية اللبنانية لموقع 24 أن عائدات المخدرات يستحوذ عليها ميليشيات "الدفاع الوطني" ومسؤولين من حزب الله الذين يهربون المواد الكيماوية التي تستخدم في صنع المخدرات والمؤثرات العقلية.

ومنذ سنوات وضعت الإدارة الأمريكية مسألة صناعة المخدرات وتهريبها من ضمن أولويات المتابعة وخصوصاً القائمة تحت لائحة "الجريمة المنظمة" التي تستفيد منها ميليشيات ودول، وخصوصا في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.

وفي بيروت ما زال واحداً من أكبر مُصنعي وتجار "الكبتاغون" المدعو حسن دقو موقوفا لدى قوى الأمن اللبناني رغم تدخلات من حزب الله لإطلاقه.

وأكدت مصدر أمني في بيروت أن المسؤول الأمني في حزب الله وفيق صفا حاول إخراج "دقو" من السجن بعد غلقاء القبض عليه، ولكن انكشاف أكثر من 5 ملايين حبة "كبتاغون" مخبأة داخل فاكهة الرمان الآتية من لبنان في السعودية، والحظر الذي فرضته الداخلية السعودية على استيراد الفواكه والخضروات اللبنانية، دفع "صفا" للتراجع حتى تهدأ الأمور.

وأدت عمليات التهريب من سوريا إلى دول المنطقة لتوتر مرتفع بعد إعلان الأردن عن اشتباك حدودي أودى بثلاثة أشخاص على الأقل في اشتباكات بين مهربي مخدرات وقوات الحدود الأردنية. كما اعترضت تركيا شحنة مخدرات وصفت بأنها الأكبر على الإطلاق، وكشف شبكة تقوم بتهريبها من مناطق سيطرة حزب الله إلى مناطق المعارضة السورية في إدلب، ليتبين لاحقا أن عددا من أعضاء الشبكة ينتمون لشخص يدعى ابو مالك اتلي وهو قيادي في جبهة النصرة.

ويتشاطر لبنان حدوداً جبلية مليئة بطرق التهريب مع سوريا، ما خلق ظروفاً وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها تعزز الروابط الإجرامية بين البلدين. حيث فر عدد من أعضاء "النصرة" من إدلب وعادوا إلى منطقة سيطرة حزب الله في القلمون وبلدتي طفيل وبريتال اللبنانيتين، ليقوموا بمتابعة صناعة وتهريب "الكبتاغون".