الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته جيل قبل مغادرتهما إلى أوروبا في الأسبوع الماضي (أف ب)
الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته جيل قبل مغادرتهما إلى أوروبا في الأسبوع الماضي (أف ب)
الجمعة 18 يونيو 2021 / 13:44

وول ستريت جورنال: سافر بايدن الأمريكي...وعاد جو الأوروبي

24-زياد الأشقر

أبرز الكاتب دانيال هينينغر في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اهتمام وسائل الإعلام بالغرام المتبادل بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في أوروبا، ولفت إلى تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال إنه "لأمر عظيم أن يكون هناك رئيس أمريكي جزءاً من النادي، وراغباً جداً في التعاون".

في رئاسة باراك أوباما، أعرب الديموقراطيون الليبراليون اليساريون عن إعجاب صريح بنماذج اقتصادات الرفاه القائمة في ألمانيا، والدول الإسكندينافية، خاصةً السويد

وقال الكاتب إن التفسير التقليدي لرحلة بايدن إلى أوروبا، يؤكد أنه وعلى عكس الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المقاتل دائماً، والذي أغفل الرئيس الحالي ذكر اسمه أمام وسائل الإعلام العالمية، أن الولايات تعود مجدداً إلى نادي التعددية واللغة الديبلوماسية، وإبرام الإتفاقات، على غرار اتفاق باريس للمناخ، والاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأسبق باراك أوباما مع إيران عندما كان بايدن نائبه وبمشاركة أوروبية، أو الطلب من منظمة الصحة العالمية أن تعيد النظر في رفض التحقيق في منشأ فيروس كورونا.

دولة الرفاه الأوروبية
ومع ذلك، لا أعتقد أن ذلك يفسر ما عناه ماكرون، الذي يتمتع بالفطنة، عندما رحب بانضمام بايدن إلى "النادي".

وأضاف الكاتب، أن النادي الذي ينضم إليه بايدن، بالنسبة إلى الأمريكيين، هو النادي الذي بقيت الولايات المتحدة خارجه منذ الحرب العالمية الثانية.

هذا النادي معروف باسم دولة الرفاه الأوروبية. إنه النظام الذي تديره الحكومات، والمبني على رعاية أبوية مدى الحياة من أمم أوروبا الغربية بعد 1945.

إن الحفاظ على البنى التحتية لنظام الرعاية الاجتماعية مع الضرائب والديون هو الشغل الدائم للقادة الأوروبيين. ووفق ما يمكن أن يقول ماكرون اليوم، فإن هذا هو سبب وجود أوروبا، اليوم.

ولفت إلى أن الرفاه العام لم يكن قطً سبب وجود أمريكا، رغم إنفاقنا الكبير على برامج الدعم الإجتماعي.

ورغم إبداعات "الصفقة الجديدة" لفرانكلين روزفلت و"المجتمع الكبير" لليندون جونسون، فإن الولايات المتحدة على عكس أوروبا، بقيت دولة تقودها المبادرة الفردية للرأسمالية.

لعنة
وبالنسبة للجيل الحالي من الديمقراطيين، فإن هذه الحقيقة، لعنة. وعلى نحوٍ خاص وفي رئاسة باراك أوباما، أعرب الديموقراطيون الليبراليون اليساريون عن إعجاب صريح بنماذج اقتصادات الرفاه القائمة في ألمانيا، والدول الإسكندينافية، خاصةً السويد.

هذا هو "النادي" الذي يحاول ديمقراطيو بايدن الانضمام إليه مع أجندة إنفاق، وضرائب بـ6 تريليونات دولار.

وتنص ورقة البيت الأبيض في هذا الصدد على أن "الولايات المتحدة هي واحدة من الدول القليلة في العالم التي لا تضمن إجازة مدفوعة الأجر".

وفضلاً عن إجازة الأمومة، ستضمن خطة بايدن إنفاقاً دائماً للعناية بالأطفال، من مرحلة ما قبل الحضانة إلى مرحلة الدخول إلى الكلية.

الإنجاز الأكبر
الإنجاز الأكثر أهمية خلال اجتماع قادة مجموعة السبع، لم يكن الإتفاق على "التشاور" حول الصين. وإنما كان الالتزام بحد أدنى دولي لمعدل ضربية الشركات بنسبة 15%. والمصطلح الفني الذي يطلقه الاتحاد الأوروبي على العملية هو "التنسيق" الضريبي.

ومن المفهوم أن التنسيق هو تعبير ملطف، لمنع دول الاتحاد الأوروبي من التنافس على معدل الضرائب، على غرار نجاح الاقتصاد الإيرلندي بمعدل ضريبي بـ 12.5%، أي أقل بكثير من ألمانيا التي يبلغ فيها المعدل الضريبي 30%.

ووضع مشروع التحفيز الاقتصادي في مارس (آذار) رِجلاً في النادي الأوروبي، إذ يحظر صراحة على أي ولاية أمريكية قبلت الأموال الفيديرالية من استخدامها لخفض الضرائب. إن "التنسيق" الضريبي الأوروبي، قد وصل إلى أمريكا.

ويُفترض أن إحدى إساءات ترامب لأوروبا كانت إصراره على أن يزيد أعضاء حلف شمال الأطلسي مساهماتهم الدفاعية أكثر 2% من إجمالي ناتجهم المحلي. لكن ذلك لم يتحقق لأن موازنة الرفاه الإجتماعي قضت على الإنفاق الدفاعي منذ سنوات، فيما ترفع ميزانية بايدن الإنفاق الدفاعي بـ1.6%  فقط.

ذهب بايدن إلى أوروبا رئيساً لأمريكا، وبعد هذا الأسبوع، سيصبح جو الأوروبي، أيضاً.