الأحد 20 يونيو 2021 / 13:53

بلومبرغ: خفض التوتر الإقليمي رهن بمحادثات فيينا لا بنتيجة الانتخابات الإيرانية

24-زياد الأشقر

علق الكاتب حسين إيبيش على الإنتخابات الرئاسية في إيران في مقال بموقع "بلومبرغ" الأمريكي، قائلاً إن نتيجة الانتخابات الإيرانية تنطوي على مخاطر كبيرة لجيران إيران في الشرق الأوسط لديهم، وإن يكن لكن المفتاح لخفض الإحتكاك في المنطقة لا يكمن في نتائج الإقتراع، وإنما في الموقف الذي سيتخذه الفائز حيال الولايات المتحدة.

كل الرهانات ستسقط في حال لم تتوصل مفاوضات فيينا إلى اتفاق

لا أحد يتوقع تغييراً جذرياً في النظام الإيراني. وإلى ذلك، كان على الناخبين الإختيار من لائحة محدودة من المتنافسين الذين صادق على ترشيحاتهم مجلس صيانة الدستور، الذي يدقق بالنقاء الإيديولوجي للمرشحين. وجميع المتنافسين المقبولين انتموا إلى التيار المتشدد، فيما منع المعتدلون من الترشح.

وكان للرئيس الإيراني حسن روحاني تأثير محدود على السياسة الخارجية، التي يديرها القائد الأعلى علي خامنئي. والعلاقات مع الجوار يحددها إجمالاً الحرس الثوري.

لكن هذا لا يعني أن الإنتخابات بلا أهمية. فالرئيس المقبل لديه فسحة في مسار تنفيذ التوجيهات التي يصدرها خامنئي. وهو يحدد مع وزير الخارجية الطريقة التي ستتعامل بها إيران مع دول أخرى.


وكانت علاقات إيران مع معظم جيرانها متوترة منذ زمن، وتدهورت نحو نزاع منخفض الحدة خلال النصف الثاني من رئاسة دونالد ترامب. ولكن حواراً بدأ العام الماضي بين إيران وخصومها العرب الرئيسيين، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وإذا كان الرئيس المقبل ميالاً إلى ذلك-وأمره خامنئي بذلك- فإن في امكانه استخدام هذه النقاشات كمنصة للإنطلاق نحو تحسين العلاقات.

وقد لا تكون السعودية ودولة الإمارات متحمستين لإبراهيم رئيسي الذي يُنظر إليه أيضاً على أنه خليفة خامنئي. وهو رجل دين متشدد على علاقة قوية بـ"الحرس الثوري"، وكان ملتزماً بالموقف العدائي لإيران حيال جيرانها.

إصلاح العلاقات مع الجيران
لكن رئيساً إيرانياً متشدداً قد يجد،على قاعدة أن الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون وحده كان في إمكانه الذهاب إلى الصين، أن من السهل تقديم تنازلات للخصوم الإقليميين، وحتى للولايات المتحدة. في الواقع، إن تكيفاً مع "الشيطان الأكبر" سيزيد من احتمال أن تعمد الجمهورية الإسلامية إلى إصلاح العلاقات مع جيرانها.

محادثات فيينا

وسيعتمد هذا بدوره على نتائج مفاوضات فيينا لإحياء الإتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى عام 2015. إن الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، متحمس لإنجاز ذلك قبل انتهاء ولايته في أغسطس (آب). وسيكون خليفته قادراً على تولي منصبه في مناخ جديد من الحوار مع الولايات المتحدة، مما سيكون له تأثير كبير على جيران إيران.

ورئيسي، الذي قال في السابق إن تنفيذ الإتفاق النووي "يحتاج إلى حكومة قوية"، قد يفضل اكتمال المفاوضات قبل أن يتسلم مهامه، حتى يتمتع هو بالمكاسب-وخصوصاً، رفع العقوبات الإقتصادية الأمريكية. وهذا سيحسن فرصه في معالجة المشاكل التي ورثها عن روحاني، التي تشمل اقتصاداً مدمراً، فضلاً عن الآثار المترتبة على فيروس كورونا والإبتعاد المتزايد للناس عن الدولة الدينية.
ومن شأن تحسن العلاقات الإيرانية-الأمريكية أن توفر للرئيس المقبل مكاسب اقتصادية. ومع شطب إيران من لائحة واشنطن السوداء، فإنها ستكون قادرة على تطوير العلاقات مع جيرانها.

خفض العدائية
وفي المقابل، سيتعين على النظام في طهران أن يخفض عدائيته، وأن يكبح جماح الميليشيات الموالية له من تنفيذ هجمات على أهداف أمريكية في العراق، وكذلك كف المتمردين الحوثيين عن إطلاق الصواريخ على السعودية.

ومع ذلك، فإن عداوة واحدة ستبقى. وأياً كان الرئيس الإيراني فإنه سيحافظ على العداء حيال إسرائيل، الذي هو مبدأ أساسي للجمهورية الإسلامية. وقد لا يعود بنيامين نتانياهو إلى رئاسة الوزراء، لكن ثمة إجماع لدى السياسيين الإسرائيليين على أن إيران تمثل خطراً واضحاً ودائماً على إسرائيل.

وهذا يعني أن الإئتلاف الحكومي الجديد بقيادة نفتالي بينيت سيواصل حملته العسكرية المنخفضة ضد إيران ووكلائها من الميليشيات في سوريا-وكذلك الجهود لتدمير البرنامج النووي الإيراني. لكن إذا تحسنت العلاقات الأمريكية-الإيرانية، فإن الولايات المتحدة ستضغط على إسرائيل للحد على الأقل من الضربات ضد إيران.

إذا فشلت المفاوضات
لكن كل الرهانات ستسقط في حال لم تتوصل مفاوضات فيينا إلى اتفاق. عندها ستواصل إيران تخصيب الأورانيوم بنسب أعلى، مما سيجبر إسرائيل على مواصلة –أو حتى تكثيف- هجماتها. أما السعودية ودولة الإمارات فقد تواصلان الحوار مع إيران، لكن التطبيع سيكون عملية صعبة من دون دعم واشنطن. كذلك ستتزايد هجمات الميليشيات الموالية لإيران على أهداف أمريكية في العراق، مما سيزيد في حراجة موقف الحكومة في بغداد.

ومن بغداد إلى الرياض، راقبت الحكومات في الشرق الأوسط عن كثب نتائج الإنتخابات في طهران. لكن من الواضح أن الآمال بخفض التوتر في الجوار يعتمد على ما يجري في فيينا.