الأحد 20 يونيو 2021 / 14:36

وول ستريت جورنال: إيران وجّهت رسالة صارخة ولكن إدارة بايدن لا تريد سماعها

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها إن جمهورية إيران الإسلامية ليست ديمقراطية حقيقية. ومع ذلك، تكشف نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الجمعة عن حقائق مهمة حول الحكومة التي تحاول الولايات المتحدة وأوروبا استرضاءها بشأن الأسلحة النووية.

يدير الملالي حكومة تنشر ثورتها الدينية إلى بقية العالم بأي وسيلة ممكنة. وصعود رئيسي مؤشر صارخ لهذه الحقيقة

فاز إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية في البلاد، بالرئاسة بحوالي 62٪ من الأصوات، بحسب النتائج الأولية التي نُشرت يوم السبت. وهو يعتبر أحياناً كخليفة محتمل للمرشد الأعلى علي خامنئي الذي يتمتع بالسلطة الحقيقية في إيران، لا سيما في الشؤون الخارجية. وهو حسم السباق أصلاً قبل فتح مراكز الاقتراع.

لغة الاعتدال والإصلاح
وكان مجلس صيانة الدستور منع دائماً المرشحين الذين لا يلبون رغبات المرشد الأعلى. لكن السباقات السابقة كانت تنافسية وحتى أنه لم يكن يمكن التنبؤ بنتائجها، مما أعطى الإيرانيين صوتاً صغيراً في تقرير مستقبلهم. ومع أن المرشحين المعتدلين كانوا دائماً موالين للجمهورية الإسلامية وأيديولوجيتها الثورية، لكن البعض، على غرار الرئيس حسن روحاني، تحدثوا بلغة الاعتدال والإصلاح حتى مع اتباعهم لخط خامنئي.

ويدرك الإيرانيون أنهم يعيشون في ظل نظام ديكتاتوري، لكنهم غالبًا ما يصوتون بأعداد كبيرة للخيار الأقل سوءاً. وتشير النتائج الأولية إلى أن نسبة المشاركة في انتخابات هذا العام بلغت حوالي 50٪، بانخفاض عن أكثر من 70٪ قبل أربع سنوات وأدنى مستوى في أي تصويت منذ عام 1979. وقرر الملايين مقاطعة انتخابات هذا العام مع انحسار الدائرة الضيقة أصلاً للتعبير عن الآراء المسموح بها في البلاد.

إعدام الآلاف
في عام 1988، سهّل رئيسي إعدام آلاف المعارضين خارج نطاق القضاء. ووصف عمليات القتل لاحقاً بأنها "أحد الإنجازات التي يفخر بها النظام".

وفي عام 2009، أثناء الثورة الخضراء بعد انتخابات مسروقة، شغل منصب نائب رئيس المحكمة عندما حوكم المتظاهرون السلميون وأحياناً صدرت عليهم أحكام بالإعدام.

في عام 2019، فرضت إدارة ترامب عقوبات على رئيسي بسبب عدد لا يحصى من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال صعوده من خلال النظام القانوني الإيراني. هل سترفع إدارة بايدن، التي كانت تتفاوض على العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، العقوبات عن الرئيس المنتخب؟

المدافعون عن النووي
ويجادل المدافعون عن الاتفاق النووي بأن ترك دونالد ترامب الصفقة أضعف الإصلاحيين ومكَّن المسؤولين مثل رئيسي. لكن رجال الدين المحافظين كانوا يتمتعون بالسلطة المطلقة في إيران منذ ثورة 1979.

وأيد خامنئي الاتفاق لأنه في صالح النظام. فهو يقدم عشرات المليارات من الدولارات في شكل مساعدات مالية وعائدات تجارية بينما يقوم فقط بتأخير اليوم الذي يمكنه إيران صنع قنبلة.

رسالة صارخة
وفي وقت سبق من هذا الشهر، قال رئيسي: "سنلتزم بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) كاتفاقية وافق عليها المرشد الأعلى".
وخلصت الصحيفة إلى أن حماقة إدارتي أوباما وبايدن هي الاعتقاد بأن القادة في طهران يريدون أن تكون إيران دولة طبيعية. وقال: "هؤلاء لا يريدون ذلك، وإنما يديرون حكومة تنشر ثورتها الدينية إلى بقية العالم بأي وسيلة ممكنة. وصعود رئيسي مؤشر صارخ لهذه الحقيقة ولكن إدارة بايدن لا تريد سماعها".